الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفعت جرعة العلاج كما طلبت مني ولم أستفد !!

السؤال

السلام عليكم
كيف حالك يا دكتور محمد عبد العليم؟ إن شاء الله تكون بخير، نشكرك على جهودك.

أنا صاحب الاستشارة رقم (2186619) حيث قلت لي: ارفع الجرعة إلى 4 ملج لمدة شهر، ومنذ رفع الجرعة منذ شهرين تقريباً لم تذهب الأصوات، أرجو أن تفيدني ماذا أفعل؟ وجزاك الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن شاء الله تعالى ستزول عنك هذه الأصوات، أنت الآن تتناول جرعة محترمة جدًّا من الرزبريادال (أربعة مليجرام يوميًا) كما أنك تتناول الإبرة كل أسبوعين، وهذه نعتبرها جرعة ممتازة جدًّا، يجب ألا تقلق كثيرًا حول هذه الأصوات، سوف تختفي -إن شاء الله تعالى- تدريجيًا، والشيء المهم والضروري هو أن تسعى دائمًا لتجاهلها؛ لأن ذلك في حد ذاته يعتبر وسيلة علاجية ممتازة جدًّا.

ظاهرة أنك مُدرك أن هذه أصوات وأنها هلاوس سمعية في حد ذاتها هي نوع من التحسن؛ لأن بعض الإخوة والأخوات الذين يعانون من هذا المرض تجدهم يفتقدون الاستبصار حول هذه الأصوات، ويعتقدونها أصواتًا حقيقية، بل في بعض الأحيان ينفذون أوامرها ويتبعونها، أنت الحمد لله مُدرك أنها هلوسة سمعية، وهذا نسميه بالاستبصار، والاستبصار ضروري جدًّا، وهو يعتبر خطوة علاجية أساسية ومهمة.

أنا متفائل جدًّا أنك سوف تتحسن، يجب أن تستمر على نفس الجرعة من وجهة نظري، وتتجاهل الأصوات تمامًا، وسوف تختفي -إن شاء الله تعالى-.

المدة قد تطول بعض الشيء، هنالك من تظل معهم هذه الأصوات حتى ستة أشهر، شاهدنا هذا، ويأتينا الكثير من الإخوة الذين يعانون من هذه الحالات، وفي بعض الأحيان يكون هدف المعالج أن ينقل المريض إلى ما نسميه مرحلة التعايش والتكيف، يعني الأعراض تكون موجودة لكن لا تسبب لا همًّا ولا غمًّا للمريض أبدًا، يتجاهلها تمامًا، يعرف أنها غير حقيقية، لا يتبعها، ولا يتأثر بها.

هذا الوضع في بعض الأحيان نقبله كتقدم علاجي، وفي حالتك -إن شاء الله تعالى- تختفي هذه الأصوات تمامًا، اصبر على الدواء، تواصل مع طبيبك، وفي حالة أنه لم يحدث تحسن حقيقي (وهذا إن شاءَ الله لن يحدث) ففي هذه الحالة -كما ذكرت لك- توجد خيارات دوائية أخرى غير الرزبريادال، عقار (كلوزابين) مثلاً -ذكرته لك سلفًا – لكنه يحتاج لضوابط معينة، وتوجد أدوية أخرى، المهم الأمر فيه اتساع واضح، والأمل معقود والرجاء دائمًا يكون هو الدافع لنا في هذه الحياة، وتوكل على الله، واسأل الله تعالى أن يعافيك.

أنا أريدك أن تعمل، هذا مهم جدًّا، هذا جزء من التأهيل؛ لأن الفراغ ذاته ينشط هذه الأصوات، أو يجعلك دائمًا تلاحظها، فاعمل، العمل مهم وضروري، ويطور مهاراتك، وإن شاء الله تعالى يقلص الأعراض، بل يساعد في اختفائها تمامًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً