الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أنصح صديقاتي المتهاونات في العلاقات مع الشباب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي صديقات متهاونات بأمور كثيرة، أولها الكلام مع الشباب وتبادل الأرقام معهم، والتعامل معهم وفق مصالحهن، وإحداهن لديها علاقة مع رجل متزوج، كيف أنصحهن؟ علماً أنهن لا يتقبلن النصيحة، كيف أتعامل معهن؟ إحداهن نصحتها وتغيرت عليّ، لا أعلم هل هو من أسلوبي أم من ماذا؟ فعلاقتنا توترت جداً، وإحداهن أخبرت أختها عندما كنا بفترة التدريب في المستشفى، أنها كانت تتهاون بالخروج مع الشباب وتمادت كثيراً، أخاف أن أكون سببت لها الأذى، لكن لم أر تغيراً فيها، وإلى هذا الوقت تفعل هذه الأمور، ما هو السبب؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ mmm حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية نرحب بك –ابنتنا الفاضلة– في الموقع، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونسأل الله أن يحفظك وأن يسددك، ونشكر لك هذه المشاعر النبيلة والخوف على الزميلات، فإن الطريق الذي يسرن فيه هو طريق يوصل للهاوية والعار والدمار -عياذًا بالله-، والنصح واجب، ولكن لابد عندما ننصح أن نتحرى السبل والوقت المناسب، ونذكّر هؤلاء البنات بعواقب السير في هذا النفق المظلم، وبالآثار المترتبة على التمادي في هذا المنكر، ونذكر بأن في الشباب ذئاب، وأن الفتاة هي الخاسر الأول والأخير في مثل هذه العلاقات، لأن الفتاة كالثوب الأبيض، والبياض قليل الحمل للدنس، نسأل الله أن يحفظ بناتنا وبنات المسلمين، وأن يلهمهنَّ السداد والرشاد، وأن يعينك على مواصلة هذا النصح.

ونحن لا نفضل إخبار أخريات عنهنَّ، لأن هذا قد يجلب لك العداوة، ولكن تحيني الفرص المناسبة، واختاري الألفاظ المناسبة، واحرصي على أن تكون النصيحة بعيدة عن الجميع، لأن الأمر كما قال الشافعي – رحمه الله تعالى:

تعاهدني بنصحك في انفرادي *** وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس لون *** من التوبيخ لا أرضَ استماعَ
فإن خالفتني وعصيت أمري *** فلا تجزع إذا لم تُعطَ طاعة

كما أرجو عندما تقومي بالنصح لأي واحدة منهنَّ، أن تذكريها بإيجابياتها وبمحاسنها وما عندها من الخير، ثم تبني على ذلك بأن تقولي لها: (أنا أخاف عليك، لأن في الشباب شياطين وأشقياء) ودائمًا تجعلي السبب من الطرف الآخر، ولا تشعريها بأنها سيئة وأنها كذا، كذلك أيضًا ينبغي أن تمهدي للنصيحة بعلاقات جيدة، وبإحسان وبوقوف إلى جوارهنَّ ومساعدتهنَّ في أمر الدراسة والعمل، حتى تكون هناك أرضية مشتركة تؤهل لقبول النصائح.

وأيضًا ندعوك إلى أن يكون عندك شيء من الحيطة والحذر، فإن بعض الشقيات قد تريد أن تُلحق الضرر بالناصحة –خاصة إذا تآمرن–، فينبغي أيضًا أن تكوني حذرة، وأن تكون النصيحة بمقدار، والإنسان إذا أدى ما عليه، عليه فقط أن يتحين الفرص للتذكير، لكن إذا قوبل بصدود وعناد فيمكن أن تغيري الأسلوب، أو يمكن أن تطلبي من أخريات لهنَّ مواقع وكلام مسموع، أن يقمن بالنصح، بشرط ألا تُدرك صاحبة الخطأ أنك وراء هذا الموضوع.

ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونسأل الله أن يهدي بناتنا وبنات المسلمين، هو ولي ذلك والقادر عليه.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً