الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل القات أو ما يشابهه يسبب تسارعا في ضربات القلب؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب أعاني من وخزات مستمرة في منطقة الصدر, أبلغ من العمر 30 عاما, ووزني 87 كيلو, بالإضافة إلى تسارع في ضربات القلب بصورة ملحوظة, زيادة الضربات تظهر بصورة واضحة بعد الأكل.

علما بأنني قد زرت أكثر من طبيب قلب, وأخضعوني لفحوصات تخطيط القلب والإيكو, لكن بدون جهد، وقالوا لي بأن قلبي سليم, ولكنهم أجمعوا على أن الضربات سريعة (108) في الدقيقة, وأود أن أضيف أنني أتعاطى منبها شبيها بالقات اليمني باستمرار.

وأنا أعاني من الغازات باستمرار (مصران عصبي) لأنني أشعر بألم فظيع في الأمعاء أثناء الانفعال، ويزول بزوال الانفعال.

وبالنسبة لألم الصدر فهو يستمر أقل من دقيقة, وعادة ما أحس به أثناء الراحة التامة.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،

أنت تقول أن الأطباء لم يجدوا سببا لهذه الاعراض التي تشكو منها, وأنك تعاني من تسارع في ضربات القلب.

ألم يخبرك أحد من الأطباء أن هذا التسارع الذي تعاني منه, والأعراض التي تشكو منها هي من هذه المادة التي تتناولها وتشبه القات؟ وقد أوضحت التجارب أن المواد الكيميائية الموجودة في نبتة القات تؤدي إلى حالة من الشعور بالراحة لمدة 24 ساعة عقب تناول الجرعة, ثم تعقبها حالة من الخمول, وأن في القات مادة تشبه الأمفيتامينات في عملها, حيث تعمل على تحفيز الخلايا العصبية مما يقلل الشعور بالتعب والإجهاد في الساعات الأولى للتعاطي, يعقب ذلك شعور بالكسل والقلق والاكتئاب.

كما أجمعت الدراسات البحثية على أن تناول القات والإدمان عليه يؤدي إلى العديد من الأمراض الجسدية والنفسية.

ومن تأثيرات القات أو ما يشابهها من النباتات أنها تؤدي إلى زيادة ضربات القلب, وتضيق في الأوعية الدموية؛ مما يرفع ضغط الدم عند المصابين بالضغط, وبالتالي يجعل من الصعب على أدوية ضغط الدم أن تعمل على تخفيض الضغط, بالإضافة إلى أن هذه المواد تجعل الشخص السليم أكثر عرضة للإصابة بضغط الدم المزمن لدى البالغين وكبار السن.

وقد أظهرت دراسة بحثية أن الزيادة في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب والإختلالات في تخطيط القلب؛ وُجد في 20 ٪ من المرضى الذين يعانون من أمراض وسكتات القلب المفاجئة واحتشاء القلب.

ومن ناحية أخرى؛ فإنه قد تحدث تقرحات مزمنة في الفم واللثة واللسان, مما يعد سببا من أسباب انبعاث رائحة الفم الكريهة، كما أن القات يؤدي إلى ارتخاء اللثة؛ مما ينتج عنه ضعف في اللثة والأسنان, والقات مسبب رئيسي في عمليات عسر الهضم, وفقدان الشهية والإمساك, مما يؤدي إلى مرض البواسير, وسوء التغذية, ولعل هذا ما يفسر الهزال, وضعف البنية لدى غالبية المتعاطين.

وتأثير القات على مرضى السكري ضار جداً، وذلك لأن متعاطي القات أقل ميلاً لإتباع نظام الحمية الغذائي الذي ينصح به الأطباء هؤلاء المرضى, إضافة إلى أن متعاطي القات يستهلك كميات كبيرة من المشروبات المحلاة مع القات؛ مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم.

والقات سبب رئيسي في صعوبة التبول والإفرازات المنوية الغير إرادية بعد التبول وفي أثناء المضغ, وذلك لتأثير القات على البروستات والحويصلة المنوية, وما يحدثه مـن احتقان وتقلص, مما يساعد على تضخم البروستات, ويؤدي ذلك إلى الضعف الجنسي.

فأنت تضر نفسك -يا أخي الكريم- وحان لك أن تتذكر أنك ستقف أمام الله, وسيسألك عما فعلت بهذا الجسم الذي منحك إياه الله تعالى, ولم تكن أمينا عليه.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً