الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم أعد أحتمل حياتي بسبب الرهاب الاجتماعي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 23 عاما، أدرس في الجامعة، وأعاني من الرهاب الاجتماعي، لا أعرف متى أصبت به، ولكن كل ما أعرفه أني منذ أن كنت صغيرة أخجل ويحمر وجهي بسبب أو بدون سبب، وهذا أكبر سبب جعلني أكثر الأحيان انطوائية، مملة، غير اجتماعية، وأجد صعوبة في التواصل مع الآخرين، والتقدم في حياتي من كل النواحي.

أنا لم أعد أحتمل هذا، أريد تغييراً واقعياً إلى الأفضل، فأنا لي أحلام وطموحات أريد تحقيقها، فأرجوكم ساعدوني، فأكبر مشكلة عندي هي احمرار الوجه، فهو يحمر بسبب أو بدون سبب، فمثلا يحمر عندما يكون الجو بارداً أو ساخناً، وعندما أمشي مسافة كبيرة، وأحياناً حتى عندما أكون في البيت.

أرجوكم دلوني على دواء ناجع لحالتي ليست له أثار جانبية خطيرة، وسعره معقول، وما الجرعة المناسبة، وما هي مدتها بالتفصيل إن أمكن؟ وهل سيخلصني من احمرار الوجه؟ وهل بعد انتهاء فترة العلاج ستنتهي تلك الأعراض دون الحاجة للرجوع للدواء مرة أخرى، وليس له آثار سلبية عند التوقف عن تناوله؟ وأخيراً أن يكون متوفراً في بلدي إن أمكن.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ toumia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الرهاب الاجتماعي له أعراض جسدية، منها احمرار الوجه البسيط، ولا يكون بهذه الصورة التي تحدثت عنها، فاحمرار الوجه لديك هو عرض متواصل ومستمر عندك، وأعتقد أن سبب ذلك يكون حساسية في الوجه، أو شيئاً من هذا القبيل، فمن الأفضل أن تقابلي طبيب الباطنية والأمراض الجلدية، للتأكد من أنه لا توجد حساسية في الوجه مثلاً، خاصة حساسية لأشعة الشمس.

أما من حيث الرهاب، فعلاجه -كما تعرفين- هو تحقير فكرة الخوف، والإصرار على التواصل والاختلاط بالآخرين، وأن تكوني فعّالة على النطاق الاجتماعي، وهنالك أدوية جيدة لعلاج الرهاب الاجتماعي، منها عقار (ديروكسات) هكذَا يُسمى في تونس، واسمه العلمي (باروكستين)، هو من الأدوية الجيدة جدًّا، أتمنى أن يكون سعره معقولاً بالنسبة لك، الجرعة المطلوبة هي نصف حبة -أي عشرة مليجرام- يتم تناولها ليلاً لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعليها حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهرين، ثم نصف حبة ليلاً يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقفي عن تناوله.

وهنالك عقار آخر مساعد سعره زهيد، يعرف تجاريًا باسم (إندرال)، ويسمى علميًا باسم (بروبرالانول)، يمكنك أن تتناوليه بجرعة عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

هذا من حيث العلاج الدوائي، -وكما ذكرت لك- هناك أمور مهمة أخرى، من حيث الإصرار على التواصل الاجتماعي، وكسر طوق الانطوائية هو العلاج الرئيسي بالنسبة لك، وقطعًا بعد تناول الديروكسات من أسبوعين إلى ثلاثة -إن شاء الله تعالى- سوف تحسين باسترخاء نفسي، وقبول للآخرين دون توجس، كما أن المخاوف سوف تبدأ في الانحسار، وحتى احمرار الوجه أعتقد أنه سوف يقل كثيرًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً