الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من توهمات بأني مراقبة وخوف من الخروج، هل هذا مرض نفسي؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عمري 19 عاما، خالتي وخالي بهم حالة نفسية، خالتي عندها تخيلات، مرة تقول لا أريد شم الهواء أو السماء ستقع، أو أنها بصندوق مغلق وإذا طلعت تلبس لبسا مغريا، وإذا دخلت في الصندوق -مثلما تقول- تتدين وتلبس حجابا (حالتان متناقضتان). المهم صار لها أكثر من 20 سنة على هذه الحالة، وذهبت إلى أطباء كثرا ولا تلتزم بالدواء.

حاليا أحس أني أعيش مثلها، وأشعر شيء في بلعومي مثل الحديد، ومرات أحس أن الجدران ستنطبق علي، وهكذا تطورت هذه الأشياء حتى أصبحت أخاف من نفسي، أشعر أن روحي بعيدة عني، أحس أن دماغي مثل الكاميرا يصورني طوال الوقت وماذا أفعل.

وهذه الحالة أزعجتني، وتكررت معي لمرتين حالة غريبة من فقدان التوازن عند الخروج، فظللت لشهرين لا أخرج من باب البيت حتى للمدرسة، وماما أخذتني لإجراء فحوصات وكان هناك اضطراب في الهرمونات، أعطاني الدكتور حبوبا لتنظيم الهرمونات، وصرت أفضل بنسبة 80%، وخرجت من البيت وصرت مثل الوردة، لكن منذ تركتها رجعت الحالة.

وعادت لي حالة الخوف من الخروج، ولا أخرج إلا للسوبرماركت الذي يبعد عنا 10 أمتار. وقبل أسبوع أنهيت امتحاناتي -والحمد لله- ونجحت، تأتيني هذه الحالات لكن قليلة، لأن بالي يكون مشغولا مع صديقاتي، لكن أحسب متى أرجع للبيت من المدرسة، والآن تأتيني حالة اختناق إذا خرجت وأخشى أن أجن في الشارع، وتسيطر علي هذه الفكرة أو غيرها بمجرد خروجي.

ومرة وعمري كان 14 أخذتني أمي للفحص مع خالتي وخالي، وقال الطبيب أن خالتي ليس فيها حالة نفسية لكن خيالها واسع، وقال لي: انتبهي حتى لا تصبحي مثلها.

أرجو أن تعطوني الحل، أنا تعبت من هذه الحال وأنا فتاة بعمر الزهور، هل مرضي حالة نفسية وانفصام بالشخصية، أم وهم خيال؟

ولكم الأجر والثواب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت لديك نوع من القلق الوسواسي، والعرض المهم هو شكُك كأنك مراقبة أو كأن أشخاصا أو كأن دماغك كاميرا يصورونك من خلاله، أو شيء من هذا القبيل حسب ما ذكرته، هذا عرض مهم، هذا أكثر من وسواس، لذا أنا أفضل أن تقابلي الطبيب النفسي -أيتها الفاضلة الكريمة-، تأثرك بما حدث لخالتك لا شك أنه واضح جداً وهذا نسميه بالتأثير الإيحائي، لا أستطيع أن أقول أنك مصابة بمرض الفصام، ولكن قطعاً يوجد لك بعض التشوشات والقلق والوساوس، وهذه تجعل الإنسان يصاب بما يعرف بالتوهم أو المراق المرضي.

لا أريدك أبداً أن تدخلي في هذا الموضوع، كوني أكثر إيجابية، ما ينطبق على خالتك ليس من الضروري أبداً أن ينطبق عليك، وخالتك يمكن أن تُساَعد من خلال مواصلتها العلاج برغم من أنها لا تلتزم به، إلا أن الطب النفسي تقدم جداً وهنالك وسائل علاجية مختصرة جداً، مثلاً تناول الإبر الشهرية، هذا غير الكثير جداً من حياة المرضى النفسيين. ولا تهتمي لما يقال لك وأنك سوف تصبحين مثل خالتك، لا أعتقد أن الناس بالفعل تريد لك هذا، ولكن هذا يقال من خلال النقاشات العادية التي تدور بين الناس.

تشويش التفكير هو دليل القلق ولا شك في ذلك، الشعور بالأعراض الجسدية مثل الاختناق أيضاً هو من صميم سمات وصفات القلق، حاولي أن تكوني مسترخية، احرصي على صلاتك وتلاوة القرآن، وكوني إيجابية في تفكيرك، طبقي بعض تمارين الاسترخائية مثل تمارين التنفس التدرجي، وقبض وإطلاق العضلات، هذه التمارين ممتازة جداً، لكن أنا أرى أيضاً مقابلة الطبيب النفسي مهمة، لأن حالتك بالفعل تحتاج للمزيد من الاستقصاء والتوضيح، وهذا لا يعني أنها حالة معقدة أبداً. أنا متأكد أن أحد الأدوية المضادة للوساوس القلقية سوف يفيدك كثيراً، لكن لا أريد أن أصف هذا الدواء لأنني أريد أيضاً المزيد من الاستقصاء والتأكد فيما يخص حالتك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً