الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصداع وأسبابه في فترة معينة شهرياً

السؤال

السلام عليكم...

أخي عمره 30 سنة، ولديه مشكلة تلازمه منذ سنوات، حيث أنه يشعر بصداع شديد في نهاية أو بداية كل شهر، صداع يمنعه من إكمال يومه بشكل طبيعي، ويستمر ليومين أو ثلاثة أيام، وهو أمر يقلقني كثيرا، رغم أنه يهتم بنفسه كثيرا.

ذهب إلى الطبيب فقال له أنه يعاني من التهابات في الجيوب الأنفية فقط، لكن هل هذا صحيح؟ لأنها مشكلة تلازمه منذ سنوات، ربما أكثر من 4 أو 5 سنوات، وكل مرة أزداد خوفا وقلقا عليه، وكذلك أمي قلقة عليه، كنت قد تحدثت مع شيخ وقال لي أنها أعراض عين، ويجب عليه أن يرقي نفسه، ولكنني يأست من المحاولة لإقناعه بالذهاب إلى الشيخ، وقبل شهر بدأ هو يستمع للرقية الشرعية قبل النوم، وكنت أسمعه يقول أشياء غريبة في نومه، وتحسن عن قبل -والحمد لله-، ولكن الصداع لم يخف إلى الآن،
هل لديه مرض أم حسد أو عين؟

أرجوكم أفيدونا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسباب الصداع كثيرة جدا، حيث أن الرأس يحتوي على كثير من الأعضاء، وأي مشكلة تحدث في أي من هذه الأعضاء قد تسبب الصداع، ونبدأ من أمراض العيون وضعف البصر إلى التهابات الجيوب وأمراض الأنف المزمنة وأورامهما ونقص الأوكسجين الناتج عن انسداد الأنف المزمن، والتهابات الأذن الوسطى وأورام العصب السمعي، وصولا إلى الصداع التوتري والشقيقة، وانتهاء بالأورام الدماغية، كما أن هناك أسباب خارج الرأس قد تسبب الصداع وخاصة فقر الدم وارتفاع الضغط الدموي.

على الأغلب كل ما ذكرتُ يؤدي لصداع مزمن، ولكن تقريبا مستمر ومتزايد بشدة مع الزمن، ما عدا صداع الشقيقة والصداع التوتري، وهو ما أرجحه في حالة أخيك، حيث أن الصداع يأتي بفترات متباعدة -في نهاية كل شهر أو بدايته، وهو ما قد يرتبط ببعض الضغوط المادية وربما في بداية كل شهر-.

لا بد من إجراء دراسة شاملة وفحص سريري جيد لكل الأعضاء المذكورة، وكذلك يجب أن يتضمن الفحص دراسة شعاعية للجيوب الأنفية والجمجمة والدماغ لنفي أي سبب آخر قد يكون هو السبب بهذه النوبات من الصداع الحاد، ودراسة أيضا لنفي وجود ارتفاع الضغط الدموي أو فقر الدم.

بعد نفي كل الأسباب الأخرى، فإن الصداع التوتري يعالج بالمسكنات متوسطة الشدة كالباراسيتامول وبالمشاركة مع مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل الديكلوفيناك، وقد يفيد إعطاء مركب البروبرانولول ( إندرال ) في الوقاية من هذا الصداع التوتري، كما يعالج صداع الشقيقة بالإضافة لما ذكرت، بمركبات الإرغوتامين المتعددة، والتي تفيد وخاصة في بداية النوبة وقبل اشتداد الأعراض في وضع حد لها وربما إيقافها.

لك مني كل التقدير والاحترام على اهتمامك بأخيك ومحبتك له، وأدام الله الوفاق والمحبة بينكما وشفاه وعافاه.
-----------------------------------------------------------
انتهت إجابة: د. باسل ممدوح سمان -استشاري أمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة
وتليها إجابة: د. أحمد الفرجابي - مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
------------------------------------------------------------
بداية نشكر لك الاهتمام والسؤال، ونشكر للطبيب حسن العرض للإجابة ووضوحها، ونسأل الله أن يسعدكم بشفائه وعافيته وأن يلهمه السداد والرشاد هو ولي ذلك والقادر عليه.

ونحب أن نؤكد أن الرقية الشرعية ليس من الضروري أن يذهب فيها إلى الشيخ، بل بالإمكان أن يقرأ هو على نفسه أو تقرأ عليه الأم أو تقرئي عليه أنت، والإنسان إذا دعا لنفسه أخلص، والأم إذا دعت لولدها كان دعائها أقرب للإجابة، ولا مانع أيضاً من الذهاب إلى راقٍ شرعي، ونعتقد المسألة لا تضره إن لم تنفعه، كذلك ينبغي إبعاد الجانب النفسي، فإن الإنسان إذا توقع الإصابة بالصداع، وأصبحت حالة نفسية، فإن هذا أيضاً له أثر على الإنسان.

عليه أن يتفادى الأسباب المذكورة، ويتأكد من خلال الفحص، ويتابع مع ذلك الرقية الشرعية والمحافظة على الأذكار، وينبغي أن يعلم أن العين حق، وأن الإنسان قد يصاب بمثل هذه الأشياء، والتي تظهر كأمراض وآثار عضوية أيضاً، مع أن الدافع فيها خاصة إذا تبين لنا أنه لا توجد علل طبية، فقد يكون الجانب الآخر هو الذي ينبغي أن نهتم به ونركز عليه، فشجعوه إذاً على القراءة على نفسه، قومي أنت أو الوالدة بالقراءة عليه، وأيضاً شجعوا استمراره بسماع الرقية الشرعية وتلاوة سورة البقرة وقراءة المعوذات، مع ضرورة المحافظة على أذكار المساء والصباح، ومرة أخرى أرجو أن تكثروا له من الدعاء وخاصة الوالدة فإن دعائها أقرب للإجابة.

نسأل الله أن يمتعكم بالصحة والعافية، وأن يلهم الجميع السداد والرشاد، وأن يعيننا على الخير، وأن يرفع الأمراض والأسقام عن أمة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعن شبابنا وعن ابننا الكريم على وجه الخصوص، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً