الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تسارع دقات القلب والقلق مع تأخر الحمل واضطراب الدورة ما أسبابها؟

السؤال

السلام عليكم

جزاكم الله كل خير.

منذ أربع سنين كنت قد شربت قهوة عربية والتي لم أعتد عليها، فأصبت بضربات قلب شديدة قيل لي أنها من القهوة، ومن بعدها أصبحت أصاب بضيق وعدم انتظام في ضربات القلب، وارتخاء في الجسد، ووجع في القلب والأكتاف وكل الجسم، وارتفاع في الضغط نهارا وانخفاضه ليلا، وانتفاخ وارتجاع في المعدة، وخوف دائم من الموت بسبب تلك العوارض.

ذهبت إلى طبيبين للقلب، اﻷولى لم تقم بإجراء أي فحص لي وقالت أني ﻻ أعاني من شيء، ويجب فقط إنقاص وزني، لم يعجبني ذلك فذهبت إلى طبيب أجرى لي تخطيطا للقلب، وفحوصات للغدة والكلى وفيتامين (د) وأشياء أخرى، التخطيط كان جيدا سوى أن ضربات القلب كانت مرتفعة 90، فأنا بطبعي أخاف جدا وضغطي كان 14/9، وطلب أن آتيه بعد شهر ليأخذ الضغط مجددا، وأعطاني مهدئا لأنني كنت مكتئبة من حالتي.

عدت إليه وأيضا كان ضغطي مرتفعا بحدود 14 ، وذكر أني لست بحاجة إلى دواء، ويجب تقليل الملح وإنقاص الوزن والمشي، ولكن منذ عادت الحالة أتعبتني جدا وضغطي فجأة يرتفع إلى 20/11 ثم ينزل، اتصلت بالطبيب، وطلب أن آخذ دواء اسمه capoten25، حبة صباحا ومساء، من أول حبة انخفض ضغطي ولم أستطع النوم، لأني عندما أريد أن أغفو أشعر بأني أغيب عن الوعي، وأظل على هذه الحال حتى أنام وﻻ أعرف بعدها ما يحدث، ثم قال: أن آخذ نصف حبة صباحا، أيضا حصل لي ذات الشيء فتوقفت عن أخذ الدواء من تلقاء نفسي، وﻻ أعرف ماذا أفعل. ليس دائما ضغطي يرتفع ولكن بمقدار العشر مرات في الشهر، يتصاحب مع ارتفاع الضغط خفقان قلب وخوف وارتباك.

كذلك أعاني من عدم انتظام بالدورة، وزياده بالوزن وعدم الحمل، وأجرى زوجي عملية فاريز منذ شهر وقال له الطبيب أنه بحاجة لمتابعة في العلاج، وﻻ أدري أمن الفاريز أم من عدم انتظام الدورة ﻻ يحصل الحمل؟ وفيتامين (د) كان لديه 11 والآن أصبح 44.

أنا متدينة – والحمد لله -، أقوم بالصلاة على الوقت، وحجابي كامل مع صيام وقراءة قران، قيل لي من أحدهم أن لدى زوجي سحرا، ولكن لست مقتنعة.

جزاكم الله الفردوس وكل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روﻻ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أستطيع من الشرح الوافي لشكواك - أختي الفاضلة - أن نقسم الشكوى إلى:

1- زيادة في الوزن.
2- حالة خوف وقلق وارتباك.
3- نوبات من تسارع قلبية مع عدم انتظام في دقات القلب، وتعب في الجسم مرافق لذلك.
4- قصة ارتجاع بالمعدة (قلس معدي مريئي).
5- نوبات من ارتفاع مؤقت لضغط الدم.
6- عدم انتظام في الدورة.

مضافا لذلك عدم حصول الحمل، مع وجود قصة فاريز لدى زوجك - دوالي الحبل المنوي -، وقد أجرى عملية جراحية لها مع نقص في فيتامين د لديه، وتحسن بعد العلاج.

حقيقة إن زيادة الوزن التي تعانين منها كبيرة، و BMI لديك 51، والطبيعي حوالي 22-25، وهذه الزيادة قد تكون السبب في نوبات التسرع القلبي وارتجاع المعدة، هذه النوبات من التسرعات ممكن أن تكون خوارج انقباض، حيث يشعر المريض بضربات القلب مع الإحساس بعدها بتعب أو هبوط، وحالة ارتباك وخوف، وتسببها عادة شرب المنبهات زيادة الوزن، حالة القلق والاكتئاب، التدخين، وبعض أمراض القلب.

أنصحك -أختي الفاضلة- بالتالي:

1- اتباع برنامج لتخفيف الوزن.
2- إجراء مراقبة مستمرة لمدة 24 ساعة لتخطيط القلب HOLTER لتفسير نوع التسرعات القلبية لديك.
3- ممارسة المشي والرياضة الخفيفة، لمعالجة حالة القلق والارتباك.
4- أما اضطراب الدورة لديك فليست بالضرورة سبب عدم الحمل، بينما بالمقابل فإن الفاريز التي كان يعاني زوجك منها هي سبب مهم لعدم الإنجاب.
5- استمرار الحمية ناقصة الملح، فنوبات ارتفاع الضغط لديك ترافق حالة القلق والخوف، وتتحسن سريعا - بإذن الله - بأدوية حالات القلق.
6- ليس لنقص الفيتامين (د) عند زوجك، والذي تحسن بالعلاج أي دور بقصة عدم الإنجاب.

مع تمنياتي بالصحة الوافرة والشفاء.

________________________________________________

انتهت إجابة الدكتور وليد بدوي، استشاري أمراض الهضم والمعالجات التنظيرية، وتليها إجابة الدكتورة منصورة فواز سالم، طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة.


في الواقع إن السمنة لها دور كبير في عدم انتظام الدورة الشهرية، وفي عدم الحمل؛ وذلك لأن السمنة هي من أكبر الأسباب التي تؤدي إلى في تكيس المبايض، وزيادة مقاومة الخلايا لهرمون الأنسولين، مما يؤدي إلى زيادة هرمون الذكورة، وظهور الشعر في الوجه والصدر والبطن، وظهور كذلك حب الشباب، والخلل والتأخر في الدورة الشهرية، وفي حالة الوزن الزائد والسمنة المفرطة، فإن تناول حبوب جلوكوفاج مهم جدا للإعادة هرمون الأنسولين إلى العمل الجيد مع الخلايا لتنظيم السكر، وبالتالي تنظيم هرمون الذكورة ومعالجة التكيس.

وإنقاص الوزن يحتاج إلى جهد كبير يبذل، خصوصا وأن السمنة المفرطة لا ينفع معها إلا تدبيس المعدة، ولكن تناول المزيد من الخضروات الطازجة والمسلوقة مع البروتينات المشوية والحبوب، يمكن أن يساعدك في السيطرة على الوزن مع حبوب جلوكوفاج، وبالتالي تبدأ الدورة الشهرية في التحسن، مع بذل بعض الجهد في المشي والرياضة.

كذلك فإن كسل هرمونات الغدة الدرقية يؤدي إلى خلل في الدورة الشهرية، ولذلك يجب فحص هرمونات الغدة الدرقية TSH FreeT4، وفي حالة الكسل يجب أخذ العلاج المناسب، وبالتالي تتحسن عملية التبويض وتتحسن الدورة الشهرية، وتزيد فرص الحمل - إن شاء الله -.

ولإعادة التوازن الهرموني وبالتالي إعادة تنظيم الدورة، يمكن تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض، وجرعتها 10 مج تؤخذ يوميا من يوم 16 من بداية الدورة حتى يوم 26 من بدايتها، وذلك لمدة ثلاث شهور إلى ستة، وتركيز الجماع على فترة منتصف الدورة الشهرية المتوقع فيها حدوث التبويض، لزيادة فرص الحمل - إن شاء الله -.

كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة عند زيادته، مثل (total fertility) مع أخذ أقراص فوليك أسيد، وفيتامين (دال)، وحديد والتغذية الجيدة، مع المداومة على شرب حليب الصويا، وشرب أعشاب البردقوش والمرامية وهي تغلى مثل الشاي، وتشرب مرتين يومياً، وأكل التلبينة النبوية، وهي مغلي الشعير المطحون مع الحليب، وهذا مفيد للإمساك والمناعة والهضم، ويحسن التبويض - إن شاء الله -، وبالتالي يؤدي إلى انتظام الدورة الشهرية.

وبعد عدة شهور من متابعة البرنامج السابق، هناك تحاليل يجب إجراؤها للوقوف على حالة هرمونات وهي: FSH- LH PROLACTIN- TSH-FREET4-FSH-LH- ESTROGEN-TESTOSTERONE ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE في يوم 21 من بداية الدورة، وعمل السونار على المبايض خصوصا في منتصف الدورة وهي أيام التبويض، ومتابعة الحالة مع طبيبة متخصصة في هذا المجال.

فيما يخص التوتر والاضطراب في قياس ضغط الدم، ربما يحتاج الأمر إلى زيارة طبيب نفسية وعصبية، لأن مرض التوتر والقلق ويسمى Anxiety disorder يؤدي إلى تلك الأعراض، وقد يساعدك في علاجها تناولك لحبوب cebralex 20 mg، يوميا قرص واحد لمدة 6 شهور.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً