الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي الصغير لا يحترم والديّ... فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي عمره 8 سنوات, لا يحترم أمي ولا أبي, ويتلفظ عليهما بالألفاظ السيئة, وكلما طلب منه أبي شيئا يقول أخي: (لا أريد, لعنك الله)، وكذلك الحال مع أمي, وأيضا معنا, وأيضا يوجد ألفاظ سيئة لا أريد ذكرها.

علما بأن أخي يدرس في مدرسة إنتر ناشونال, وهي ذات تعاليم إسلامية, كما أن أخي في بعض الأحيان يمد يده على أمي وأبي بالضرب, علما بأن أبي كبير السن, عمره الآن 66 سنة, وأمي عمرها 54 سنة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فراس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك -ابننا الكريم– في الموقع، ونشكر لك هذا الحرص على مصلحة الأخ، ونشكر لك هذا الحرص على بر الوالد والوالدة، نسأل الله أن يعينكم على نيل رضاهم، فإن رضى الله في رضى الوالدين، وأرجو أن يكون لك دور في تربية هذا الأخ الصغير، وأرجو أن تعلم أن الآباء والأمهات في كبرهم يزداد عندهم الضعف في التعامل مع أولادهم، وتزداد عندهم جرعات الشفقة، وبكل أسف هذا ما يحصل في كثير من البيوت عندما يأتي طفل صغير يدلـله الأب وتدلـله الأم، لأنه جاءهم في وقت متأخر وآنس حياتهم، فيصبح لهذا الدلال الزائد آثار سلبية وانعكاسات خطيرة.

نتمنى أن يكون لك دور، وأرجو أن تقترب من الوالد والوالدة، وتحسن إلى هذا الأخ الصغير، وتقوم بواجبك في تأديبه وتربيته بلطف، وفق خطة تتفق معها وعلى أساسها مع الوالدين، فإنهم في سن -إن شاء الله تعالى– قابلة للتوجيه وقابلة للنصح، وتبين لهم خطورة هذه الأشياء التي تحدث منهم، وتجتهد في توفير احتياجاته.

وحاول دائمًا أن تكسب جانب الوالد والوالدة، لأنك إذا كسبت جانبهم وثقوا فيك، وأوكلوا لك أهمية الرعاية والتربية والتوجيه لهذا الأخ الصغير، فلا تعطهم فرصة من أجل أن يحتمي بهم، وهو الذي يؤذيهم، لأننا نتوقع أنك إذا حاولت أن تعاقبه وتشتد عليه ربما تقف الوالدة في وجهك، وربما يقف الوالد كذلك في وجهك، ولكن لما تقترب من الوالد والوالدة وتقوم ببرهما والإحسان إليهما والاهتمام بهما، أيضًا توفر لهذا الأخ الصغير الاحتياجات التي يحتاجها، ثم تحاول أن تعرف أولاً مصدر هذا السلوك، هل هذا في القبيلة عندكم؟ هل جاء بهذا السب واللعن من الشارع؟ لماذا هو يفعل هذه الأشياء؟ ما هي ردة فعل الوالد والوالدة عندما يعتدي عليهم؟

بعد أن تعرف هذه الصورة كاملة بعد ذلك تبدأ في اتخاذ الوسائل، أولاً تبدأ بالتنبيه، والتوجيه، التهديد، فرك الأذن، وحتى تصل إلى العقوبة التي أتمنى ألا تصل إليها، ولكن تتخذ وسائل يشعر معها أن الأمر جد، وأنك لا تقبل مثل هذا الكلام في التعامل مع والديك، وأنك حريص على مصلحته، إلى غير ذلك، ثم بعد ذلك تجتهد في أن تربيه وتحسن التعامل معه، وسنتعاون جميعًا -إن شاء الله تعالى–.

واعلم أن هذه السن فرصة، هي سن المغامرة والتجربة، ولكنها أيضًا سن التخطيط والمعرفة، ففي هذه السن فرصة في أن تصوب كثيرا من الأخطاء، وحاول أيضًا كما قلنا أن تكون إيجابيًا في تعاملك مع هذا الأخ الصغير، ونسأل الله أن يقر أعينكم بهدايته وصلاحه، وأن يلهمه السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً