الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من مشكلة تأخر مجيء الدورة الشهرية، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم
أشكر لكم جهودكم المبذولة في إفادة المجتمع، وحل مشاكله، وأسأل الله العلي القدير أن يقدركم على فعل الخير لوجهه الكريم، ويجعله في ميزان حسناتكم.

أنا فتاة عمري17 عاماً، مقبلة على الزواج، أعاني من مشكلة منذ بلوغي، وهي تأخر مجيء الدورة الشهرية لمدة شهر ونصف أو شهرين تقريباً، منذ ذلك الوقت وهي غير منتظمة، وعندما تأتيني تبقى لمدة5 أيام أو6 أيام متتالية، ولم أكن مدركة لما يحدث لي حينها، وعندما أصبحت في سن الرشد والوعي أصبحت ألاحظ تأخر مجيئها، حيث أنه يوجد شعر كثيف في جميع أنحاء جسمي، وحبوب على وجهي.

راجعت الطبيبة فأخبرتني بوجود تكيس، فوصفت لي ثلاثة أنواع من الأدوية، النوع الأول هو: (sundown naturals) هذا النوع أتناول منه يومياً قبل الطعام، والنوع الثاني والثالث: (diane 35 _ androcur) والنوعان السابقان يتم تناولهما بعد مجيء الدورة بــ5 أيام.

هل هذه الأدوية تساعد على تنظيم الدورة الشهرية، وتخفيف الحبوب والشعر الزائد؟ وما هو تشخيصكم لحالتي؟

شكراً جزيلاً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ noor حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم ما تعانين منه هو متلازمة التكيس على المبايض، pcos وهي شائعة الحدوث عند الفتيات، وهي السبب في تأخر الدورة الشهرية، حيث أن متوسط الدورة الشهرية 28 وتعتبر الدورة الشهرية طبيعية إذا كانت21 يوما أو 34 يوما، ومدة نزول الدورة من3 إلى 7 أيام وأقل من ذلك، وأما أكثر فتعتبر دورة غير طبيعية، والتكيس هو حالة لا تستطيع فيها البويضات الخروج من تحت جدار المبيض، وتظل حبيسة تحت الجدار، وبالتالي يحدث خلل في التوازن الهرموني المسؤول عن حدوث الدورة الشهرية، والهرمون الأول هو إستروجين، وتكون نسبته أعلى في النصف الأول من شهر الدورة، والهرمون الثاني هو بروجيستيرون وتزيد نسبته في النصف الثاني من شهر الدورة؛ لأنه يفرز من جراب البويضة بعد خروجها.

السمنة لها دور كبير في حدوث تكيس المبايض، وزيادة مقاومة الخلايا لهرمون الإنسولين؛ مما يؤدي إلى زيادة هرمون الذكورة، وظهور الشعر في الوجه والصدر والبطن، وظهور كذلك حب الشباب، والخلل والتأخر في الدورة الشهرية، ولكن أحيانا يحدث التكيس مع الوزن الطبيعي.

كذلك فإن كسل هرمونات الغدة الدرقية يؤدي إلى خلل في الدورة الشهرية، ولذلك يجب فحص هرمونات الغدة ومتابعة حالتها مع طبيب أمراض باطنة وغدد.

يجب ترك حبوب ديان 35، لأن لها على المدى البعيد تأثيرات ضارة بالجسم، واستبدالها أولا بحبوب منع الحمل أو تنظيم الأسرة ذات الهرمونين لمدة 3 شهور، لأنها هرمونات تنظم الدورة مكان الهرمونات التي لم يفرزها الجسم من البويضات المحبوسة تحت جدار الميابض ومن هنا جاء مسمى التكيس ثم حبوب دوفاستون من اليوم ال16 من بداية الدورة حتى اليوم ال26 من بداية الدورة ثم التوقف حتى تنزل الدورة وإعادة تناولها الشهر الذي يليه، ويتكرر 3 شهور أخرى حتى يتم تنظيم الدورة وبناء بطانة رحم جيدة، لتنتظم الدورة بعد ذلك.

النوع الأول هو: مقويات للدم، ومنه منتجات ومكملات غذائية مختلفة، وهو جيد، ويمكن الاستمرار على تناوله إن شاء الله، وحبوب androcur تؤخذ لتقليل هرمون الذكورة الذي تزيد نسبته بسبب التكيس، وبسبب زيادة هرمون الإنسولين، دون فاعلية، لأن خلايا الجسم تقاوم عمل هرمون الإنسولين، وهو المسؤول عن تنظيم السكر في الدم.

السبب الرئيسي الذي أدي إلى تلك المشكلة هي السمنة، ولذلك العمل على إنقاص الوزن من خلال الحمية الغذائية ومن خلال ممارسة الرياضة هو الحل السحري لإعادة تنظيم الدورة، والتخلص من الشعر الزائد ومن الحبوب.

مع تناول حبوب جلوكوفاج 500 مج مرتين يوميا بعد الأكل، لأنها تحسن عمل هرمون الإنسولين وتقلل من نسبة هرمون الذكورة، وتحسن كثيرا - إن شاء الله - التبويض وذلك لمدة 3 إلى 6 شهور أيضا.

مع المداومة على شرب حليب الصويا وشرب أعشاب البردقوش، والمرمرية وهي تغلي مثل الشاي، وتشرب مرتين يوميا، وأكل التلبينة النبوية، وهي مغلي الشعير المطحون مع الحليب، وهذا مفيد للإمساك والمناعة والهضم، ويحسن التبويض إن شاء الله، وبالتالي يؤدي إلى انتظام الدورة الشهرية.

في نهاية هذه المدة من النظام العلاجي من 3 إلى 6 شهور يمكنك عمل هذه التحاليل، وهي: FSH -LH -TSH -FREE T4 - PROLACTIN -ESTROGEN TESTOSTERONE وذلك ثاني أيام الدورة الشهرية، ثم عمل فحص هرمون PROGESTERONE في اليوم ال21 من بداية الدورة، وعرض هذه التحاليل على الطبيبة مع متابعة المبايض والرحم بالسونار للوقوف على حالة التبويض، وهل ما زال هناك تكيس على المبايض أم لا؟ وما هي حالة بطانة الرحم؟

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية هدى الشمري

    يسلمووو .. على المعلومات...

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً