الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عقار الأنفرانيل، وما يسببه من نعاسٍ وخمول.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

من فضلكم أود أن أعرف هل من الضروري النوم بعد أخذ دواء الأنفرانيل 25، خاصة وأنه يسبب النعاس والخمول، وإذا نمت لا أستطيع أن أستيقظ بسهولة، حيث إنني أنام لساعات طوال، ويتكرر معي الأمر كل يوم، وطبعا هذا يسبب لي معاناة نفسية كبيرة، ويجعلني أشعر بأنني لست إنسانة طبيعية كباقي البشر، فهل يمكنني أن أقاوم تلك الرغبة الملحة في النوم بشرب القهوة، وهل هذا يمكن أن يحدث اضطرابا ما، وبالتالي يؤثر على مفعولية الدواء؟ خصوصا في الوقت الذي أحس فيه بأنني بحاجة لأن أظل مستيقظة؛ لأنني أكون قد حصلت على كفايتي من النوم وزيادة في اليوم السابق.

المسألة الثانية: هل الأنفرانيل يمكن أن يسبب ضرراً إذا أخذ لفترات طويلة، أو على الدوام، باعتبار أنني حاولت مراراً وتكراراً إيقافه، ولكن لم أفلح، حيث كنت أعود كما كنت، بل أسوأ؟ وما هي الجرعة التي يمكنني الاستقرار عليها، والتي في نفس الوقت تكون مفيدة في حالتي هذه -الاكتئاب والفوبيا والقلق-؟ كما أنني أخاف من أن يتوقف استيراده أو صنعه في المستقبل، فهل من دواء شبيه له بالضبط؛ لأنني اعتدت عليه لسنين طويلة؟

أرجو منكم إفادتي، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأنفرانيل دواء مفيد بالرغم من أنه قديم، وبالنسبة لموضوع الشعور بالنعاس والخمول: الأنفرانيل بالفعل قد يسبب نعاسًا وخمولاً، خاصة في بدايات العلاج، لكن بالنسبة لإنسان مثلك تناول هذا الدواء لفترة طويلة أتوقع ألا يكون مستوى النعاس والخمول شديدًا.

والذين يعانون من شدة النعاس والخمول مع تناول الأدوية بصفة عامة يُمكنهم تناول الدواء كجرعة واحدة، ففي حالتك يمكن تناوله كجرعة واحدة في المساء (مثلاً)، ساعة إلى ساعتين قبل النوم، وهنا تكونين تجنبت النعاس في أثناء النهار، وفي ذات الوقت يأتيك نومًا صحيًّا.

بالنسبة لشرب القهوة (مثلاً): ليس هنالك ما يمنع، ولا يوجد أي تعارض ما بين الكافيين وتناول الأنفرانيل، فاطمئني من هذا الجانب أيتها الفاضلة الكريمة.

مخاوفك للمستقبل حول أن تتوقف صناعة هذا الدواء ليست مبررة، فالدواء لا زال هنالك حاجة له، ولا زال وجوده مطلوبًا، بالرغم من أنه قديم -كما ذكرتُ- إلا أن استعمالاته متعددة، ولا أعتقد أبدًا أنه سوف ينقطع، وأي دواء ينقطع أو يتوقف صُنعه سوف تأتي الشركة ببديل أفضل منه، هذا من ناحية أخرى، فاطمئني أيتها الفاضلة الكريمة.

بدائل الأنفرانيل الآن كثيرة جدًّا، منها الزيروكسات، والسيرترالين، والسبرالكس، وبالنسبة للذين يتخوفون من النعاس فيمكن أن يكون البروزاك بديلاً ممتازًا جدًّا للأنفرانيل.

أنت ما دمت مستقرة عليه فاجعلي الجرعة جرعة بسيطة، وهي خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، هذه تكفي تمامًا، والأنفرانيل يوجد أيضًا منه مستحضر طويل الأمد، يأتي في شكل خمسة وسبعين مليجرامًا، وهذا لا يُسبب النعاس، لكن أعتقد أن خمسة وعشرين مليجرامًا بالنسبة لك سوف تكون كافية جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً