الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أجيد كسب الأصدقاء ولا أذاكر دروسي، ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم.

علاقاتي مع أصدقائي وأقاربي غير جيدة، لا أجيد كسب الأصدقاء، عمري 16 سنة، وعندما تقع لي مشاكل في الثانوية أقطع الصلاة مدة يومين أو أكثر، ولا أذاكر!

لقد اقتربت الامتحانات، حيث بقي شهر واحد من الامتحانات، وليست لي رغبة في المذاكرة، مع أني أريد التفوق والتميز في الدراسة، فأريد حلولاً لهذه المشاكل من فضلكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ rida azer حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابننا الكريم- في الموقع، ونشكر لك هذا التواصل، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

أرجو أن تعلم - أيها الابن الكريم – أن علاقتنا مع الجميع تصلح إذا بدأنا بإصلاح العلاقة بيننا وبين الله، فإن قلوب الأقارب والأصدقاء والجيران بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، وما وجد خلاف بين صديقين أو بين جارين إلا بذنب أحدثه أحدهما.

إذن عليك أن تصلح العلاقة بينك وبين الله، ثم تبتعد عن المعاصي والذنوب فإن لها شؤماً، ولها آثارها المدمرة، ثم عليك أن تفعل الأسباب التي تحببك إلى الناس، وذلك بأن تعامل الناس بحسب ما يقتضيه وضعهم، فمدارة الناس مطلوبة وليست المداهنة، ولكن أن نعامل الناس بمراعاة الأعمار، نراعي الأوضاع التي هم فيها، ودائمًا نحرص على أن نحسن إليهم، ونبتسم في وجوههم، ونكلمهم بكلام لا يجرح مشاعرهم، ونحرص دائمًا على أن نتعامل معهم بصدق وحب، وأن نكون منصفين، وأن نقف إلى جوارهم عندما يحتاجون المساعدة ولو بالدعم المعنوي.

هذه معاني لا بد للإنسان أن يحرص عليها، وأرجو أن تعلم أن وجود الإنسان في جماعة له ثمن، وأن في الناس من له تصرفات تضايق الإنسان، لكن المهارة هي كيف تتعامل مع كل إنسان بحسب ما يقتضيه حاله، بحسب الوضع الذي هو فيه، بحسب الصفات، أن تقبله كما هو، ولا تحاول من البداية أن تسعى في تغييره، ولكن تنظر للإيجابيات وتضخمها، وتتخذها مدخلاً إلى نفسه، فإن الإنسان إذا مدحنا ما فيه من إيجابيات جاءنا منه الكثير، وإذا صبرنا على ما فيه من السلبيات كان ذلك عوناً لنا على التغيير بحول ربنا القدير سبحانه وتعالى.

نتمنى دائمًا أن تأخذ كل مشكلة عندك حجمها المناسب، فواضح أنك تعطي المشاكل أكبر من حجمها، ولذلك تؤثر على الصلاة وتؤثر على الدراسة!

أرجو أن تعلم أنه ما من إنسان إلا وعنده مشاكل، ولكن النجاح والمهارة في حصر المشكلة في إطارها الزماني وفي إطارها المكاني، وفي أن تأخذ حجمها المناسب، حتى لا تتمدد في حياتي فتؤثر على عبادتي وعلى دراستي وعلى علاقاتي، هذا جانب أرجو أن تنتبه له.

من المهم جدًّا ألا يطيل الإنسان الوقوف في المواقف المحزنة والمواقف السالبة، إنما يمر عليها، واعلم أن الشيطان همه أن يُحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئًا إلا بإذن اللهِ، فربما جاءك بمواقف يذكّرك إياها، أو بأشياء صغيرة يضخمها، فتعوذ بالله من الشيطان، واحرص على أن تأخذ كل قضية حجمها المناسب، وتوقيتها المناسب.

نسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والهداية والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً