الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أعراض متعددة في جسمي فهل حالتي نفسية أم عضوية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا أعلم كيف أصف حالتي، هل هي نفسية أم عضوية؟!

عندما كنت بعمر 15 سنة، شعرت بنبض في باطن القدم، ثم بدأ بالتدريج ينتشر بالجسم، بعدها بسنة كانت تأتيني زغللة بالعين، واستفراغ وصداع شديد، ذهبت للمستشفيات وقالوا: سليمة.

وبعدها بسنتين أصابني مرض التعرق المفرط، ولم تفد الأدوية.

والآن أنا بعمر 19، لا أشعر بنفسي، ولا أشعر بحياتي، أشعر بأني في حلم، وأشعر بتعب شديد بجسمي، وثقل بأطرافي وتنميل وجفاف بالجلد خاصةً بالساقين.

أحيانًا أرى النبض في قدمي بعيني، وأصابعي تقوم بحركة فجائية لا إرادية، وأشعر كأن شيئا يمشي بظهري وأكتافي.

لا أعلم لماذا مرض التصلب اللويحي عالق بذهني أني مصابة به؟! بعدما قرأت عنه شعرت بتنميل بسيط بأطرافي وجانب الأنف.

لا أشعر بحياتي كالسابق أبدًا، أصبحت كثيرة السرحان، ومعدومة التركيز، ومكتئبة.

عندما أتحرك ولو حركة بسيطة أشعر بدوار لم أشعر به في حياتي، وكأني سأسقط، شعرت بالدوخة هذه منذ أربعة أيام إلى الآن.

ذهبت لدكتور الأذن، وقال: التهاب بالأذن الوسطى، ولم أشعر بتحسن مع الأدوية، ولم تذهب الدوخة.

حللت سُكرا، وفقر دم، وكلها سليمة!

ماذا بي طمئنوني وفقّكم الله، وأدخلكم فردوسه الأعلى، وشُكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ shaima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت في الأصل لديك درجة بسيطة من قلق المخاوف، هي التي جعلتك تستشعرين النبض في باطن القدم، كل الناس لديهم نبض في باطن القدم وفي جميع أجزاء الجسم، لكن بعض الناس نسبة لحساسيتهم وقلقهم تجد أن هذه الأعراض تتضخم وتتجسم لديهم مما يسبب لهم بعض المصاعب النفسية.

التعرق المفرط ربما يكون أيضًا سببه القلق، لكن ربما تكون له أسباب أخرى.

الأمر صار على هذا المنوال؛ أي أن القلق كان هو المؤثر الرئيسي عليك، ثم تحول إلى شيء من المخاوف، وبدأت تأتيك هذه الوساوس حول الأمراض الشديدة مثل: التصلب اللويحي.

الإنسان الذي لديه تخوفات مرضية – ولا أحب أن أستعمل كلمة: توهمات مرضية – دائمًا يخاف حول الأمراض الخطيرة التي سمع عنها، أو قرأ عنها، أو يعرف شخصًا قد أُصيب بها.

فما يحدث لك هو أمر طبيعي بالنسبة لشخص حساس ولديه مخاوف من الأمراض، ويحدث هنالك نوع من التمازج أو التوافق - أو ما يسمى بالتماهي - ما بين الفكرة السلبية المرضية التي يفكر فيها الإنسان ومرض معين، مثلاً: حين فكّرت في التصلب اللويحي بدأت تأتيك أعراض الشعور بالتنميل في الأطراف، ويعرف أن أحد أعراض التصلب اللويحي ربما يكون التنميل، وهكذا، هذا نوع من التماهي وليس أكثر من ذلك.

إذن تجاهلي الموضوع تمامًا، مارسي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، اجتهدي في دراستك، طبقي تمارين الاسترخاء، وحاولي أن تقابلي طبيبتك، طبيبة الرعاية الصحية الأولية مرة واحدة كل ثلاثة أشهر بهدف الاطمئنان، وإذا استمرت معك الأعراض فيمكن أن تأخذي أحد الأدوية المضادة للمخاوف المرضية، وهنالك أدوية كثرة معظمها فعّالة وسليمة، من أفضلها: عقار زولفت وعقار سبرالكس، لكن اتركي الأمر للطبيب ليقرر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب محمد ماروكي

    أنا بالمثل أعاني من نفس الأعراض و من نفس المخاوف أي مرض التصلب اللويحي الذي صار اسما ملازما لي في كل حياتي رغم تطمينات الأطباء الا أن الأعراض موجودة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً