الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي أفضل الأدوية لتحسين التركيز؟

السؤال

السلام عليكم ..

أنا صاحب الاستشارة رقم (2132346)، وحالياً وصلت من العمر 21 سنة، أنا أتعالج من مرض تم تشخيصه بثنائي القطبين، والذي حصل بعد الاستشارة السابقة هو كالآتي: في بداية هذه السنة استبدلت دواء ABILIFY 15mg بدواء آخر اسمه serdolect 16 mg (يوم 13 من أول شهر في هذه السنة.

لأن هذا الدواء من خصائصه أنه يزيد من التركيز على حسب الدراسات الأميركية، وفعلاً شعرت بتغير كبير من ناحية انتباهي، والحفاظ على تركيزي طول الدوام الدراسي، ولكن في المقابل أتثاءب كثيراً، وخاصة عندما أبدأ نشاطاً دراسياً أو مذاكرة، وحفظ الدروس أو عملا يتطلب نشاطاً دماغياً.

لقد بدأت دواء serdolect بالتدريج بداية من 4mg وصولاً إلى 16mg واستمررت على هذه الجرعة من الدواء، وحتى الآن.

أيضاً أخذت دواء نتروبيل، كما نصحتموني في الاستشارة السابقة بداية من الحبوب، وبعدها شراب نتروبيل، وأخذتها فترة، وحالياً أوقف الطبيب دواء النتروبيل، ولأنه أدى مفعوله أو كانت فترة من عدم التركيز، ومرت بسلام ولست في حاجة لهذا الدواء بعد الآن، تقريباً في فترة شهر ديسمبر 2012 وبداية السنة الحالية.

ثم لاحظت بأني سريع الملل عند مشاهدتي مقاطع من التلفاز أو فيديو الانترنت، لمدة 20 دقيقة، وأشعر برغبة بعدها في أخذ الراحة، والاستلقاء في السرير، وهذا الأمر يتكرر، وعرفت بأن هذا الأمر غير طبيعي، لأن الطبيعي حسب ما أراه في الناس بأنهم يستطيعون الجلوس ساعتين كاملتين في مشاهدة فلم في التلفاز أو من فيديو الانترنت أو لمدة طويلة نسبياً.

لهذا شكوت هذا الأمر للطبيب ووصف لي دواءً إضافياً اسمه riasertal 50mg، وبعد مدة بسيطة من أخذ الدواء شعرت بتحسن ملحوظ، واستمررت على هذا الدواء حتى اليوم، ومضى شهر تقريباً وأنا أستخدم هذا الدواء، وأصبحت أستطيع الجلوس بالساعات في تصفح مواقع الانترنت أو مشاهدة فيديو بدون ملل، وتواصل وتركيز مستمر، وقلت للطبيب هذا الأمر، وقال بأن الدواء أفادني.

أنا أمارس رياضة المشي، والهرولة لمدة 20 دقيقة على الأقل في بعض الأيام، حسب نصيحتكم لي ونصيحة الطبيب على أمل أن يساعدني هذا الأمر، وينفعني في صحتي.

مع ملاحظة أني أشعر بزغللة بسيطة في العينين وأشك بأن هذا من تأثير الدواء iasertal 50mg لأني عندما استخدمت هذا الدواء أول مرة شعرت بنعاس شديد، وبعد مرور مدة من الوقت وهذا حصل فقط في أول استخدام للدواء، وحالياً أشعر بعيني بحالة مثل زغللة العين في بعض الفترات، وأحاول تدليك عيني حتى تستعيد نشاطها، وتزول عني زغللة العين.

هذا ملخص كل شيء حصل معي بعد الاستشارة السابقة التي أرسلتها لكم سابقاً، وأحب أن أسمع رأيكم في الموضوع، ومدى تحسني من وجهة نظركم، وهل الأدوية التي آخذها حالياً أفضل من سابقاتها؟ هل الأدوية التي آخذها حالياً تؤثر في الجنس أو القذف؟ لأني ألاحظ بأن لدي نقصاً كبيراً في القذف! وأيضاً لماذا أشعر بأن انتباهي وتركيزي زاد، ولكن بالمقابل ذاكرتي ومدى التقاطي للمعلومات نقص!

هل لهذا علاقة بالمرض؟ وأيضا لاحظت زيادة كبيرة في وزني بعد أن غيرت الدواء في بداية هذه السنة إلى هذه الأدوية الحالية فقدت كان وزني تحت 80 كيلو، والآن وزني بحدود 86، فهل للدواء تأثير بزيادة الوزن أم لا؟ وهل لديكم أي نصائح إضافية لي؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

أريد أن أطمئنك تماماً على عقار serdolect فهو بالفعل من الأدوية الممتازة جداً لعلاج الأعراض المرضية، وفي ذات الوقت يحسن التركيز، بخلاف الأدوية الأخرى المماثلة له في فعاليتها، اختيار الطبيب سليم، والتدرج في الجرعة سليم، فأرجو الاستمرار على حسب استرشاد طبيبك.

أما عقار نتروبين فأتفق مع الطبيب، ومعك أنه لا داع للاستمرار فيه، ما دامت أمورك طيبة ومتحسنة، خاصة فيما يتعلق بالتركيز، فهو يعتبر مجرد إضافة، وليس علاجاً أساسياً.

أما عقار riasertal فهو العقار الذي يعرف باسم سيرترلاين واشتهر تجارياً باسم زولفت ولسترال، وقطعاً هو من الأدوية الفاعلة للقلق والتوتر والملل والوساوس القهرية، والدواء مفيد وفائدته كانت عندك واضحة.

بالنسبة للآثار الجانبية التي تحدثت عنها، وهي شعورك بالنعاس، السيرترلاين قد يؤدي للشعور بالنعاس في بدايته، وأما الشعور بالزغللة البسيطة في العينين، فهي ليست سمة من سمات هذا العلاج، لكن يعرف أن بعض مضادات الاكتئاب والقلق حين يتم تناولها مع الأدوية المضادة للاضطراب الوجداني الثنائي القطبية ربما يكون هنالك فعلاً تظافرياً مزدوجاً لهذه الأدوية، مما قد ينتج عنه بعض الأعراض الجسدية البسيطة، والتي يسهل تجاوزها إن شاء الله تعالى.

سؤالك عن رأينا في مدى تحسنك، نقول: تحسنك ملموس وواضح جداً، ونحن سعداء بذلك، فأرجو أن تستمر على نفس النسق، تناول الدواء بانتظام، ورتب حياتك، بأن تكون لك فعاليات واضحة، كن مديراً للوقت، ولا تجعل الوقت يديرك، وقطعاً لك أهداف واضحة في الحياة اجعلها نصب عينك، وأسأل الله تعالى أن يوفقك للوصول لما تريد من الخير.

هل الأدوية أفضل من سابقتها؟ أقول: نعم؛ لأنها قد أدت إلى تحسن أفضل، وهذا لا يعني بأننا نقلل من إبلفاي، فهو دواء ممتاز، ولكن لحالات معينة، فأفضلية الدواء تحدد من خلال فعاليته للشخص الذي تناوله.

سؤالك: هل هذه الأدوية التي أتناولها الآن تؤثر في الجنس؟ نعم ربما يكون تأثيرها في القذف، وهذا معروف جداً، وكما أن القذف قد يكون ارتجاعياً، بمعنى أنه قد لا يكون أمامياً واضحاً، لكن قطعاً لا يوجد أي تأثير سلبي على هرمون الذكورة أو القدرة على الإنجاب، وهذا أؤكده تماماً، وهذه الأعراض التي أشرت إليها تسير نحو النقص والزوال بإذن الله تعالى بمرور الوقت.

بالنسبة أن انتباهك تحسن، هذا أمر جيد، وشعورك بأن ذاكرتك والتقاطك للمعلومات قد نقص، أعتقد أن هذا شعور أكثر منه حقيقة، فما دام تركيزك جيداً، فهذا يعني أن ذاكرتك جيدة، فقط حاول أن تكون أكثر تركيزاً، وأن تأخذ قسطاً كافياً من الراحة، والمواد التي تتطلب الحفظ والاستذكار حاول الاطلاع عليها في أوقات معينة مثلاً في الصباح الباكر.

بالنسبة لزيادة الوزن، نعم هو أثر جانبي لهذه الأدوية، كلا الدوائين قد يؤدي لزيادة في الوزن، خاصة السيرترلاين، لكن هذه الزيادة تتوقف بعد 4-5 أشهر من بداية العلاج، فحاول أن تنتهج منهج النقصان للوزن، بالتنظيم الغذائي وعدم النوم بعد الأكل، وممارسة الرياضة.

نصيحتي المهمة لك أن تعيش حياتك بصورة طبيعية، فأنت طبيعي جداً.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أوروبا ميدو

    اشكركم جزيلا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً