الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أحث أصدقائي على المحافظة على الصلاة وترك الكلام والصور الفاحشة؟

السؤال

السلام عليكم

أولا: أشكركم على هذا الموقع.

ثانيا: أتمنى كتابة شيء يجعل شخصا يتوب من الكلام الفاحش والصور الخليعة.

ثالثا: أتمنى كتابة شيء عن المحافظة على الصلاة وعن تقوية الإيمان.

أرجو الرد السريع، لأن الموضوع سيترتب عليه توبة ثلاثة من أصدقائي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ داود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - أيها الولد الحبيب - في استشارات إسلام ويب، نشكر لك ثناءك علينا وتواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن يزيدك هدىً وصلاحًا، كما نشكر لك حرصك على دعوة أصدقائك، وهذا دليل على رجاحة في عقلك وحسن في إسلامك، نسأل الله لك المزيد.

وأولاً: نود أن نقول لك - أيها الحبيب - أن ما تقوم به من الحرص على إرشاد اصدقائك هو من خير الأعمال التي يقوم بها المسلم، فقد قال الله سبحانه وتعالى: {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحًا وقال إنني من المسلمين}.

وينبغي أن تكون الدعوة إلى الله على بصيرة من الأمر، وقد أحسنت في كونك تسأل عمَّا ينبغي أن تقوله لزملائك لما تريد أن تدعوهم إليه، والمقام لا يتسع لنا أن نقول لك كل ما ينبغي أن يُقال، ولكننا نُرشدك إلى الاستعانة بالمواقع الخيِّرة – وهي كثيرة – ومنها موقعنا هذا، ففيه كثير من المواد التي كُتبت عن التوبة والبواعث على التوبة وكيف يتوب الإنسان، فلو بحثت بالنص، أو تصفحتَ الموقع – لاسيما موقع الفتوى – فإنك ستجد الشيء الكثير الذي كُتب في ذلك.
ولكننا نقول في الجملة - أيها الحبيب -: إن الباعث دائمًا على التوبة والإقلاع عن الذنوب أمور أهمها ثلاثة أشياء ينبغي الاعتناء بها:

الأول: تذكير الإنسان بغضب الله تعالى عليه حين يفعل المعصية، وأن غضب الله تعالى شديد، لا تقوم أمامه السموات والأرض، فكيف يقدر الإنسان على القيام له؟ فإذا تذكر الإنسان هذا الغضب وعلم العذاب المترتب بعده، وتذكر النار وأهوالها، والقيامة وشدائدها، والقبر وما فيه من مصاعب وشدائد، فإن هذا النوع من التذكير يُفيد الإنسان وينفعه، فيطرد عن قلبه الغفلة.

الأمر الثاني: الخوف من أن يموت الإنسان على هذه الحال، فيُتخم عمره بهذه الأعمال ويلقى الله تعالى بذلك الوجه.

الأمر الثالث: الخوف من أن يحول الله تعالى بينه وبين قلبه فلا يوفّقه للتوبة.

فإذا استحضر الإنسان العاصي هذه الأمور الثلاثة فإن ذلك يردعه بإذن الله تعالى عن معصيته، فحاول أن تذكِّر أصدقائك وأصحابك بعواقب الذنوب عمومًا، وأن الكلمة الواحدة التي لا يُلقي لها الإنسان بالاً – وهي من سخط الله – يهوي بها الإنسان في نار جهنم سبعين خريفًا، كما جاء في الحديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم -.

وذكِّرهم بأن الصلوات أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وأن ثوابها جزيل عظيم، كما أن التفريط فيها ذنب عظيم، فأعظم الموبقات وأكبر الكبائر بعد الكفر بالله تعالى ترك فريضة واحدة حتى يخرج وقتها، وقد قال عبد الله بن عباس – رضي الله تعالى عنهما -: (من ترك صلاة حتى يخرج وقتها لقي الله تعالى وهو عليه غضبان) والنبي – صلى الله عليه وسلم – يقول: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة - يعني الحد الذي بيننا وبين الكفار - فمن تركها فقد كفر)، وجاءت النصوص الكثيرة في الترهيب من تضييع الصلوات، كما وردت النصوص الكثيرة في بيان ثواب المحافظة على الصلوات وأثرها.

وننصحك بالاستعانة بكتيب صغير عنوانه (لماذا نصلي؟) ننصحك أن تقرأ هذا الكتاب ثم تنقل لزملائك محتوى ما فيه.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً