الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد عقد القران لا ينبغي لأحد الزوجين أن ينبش في ماضي الآخر

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عقدت قراني مؤخرا على شاب على قدر من الخلق والدين -والحمد لله- منذ فترة الخطوبة إلى ما بعد العقد وزوجي يريد أن يعرف عنّي كلّ وأدقّ تفاصيل شخصيّتي، وحياتي الماضية والحاضرة، يسألني أحيانا أسئلة محرجة جدا تصدمني، وأحيانا أخرى أسئلة لا نفع لها، غير أنها تشعرني بالانزعاج وعدم الاستقرار والأمان النفسي معه، خاصة وأن السّرية والتكتّم وحبّ السّتر والخصوصية من طبعي، فضلا عن أن كثيرا من أسئلته يشعرني بها وكأنه يظلمني ويعتدي عليّ نفسيّا.

حاولت أن أفهمه أنه ليس له الحق في أن يسأل ما يحلو له بلا ضوابط، ولا الحقّ أن يعرف كلّ شيء عنّي من يوم ولدت إلى زواجي منه، لكنّه مع ذلك لا يملك نفسه عن محاولة اقتحام خصوصيتي بطريقة أو بأخرى، و هو ما يشعرني بالنفور منه أحيانا كثيرة، وبالراحة في بعدي عنه، فما هي حدود خصوصية الزوجة مع زوجها؟ وهل يحقّ له فعلا أن يعاملها كما وصفت لكم؟ وهل يجب عليها أن تطيعه وتجيبه عن كلّ ما يسأل؟

بارك الله فيكم، وأسأل الله أن يجازيكم عنّا خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك في الموقع، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يعينك على الخير، وأرجو أن يعلم هذا الشاب –وكل شاب– أن من حق الإنسان أن يسأل عن الفتاة وتسأل عنه، ويسأل عن أهلها وتسأل عن أهله، يبحث عن دينها وتبحث عن دينه وأخلاقه وأصدقائه وتعاملاته وصدقه وقدرته على تحمل المسؤولية، لكن بعد هذا السؤال إذا تمت الخطبة وتم عقد الزواج لا يجوز لأي طرف –وليس في مصلحة أي طرف– أن يبدأ في نبش الماضي وفي التفتيش وفتح الملفات القديمة وسؤال مثل هذه الأسئلة.

هذه كلها مداخل للشيطان، يريد بها أن يشوش ويفسد، وإلا فالإنسان لا يتزوج إلا بعد أن يثق تمامًا في الزوجة، ولا تقبل به إلا بعد أن تثق به تمامًا، وهذا يقين لا يزول بالشك، وما يأتي بعد ذلك من تخيلات أو أسئلة أو رغبة في البحث، هذا كله لا يخدم سوى هذا العدو –الذي هو الشيطان– الذي همّه أن يخرّب البيوت، كيف أنه يلتزم ويحتضن من جاءه من أبنائه وقال له: (ما زلتُ به حتى طلق زوجته)، فيدنيه ويقول له: أنت أنت.

نحن نعتبر مثل هذه الأسئلة من الأسئلة الخاطئة، والتي لا تخدم أبدًا، ولا تُقدم ولا تؤخر، بل إنها تؤخر ولا تقدم، وتغرس الشكوك والآلام والأحقاد بين المتحابين، ولذلك نتمنى من هذا الشاب أن يقرأ هذه الاستشارة، وأن يعرف أنه بعد أن اختارك من بين ملايين النساء ليس له أن يبحث في مثل هذه الأسئلة، وليس لك أيضًا أن تبحثي وراءه وتعرفي هل كانت له علاقات، وما هي صفاته، ومع من يتكلم، فإن مثل هذا التجسس والنبش سبب في إفساد البيوت -والعياذ بالله– وهو أمر محرم شرعًا، أن يتتبع الإنسان عورة أخيه أو أخته، ومن تتبع عورة إنسان تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يُوشك أن يفضحه -العظيم- ولو في عقر داره.

ولذلك عليه أن يتقي الله تبارك وتعالى، واجتهدي أنت في تفادي مثل هذه الأسئلة، ولا تبادري أنت أيضًا بسؤاله عن أحواله الماضية بعد أن سألتم واتفقتم على الزواج وتم عقد القران ولله الحمد.

نسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

لا يوجد صوتيات مرتبطة

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات