الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من كثرة التبول وآلام الظهر، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية لكم جزيل الشكر على هذا الموقع.

مشكلتي أني أعاني منذ أكثر من ثمان سنوات من تقطير البول بعد التبول، لكني تعودت على هذا، ومعانتي الحقيقية هي أنه قبل ثلاثة أشهر ونصف أصبحت أتبول بكثرة، فبقيت أسبوعين ولا أعلم ماهي المشكلة؟

حينما ذهبت إلى المستشفى وعملت تحليلاً للبول وجدوا التهاباً في المثانة، فاستعملت مضاداً حيوياً وبعد مدة قصيرة عملت تحليلاً جديداً، فلم يجدوا التهاباً في البول، لكن مشكلة كثرة التبول ما زالت معي، وزاد معها ألم في العضو الذكري الخصيتين، ومنطقة العجان بين الخصيتين والشرج، وحرقان في البول، وآلام في عضلات الفخذين والساقين، وحينها ذهبت إلى اختصاصي مسالك فعمل لي أشعة سينية وتلفزيون، وتحليل بول، وتحليل أملاح، وتحليل كلى، فوجدها سليمة.

حينها قال: إن المشكلة التهاب بروستاتا، والكشف على البروستاتا عن طريق الشرج، رفضت ذلك وطلبت علاجاً لالتهاب البروستاتا دون كشف، فأعطاني دواء (اومنك اوكاس) ودواء (ديترستول وسيروكسين 750)، وفعلاً استعملت هذه الأدوية وكررت (الامنك) مرتين، و(ديترستول) مرتين، و(سيبروكسين 75.) ثلاث علب، ثم بعده (سيبرو قارم) ثلاث علب، ثم (اموكسيسلين) علبة.

حصل تحسن لكن بقي ألم وحرارة في العضو الذكري تظهر وتختفي، وألم في كيس الصفن ومنطقة العجان يظهر ويختفي، وحرقان في البول يظهر ويختفي، والتبول أصبح أقل من ذي قبل، لكن لم أعد إلى وضعي الطبيعي في عدد مرات التبول، ومنذ ثلاثة شهور أشرب ثلاثة أكواب ماء في اليوم، وتركت الشاي والقهوة، لأن كثرة التبول ازعجتني كثيراً، وأصبح معي تسرب قليل من البول في أوقات متعددة، وخصوصاً عند الوقوف أو حمل أشياء ثقيلة.

صرت لا أستطيع تحمل البول، فأصبح يأتيني رغبة ملحة، ومفاجئة للتبول، لا أستطيع أن أصبر ثانية واحدة، فهل لهذا علاقة بالأعصاب؟

هناك مشكلة أخرى جاءت مع مشكلة كثرة التبول في نفس الوقت، وهي كثرة التبرز مع ألم في فتحة الشرج، وألم أسفل الظهر.

ذهبت إلى اختصاصي باطنية، وعمل تحليلاً للبراز، فكان التحليل سليماً ثم تحليلاً للدم فلم يجد أي التهاب ثم تحليلاً للغدة الدرقية فلم يجد فيها أي نشاط أو كسل، حيث كانت النتيجة 2 والمعدل الطبيعي بين 0-9 فقال حينها إنه قولون، وأعطاني مسكناً للقولون، وهو (ميفا) وفعلاً وجدت تحسناً لكنه قليل.

أتمنى أن تساعدوني، لأني تعبت كثيرا من حالتي، كما أني موسوس في أمور الطهارة، وبشدة، فأطيل الاستحمام ربما إلى أربع ساعات أو خمس، وهذا منذ أربع سنوات، وحتى في الشتاء في البرد الشديد أجلس أربع إلى خمس ساعات أغتسل بالماء البارد، لأن الماء الحار ينفذ بسرعة.

هل للاستحمام بالماء البارد أثر ربما على أعصاب أو عضلات المسالك البولية؟ علما بأني ذهبت إلى اختصاصي مخ وأعصاب (دكتور مصري فاضل) فقال: إن الماء البارد لا يؤثر على الأعصاب.

ما هو رأيكم؟ وهل مشكلة المسالك والقولون والاستحمام بالماء البارد في البرد في فصل الشتاء القارس بينها أي رابط؟ علما أني أستحم بالماء البارد في الشتاء منذ خمس سنوات، لكن المشاكل في المسالك والقولون لم تأتني إلا قبل ثلاثة شهور.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كانت بداية شكواك بسبب احتقان البروستاتا، وبعد حدوث آلام في منطقة العجان والخصية، وحرقة في البول، فهذا يدل على تحول الاحتقان إلى التهاب في البروستاتا.

غالبا كان الاحتقان بسبب كثرة التعرض للماء البارد، لكن احتقان البروستاتا ينتج كذلك عن كثرة الاحتقان الجنسي أو كثرة تأجيل التبول، أو التهاب البروستاتا، أو الإمساك المزمن، أو التعرض للبرد، حيث إن احتقان البروستاتا يؤدي إلى شعور غير مريح في منطقة العجان (بين الخصية وفتحة الشرج) والأماكن المحيطة بها، بسبب امتلاء الخصية بالدم، كما أن احتقان البروستاتا يؤدي إلى حجز قطرات من البول في عنق المثانة، وبالتالي يكون هناك شعور بعدم الإفراغ الكامل، بالإضافة إلى نزول البول على شكل خطين، ويمكن أن تنزل هذه القطرات في أوقات غير مناسبة، أو تسبب الشعور بالرغبة المتكررة للتبول.

كما أن احتقان البروستاتا يؤدي إلى زيادة إفراز المذي والودي مما يؤدي إلى نزولهما في أي وقت، كذلك يزيد الاحتقان من سرعة القذف، فلا بد من الابتعاد عما يثير الغريزة، والمسارعة في تفريغ المثانة عند الحاجة لذلك، وتفادي التعرض للبرد الشديد أو الإمساك.

يمكن تناول علاج يزيل احتقان البروستاتا مثل:Peppon Capsule كبسولة كل ثمان ساعات، أو البورستانورم أو ما يشبههما من العلاجات التي تحتوي على مواد تقلل من احتقان البروستاتا، مثل: الـ Saw Palmetto والـPygeum Africanum وال Pumpkin Seed، فإن هذه المواد طبيعية، وتصنف ضمن المكملات الغذائية, وبالتالي لا يوجد ضرر من استعمالها لفترات طويلة (أي عدة أشهر) حتى يزول الاحتقان تماماً.

أما التهاب البروستاتا فيدل عليه وجود صديد في تحليل السائل المنوي أو تحليل سائل البروستاتا، والتهابات البروستاتا عادة ما تكون مزمنة، أي أنها تخفت ثم تتكرر ثانية وذلك بسبب وجود كبسولة مغلفة للبروستاتا مما يمنع من القضاء على الميكروب الذي يصيب البروستاتا.

لذلك يجب أخذ العلاج لفترة طويلة (شهر أو أكثر)، وبالتالي يجب تناول نوعين من المضاد الحيوي لمدة شهر على الأقل، لأن قصر فترة العلاج يؤدي إلى عدم القضاء على الميكروب. ويمكن تناول سيبروفلوكساسين 500 ملجم قرص مرتين يومياً، بالإضافة إلى فيبراميسين 100 مليجرام قرص مرتين يومياً لمدة شهر.

أما زيادة نشاط المثانة المتمثل في كثرة التبول، والإحساس المفاجئ بالرغبة في التبول، فقد يكون بسبب التهاب البروستاتا بالإضافة إلى الطبيعة النفسية والوسوسة، وبالتالي فإن علاج البروستاتا بالإضافة إلى العلاج النفسي يؤديان إلى تحسن هذه الأعراض، ويمكن تناول علاج يقلل من انقباض المثانة مؤقتاً مثل: Detrusitol retard tab قرص مرتين يومياً للتقليل من أعراض زيادة نشاط المثانة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أوروبا دكتوراحمد

    اعتقد ان الاخ محمد مريض نفسيا بنسبه

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً