الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تجنبت الحديث مع الآخرين كيلا يؤذوني بكلامهم

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 25 عاما، معاناتي بدأت وأنا في سن الـ 15، ولكن -الحمد لله- تظل فترة ثم تذهب، إما لوحدها بمحاولاتي للتغلب على مرضي النفسي، أو بالذهاب إلى طبيب نفساني، ودائما ما يتعلق مرضي بالخوف، الخوف من الموت، الخوف من الأمراض، الخوف من ضياع حبيب، الخ.. والآن خوفي بدأ منذ حوالي ثلاثة شهور، وجربت كل شيء كي أتغلب عليه، ولكني لم أستطع، فمرضي الآن أصبح في خوفي من الناس، وأنا كنت لا أخاف من الناس، و كان آخر شيء أخاف منه الناس، وكان كل من يجرحني أرد عليه، ولا أخاف الرد على من يتطاول علي بالأدب، وكانت عائلتي تقول لي بأني قوية الشخصية، والله يعلم بأني لم أستخدم ذلك إلا في رد ظلم.

في السنين الأخيرة ابتلانا الله بزوجة أخ دائمة التلميح بالكلام، بذيئة اللسان، وكنت دائما ما أرد عليها، وآخذ حقي، ونتج عن هذا الكثير من المشاكل، ولا أعلم هل هذا له علاقة بمشكلتي الآن أم لا، على الرغم من أن هذه المرأة لا نراها إلا شهرا في السنة لأسباب السفر، ولم أرها منذ فترة طويلة، ولكن منذ ثلاثة شهور فجأة بدأت مشكلتي، أصبحت أخاف التكلم مع الناس خوفا من أن يؤذوني بكلامهم، سواء بتلميح أو شتيمة، أو أي شيء آخر، والخوف الأكبر من كل هذا هو أنى لا أعرف كيف أرد عليهم، مما ينتج عنه حزني بقية اليوم، وبذلك أصبحت أتعامل مع الناس بحذر واختصار، ففي بعض الأحيان إذا قالت لي زميلة كلمة أرد عليها بجفاف، خوفا أن تكون تقصد مضايقتي، ومن ثم أندم على ما قلته، وبعض الأحيان من كثر خوفي أن تنتج مشكلة أسكت تماما ولا أرد، فأشعر بالضعف والهوان، فيتعكر يومي كله، وأخاف الخروج في اليوم الذي يليه، خوفا من التعرض لنفس المشكلة.

حاولت أن أدفع نفسي للتعامل مع الناس، ولكن دائما أشعر بأني ضعيفة، وأن الناس دائما ما يؤذونني بكلامهم، لا أعرف ماذا أفعل، هل أذهب إلى دكتور نفساني مرة أخرى أم أنتظر? أرجو مساعدتي والرد علي في أسرع وقت، وهل ستستمر دوامة الأمراض النفسية معي طوال عمرى?

جزاك الله خيرا كثيرا مقدما، ورزقك الفردوس الأعلى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أنت لا تعانين من علة نفسية كبيرة، كل الذي فيك هو قلق المخاوف الوسواسي، وهذا شاع وانتشر، لديك قلق، لديك وساوس، حيث إن طريقة تفكيرك، هذه الأمور يتم التعامل معها من خلال التفكير فيما هو إيجابي بطمأنينة واستقرار واسترخاء، وعدم التردد، ويجب أن تثقي بنفسك ولا تخافي من الفشل.

اجعلي لحياتك معنى، وذلك من خلال تنظيم وقتك، والتواصل الاجتماعي الجيد، فاحرصي على أن يكون غذاؤك متوازنا، وعليك بالنوم المبكر، وعليك بممارسة الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، واذهبي إلى أماكن تحفيظ القرآن في مصر، وستجدين -إن شاء الله- التواصل الاجتماعي المتميز، فالإنسان في مثل حالتك كل الذي يحتاجه هو أن يغير نمط حياته، ومن خلال تغيير نمط الحياة ستجدين أن حياتك قد دخلت فيها مدخلات جديدة جميلة جدا، حتى وإن كانت بسيطة، لكن من خلال الإصرار عليها والاجتهاد في تثبيتها وتعظيمها ستجدين أن أمورك أصبحت ممتازة جدا.

إذن موضوعك يعالج على هذا النطاق، والتسامح مطلوب جدا، والتسامح مع زوجة أخيك أعتقد أنك يمكن أن تكوني مثالا ونموذجا عظيما لمن حولك، والإنسان من خلال استقبال الشر بالإحسان ينتصر ويرتاح نفسيا، ويكافئ عن طريق ذاته، وعن طريق الآخرين، وإن شاء الله لك الأجر العظيم، فاجعلي ذلك منهجا لك.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنصحك أن تفرغي الأمور التي لا ترضيك، حتى وإن كانت بسيطة، عبري عنها، ولا تتركيها تحتقن وتتراكم، هذا يجعلك في حالة غليان نفسي وعدم استقرار، فاحرصي على هذا المناهج.

من الجيد أن تتناولي أحد الأدوية البسيطة، وحين تذهبين إلى الطبيب النفسي سوف يكون له الخيار أن يعطيك أحد هذه الأدوية، وهي كثيرة وجيدة، إذن اذهبي إلى الطبيب النفسي، وخذي ما ذكرته لك من إرشاد، وأنت تحتاجين إلى الطبيب لزيارة واحدة أو زيارتين، وليس أكثر من ذلك.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً