الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من شعور الاكتئاب والحزن؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا سيدة عمري 28 سنة، متزوجة منذ سنتين، وأم لطفلة عمرها سنة، أعاني من بداية زواجي من كثرة التفكير، والحزن، وضيق، وبكاء من دون سبب، وازدادت الحالة سوءا في الأشهر الأخيرة من حملي، وولادتي، لدرجة كرهت حياتي، وتمنيت أني لم أتزوج، لم أعد أهتم بابنتي، ونفسي، وزوجي، وبيتي، ولم أعد كالسابق قبل الزواج في نشاطي، ومرحي، وحبي لنفسي، والحياة.

دائماً ألوم نفسي على تقصيري، وعلى أمور تافهة، كما أنني أصبحت أختلق المشاكل مع زوجي لأتفه الأمور، دائماً أشعر أنه السبب في كل شيء، بالرغم أنه زوج محب، وغير مقصر في أي شيء، لكنه رجل غامض جداً، وصامت، وأنا لا أحب هذه الصفة في شريك حياتي.

حتى العبادة والتقرب من الله أصبحت ثقيلة، لاأعلم لماذا أصبحت مترددة، وغير واثقة، وكثيراً ما أقارن بين حياتي وحياة غيري، وخصوصاً أهله، بالرغم أن حياتي لا ينقصها شيء، ولم أكن هكذا قبل زواجي، كنت واثقة بنفسي ومرتاحة، كما أنني أشتاق لأهلي، وأتذكر كم كنت مرتاحة قبل زواجي، وأحقد على زوجي لقرب أهله منه، وكثرة زيارته لهم.

أجد نفسي مخطئة أحيانا في هذه الأفكار، وأعود لأفكر مرة أخرى، وبأمور تافهة ودقيقة، كما أنني شخصية قلقة، كثيرة التسويف، دائماً أقول سأتغير، سأفعل، ولا أقوم بشيء.

لقد أهملت صحتي وغذائي، وابنتي ينقصها الكثير من الوزن، لا أجد دافعا لقيامي بأي شيء، بالرغم من كل ذلك ما زلت أبذل جهدي، قرأت عن الاكتئاب، وعن أعراضه، ووجدت أنني أعاني منه، ولا أستطيع الذهاب لطبيب نفسي، كما أنني قرأت في موقعكم عن حالات كثيرة، وصف لها ( البروزاك ) وأردت تناوله، ولكن خفت من تناوله دون استشارة طبية.

أفيدوني جزاكم الله خير الجزاء، فأنا أعشق زوجي، ولا أريد خسارته بكثرة مشاكلي ونفسيتي المتعبة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اطلعت على رسالتك بكل تفاصيلها، والذي أعجبني هو إدراكك التام لأعراضك، ولما تمرين به من ظروف نفسية، وتخوفك من أن يكون هذا الذي تعانين منه سببًا في الإساءة للعلاقة بينك وبين زوجك الكريم.

ليس لديك مشكلة كبيرة، كل الأمر يتعلق بالمزاج، والذي يظهر لي أن مزاجك لا يخلو من شيء من التفكير السلبي، وهناك نوع من نوبات الكدر البسيطة التي تأتيك، وعسر المزاج: هو ظاهرة تحدث للنساء بعد الولادة الأولى -وإن لم تكن كل النساء-، نعم، أعراضك قد بدأت حتى قبل الولادة، وهذا ربما يكون لديك نوعًا من الاستعداد لنمط التفكير الاكتئابي، مما أدى إلى عسر المزاج الذي تعانين منه، وهذا غالبًا يكون متعلقًا بشخصيتك، أو توقعاتك حول الزواج.

عمومًا أنت محتاجة لأن تنقلي نفسك نقلة فكرية إيجابية، حياتك فيها أشياء جميلة: الزوج الطيب الفاضل، رزقك الله تعالى بالذرية الصالحة، حريصة على دينك، أنت في بدايات سن الشباب الحقيقية، فيجب أن تنطلقي انطلاقة إيجابية في تفكيرك، هذا مهم جدًّا، وعليك بتنظيم وقتك بصورة صحيحة، ويجب أن يكون التفاؤل هو منهجك في الحياة، وسلي الله تعالى أن يعافيك.

مضادات الاكتئاب ومحسنات المزاج، أعتقد أنها سوف تفيدك كثيرًا، ولا شك أن البروزاك هو سيد هذه الأدوية كما يقولون، فهو سليم وفاعل جدًّا، وجرعة كبسولة واحدة في اليوم، لمدة ستة أشهر، سوف تكون كافية جدًّا بالنسبة لك، الجرعة قد تُرفع في بعض الأحيان إلى أربع كبسولات في اليوم، لكن قطعًا أنت لست في حاجة لهذه الجرعة.

إذا كنت لا زلت ترضعين، فلا يُنصح باستعمال البروزاك إذا كان عمر الطفل أقل من ثمانية أشهر، لكن أعتقد أن طفلك قد تخطى هذا الحد، وعليه ليس هنالك ما يمنعك من تناوله، وإن كان لديك أي شكوك أو تردد حول هذا الموضوع فدراسات كثيرة تشير أن عقار (زولفت) والذي يعرف أيضًا تجاريًا باسم (لسترال) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) ربما يكون أفضل سلامة من البروزاك في حالة الإرضاع.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر ندى غالب

    انا استفد من الاستشارة

  • الجزائر SARA

    اقراي القران و اهتمي بعائلتك

  • مصر شيماء

    اعتقد ان سبب الاكتئاب في البعد عن أداء الفروض وعن ذكر الله. الا بذكر الله تطمئن القلوب.ومن اعرض عن ذكر ى فإن له معيشة ضنك

  • المغرب كنزة

    شعرت بعمق بما تعانيه لكن اعلمي اني لست بحالة افضل منك رغم اني اتعاطى لدواء مضاد للتوتر انه مرض العصر سببه شوقك لاهلك و الروتين لا تتركي ابنتك تصبح ضحية هذه ا زمة عابرة وستتحدينها بالرياضة بالذهاب للتسوق التمشي على الكرنيش و اشياء متعددة اخرى.فكري في ابنتك$

  • الجزائر amina

    انا اشعر بمشكلتك لاني ايضا مررت بظروف مثل هاذي وعندما استات حالتي زرت طبيبة نفسية واول ما قالت لي يجب ان تغييري حياتك وليست هكذا وهكذا لو كانت لي قدرة على التغير لما ذهبت لطبيب

  • أمريكا مازن

    الله يشفيكم

  • الجزائر سهام

    أنا حاسة فيك أختي الكريمة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً