الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الطريقة المثلى للفطام؟

السؤال

السلام عليكم.

طفلي عمره 10 أشهر، أرضعه رضاعة طبيعية، ولكن بسبب ظهور أسنانه أصبحت الرضاعة أمرا مؤلما ومحرجا، وخاصة عندما أكون خارج البيت، وأفكر في فطمه، فهل هذا خطأ؟ لأنه لم يكمل العام، ولم يبدأ بالمشي ولا حتى الحبو، مع أن وزنه 11 كيلو، وصحته جيدة -والحمد لله- كما أنه بدأ بتناول الطعام الصلب منذ أن كان عمره 5 أشهر، ويأكل مما أطبخه بالبيت، فما رأيكم؟ وما هي أفضل طريقة للفطام؟ مع العلم أن طفلي لا ينام إلا إذا كان يرضع، وهذه مشكله بالنسبة لي.

الأمر الآخر: إذا فطمته، كم من الوقت يلزم حتى أصبح قادرة على الحمل مرة أخرى، والتخلص من ارتفاع هرمون الحليب؟ فهل يلزم ذلك الأمر أشهر أم مجرد أيام؟ وهل يعود التبويض كما كان قبل الرضاعة؟

ثالثا: بعد ولادتي انقطعت الدورة لمدة 4 أشهر ثم رجعت، وأول دورة استمرت أسبوعا كاملا، والدورة التي بعدها كانت 5 أيام، وبعدها بشهر أصبحت دورتي 4 أيام فقط، فهل هذا طبيعي؟ كما أنها أصبحت تأتي كل 30 يوما، وليس كل 28 يوما.

أفيدوني، وآسفة على الإطالة، مع شكري الجزيل على سعة صدركم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم كرم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الفطام يعني استبدال وجبة جديدة غير الحليب مكان رضعة من الرضعات التي يتناولها الطفل، ومن هذا المفهوم: فإن الفطام يبدأ في الشهر الرابع من عمر الطفل، عن طريق إضافة وجبة من شوربة الخضار الطازجة: ( جزر + كوسة + بطاطا ) بحيث تكون مسلوقة ومخفوقة في الخلاط، أي أنها تكون أقرب إلى السائل منه إلى الصلب، ويمكن إعطاؤه بعض العصير الطازج، وذلك بأن يكون نوعا واحدا في كل مرة، حتى إذا حدثت حساسية من أي نوع فإنه يمكننا اكتشافه، ثم إضافة الحبوب مثل السيريلاك في الشهر السادس، وبعد ذلك الزبادي، ثم صفار البيض، ثم اللحوم المفرومة بعد عمر السنة، وفي كل مرة ترفع رضعة ويؤخذ مكانها وجبة.

وعلى ذلك فطالما الطفل تعود على طعام البيت، فلا بأس من ذلك، مع الحرص الشديد من المقليات، والزيوت، والخضار المطبوخة بالدهن والزيوت؛ لأن معدة وأمعاء الأطفال لا تتحمل هذه الأطعمة، والحذر كذلك من الوجبات الزائدة؛ لأن الوزن الزائد للطفل يظل عبئا عليه طوال عمره، والوزن القياسي لطفل عمره سنة واحدة هو 10 كجم، ولا بأس من زيادة 1 كجم عن هذا الوزن.

يمكن في الفترة القادمة إرضاعه ليلا مرتين فقط، ثم مرة واحدة، ثم وقف الرضاعة الطبيعية، واستبدالها بنوع من الحليب البودرة المتاح لعمر سنة، وليس معنى فطام الطفل التوقف عن إعطائه الحليب؛ لأن الحليب يظل الوجبة الرئيسية لغذاء الأطفال.

أما بالنسبة لمسألة الحمل بعد التوقف عن الرضاعة: فهي مسألة نسبية، فأحيانا يحدث الحمل أثناء الرضاعة، وأحيانا بعد الدورة الأولى من الفطام، وكما تعلمين يجب أن يقل هرمون الحليب حتى تبدأ عملية التبويض مرة أخرى، وإذا كنت راغبة في الحمل؛ فاتركي الأمر لله، ولكن يتم التركيز وقت الجماع في منتصف الدورة الشهرية، وإذا رغبت في التأجيل عدة شهور، فأمامك أقراص تنظيم الأسرة، واللولب العادي، واللولب الهرموني، مع مناقشة الأمر مع الطبيبة، حتى يمكنك اختيار الوسيلة المناسبة، والتبويض يعود -إن شاء الله- إلى الوضع السابق؛ طالما لم تحدث أية أمراض تعيق ذلك، والمؤشر على عودة التبويض هو انتظام الدورة الشهرية.

أما بالنسبة لانقطاع الدورة في الشهور الأولى بعد الولادة: فهذا بسبب الارتفاع المفاجئ لهرمون الحليب، ومع الوقت عندما يقل هذا الهرمون؛ فإن الدورة تعود للنزول، وقد تتأخر الدورة ليومين أو تتقدمها بيومين، وهذا شيء طبيعي؛ لأن الذي يتحكم في الدورة هرمونات قد تزيد أو تنقص، وبالتالي قد يختلف ميعاد الدورة قليلا، ولا بأس ولا قلق من ذلك.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً