الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دلوني على طريقة أتخلص بها من الخوف والرهبة من الناس

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اللهم صل على محمد وعلى الصحابة أجمعين، والتابعين لهم إلى يوم الدين.

أنا طالب عمري 21 عاما، أدرس الجامعة خارج بلدي، وأعاني من خوف وارتباك شديد، ورعشة في اليدين والجسم واضحة جداً، وبرودة في الأطراف، وتلعثم في الكلام، وتغير في ملامح الوجه، وكأني سأبكي عندما أقابل الناس، أو حتى لو عرفت أن شخصا سوف يأتي إلينا.

وأيضاً أخاف من مكالمات الجوال جداً، ينبض قلبي، وكأنه سوف يخرج من جسمي حين يتصل الهاتف، أتلعثم كثيراً في المكالمات، وكلامي مشتت، أفكاري تطير، صوتي غير واضح، أجره جرا من أعماقي، أخاف أتكلم أمام الناس، أحس أنهم يلاحظون ارتباكي وخوفي، أشعر أنهم يستغربون من تحركاتي، أصبحت لا أذهب إلى الجامعة بشكل منتظم، أقتبس أتفه الأسباب كي لا أذهب، وأخاف ألقي ما يسمونه (برزنتيشن) وحين يطلبه الدكتور أشعر بخوف وقلق وتفكير في الموقف قبلها بأيام وأسابيع، أصبحت أحسد الناس على الفرح والسعادة، أقارن نفسي بالآخرين، بعض الأوقات أتمنى الموت، -الحمد لله- أنا محافظ على الصلوات والأذكار.

أرهب الاجتماعات والمناسبات، لدرجة يوم وفاة جدي لم أذهب للعزاء، تعبت من التفكير في المستقبل، وتنتابني أفكار مثل: كيف سأتزوج كالآخرين؟ وكيف وكيف؟.

لم أذهب إلى طبيب نفسي، ولم أستخدم أي دواء، مع العلم أن حالتي تقريباً منذ كنت في سن 15، وحالتي تشتد أوقاتا وأوقاتا تكون خفيفة، أرجو منكم تشخيص حالتي، وجزاكم الله خيرا، وشكرًا لكم على هذا الموقع الذي ساعد الكثيرين، وجعله في حسنات جميع العاملين، وفقكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

حالتك -إن شاء الله تعالى– من الحالات البسيطة، وأصبحت الآن منتشرة جدًّا، نسميها بالرهاب الاجتماعي أو الخوف الاجتماعي، وهو نوع من القلق النفسي، وأهم طريقة للعلاج هي:

أولاً: مهما كانت الأعراض مزمنة يجب ألا يكون ذلك أمرًا مُحبطًا لك، أنت ذكرت أنك تعاني من هذه الحالة منذ أن كان عمرك خمسة عشر عامًا، لا أريدك أبدًا أن تركز على هذه الحقيقة، فالماضي قد انتهى، والماضي يجب أن نسخره لأن يجعل الحاضر جيدًا وممتازًا، وأن يجعلنا نستشرف المستقبل بصورة إيجابية، هذه هي النقطة الأولى.

النقطة الثانية: يجب ألا تبني انطباعات سلبية عن نفسك، فأنت لديك إيجابيات كثيرة، لكن السلبيات قد جعلتك لا تلاحظ الإيجابيات.

النقطة الثالثة: أعراض الرهاب من تغيرات جسدية وشعور بالتلعثم والرجفة وتسارع ضربات القلب، هذه مشاعر خاصة بك أنت ولا يطلع عليها الآخرون، هذه حقيقة مهمة جدًّا، فأرجو أبدًا ألا تعتبر نفسك تحت مراقبة الآخرين، أو أنك سوف تفشل اجتماعيًا، أو أنه سوف يتم الاستخفاف بك أو استحقارك، هذا يجب أن تصححها تمامًا.

النقطة الرابعة: يجب أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، لأن الاسترخاء مضاد فعال جدًّا للقلق، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجع إليها لتُجيد التدرب على هذه التمارين.

خامسًا: عليك أن تدخل في برامج عملية تقوم على مبدأ المواجهة، الصلاة يجب أن تكون مع الجماعة، يجب أن تمارس رياضة جماعية، يجب أن تزور أصدقاءك وتُخرج نفسك من هذه العزلة، هذه هي الطريقة الوحيدة التي تجعلك تثق في نفسك بصورة أفضل.

بالنسبة للعلاج الدوائي: توجد أدوية كثيرة جدًّا معظمها فعالة، هنالك دواء يعرف تجاريًا باسم (لوسترال Lustral) ويسمى تجاريًا أيضًا (زولفت Zoloft) واسمه العلمي (سيرترالين Sertraline) هو من الأدوية المناسبة، يمكنك أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة –أي خمسة وعشرين مليجرامًا- تناولها ليلاً لمدة أسبوع، ثم اجعلها حبة كاملة –أي خمسين مليجرامًا– ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة شهر، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء. هو من الأدوية الممتازة والبسيطة.

أيها الفاضل الكريم: إذا اتبعت هذه الإرشادات بجدية ومثابرة واجتهاد وقناعة بأهمية التحسن -فإن شاء الله تعالى- سوف يزول رهابك الاجتماعي بصورة ممتازة جدًّا.

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً