الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الرائحة الكريهة في الجسم، ما الحل لهذه المشكلة؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من الرائحة الكريهة في الجسم، وليست في منطقة الإبط فقط، لأني أستعمل مزيل عرق الجسم ككل.

هناك مشكلة ثانية: وهي أن لباس المدرسة الخاص بي يمتلك رائحة كريهة، تشبه رائحة (الشيبس)، مع أني لا أتناوله، وحتى زميلاتي، ومن أحتك معهن لا يتناولنه، هذه الرائحة تنفر من يكون معي، ويجعله يبتعد حتى أني أغسل ملابسي جيداً وأجففها، لكن الرائحة تعلق فيها؟

أيضاً لدي مشكلة، وهي أثناء التثاؤب يخرج صوت من الحلق، ليس تجشؤاً لكن من معي يظنه كذلك، فيجعلني في مواقف محرجة جداً، ما الحل لهذه المشكلة؟ مع العلم أني أحاول أن أقلل من التثاؤب لكن لا أستطيع.
أريد اكتساب صداقات، ما الطريقة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الزين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

يوجد نوعان من الغدد العرقية بالجسم، نوع Eccrine glands ويوجد في كل أنحاء الجسم المختلفة تقريباً، وينتج أو تفرز العرق نتيجة زيادة درجة حرارة الجسم لتنظيمها، والنوع الثاني Apocrine glands ويوجد في أماكن محددة مثل الإبطين، وجلد الأماكن التناسلية، والثديين، وينتج أو يفرز الرائحة المميزة لكل إنسان، ولا توجد له وظيفة في تنظيم درجة حرارة الجسم.

تنتج الرائحة الكريهة نتيجة تحلل العرق، وبالأخص في منطقة الإبطين، بواسطة البكتيريا الموجودة في الجلد، وإنتاج المواد (الامونيا والأحماض الدهنية) ذات الرائحة اللاذعة أو النفاذة أو (الزنجية).

لذلك فإن العلاج يعتمد في الأساس على إبقاء الجلد وبالأخص تحت الإبطين جافاً، بالإضافة إلى تقليل البكتريا التي تقوم بتحليل العرق إلى الحد الأدنى من خلال اتباع التعليمات الآتية:

-غسيل الجسم، وبالأخص منطقة ما تحت الإبطين على الأقل مرة يومياً.
-حلاقة الشعر تحت الإبطين، حتى نمنع تجمع العرق، والبكتيريا على الشعر.

-تغيير الملابس المبللة بالعرق سريعاً، والاستحمام والتخفيف، والاهتمام بلبس الملابس القطنية، وتجنب التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة.

-استخدام مزيلات العرق، والمعروفة علمياً وتجارياً بالAnti-perspirants والتي تحتوي على Alumium chloride بالإضافة إلى المعطرات Deodarants وتوجد مستحضرات تحتوي على الاثنين معاً.

توجد بعض العلاجات الأخرى، مثل حقن البوتوكس، وإزالة الشعر بالليزر أو بعض العمليات الجراحية لإزالة الغدد العرقية في منطقة الإبطين، وأيضاً يوجد بعض أنواع العلاجات التي يتم تناولها من خلال الفم لتقليل التعرق، ولكن لهذه العلاجات العديد من المحاذير بالإضافة إلى الآثار الجانبية، والتي يجب مناقشتها بشكل وافي مع الطبيب المعالج، قبل الإقدام على استخدامها.

توجد بعض الأمراض المتعلقة بخلل في الأيض، والتي تؤدي إلى رائحة العرق الكريهة، ولكن هذه الأمراض نادرة، وأيضاً السمنة، والسكري، وبعض الأمراض المصحوبة بزيادة في العرق، مثل نشاط الغدة الدرقية يمكن أن يؤدي إلى حدوث الرائحة الكريهة.

في بعض الأحوال إذا لم يلحظ الطبيب رائحة كريهة حقيقة عند المريض فلربما يكون ذلك علامة مبكرة لبعض الأمراض النفسية.
+++++++++++
انتهت إجابة الدكتور/ محمد علام استشاري باطنية - وتليها إجابة الدكتور/محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
+++++++++++

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أعتقد أن هذه المشكلة قد تكون بدأت عندك من خلال تحسس الرائحة الكريهة، والتي قد تكون ناتجة عن إفراز عرق الإبطين، كما أوضح لك الأخ الدكتور، وبعد ذلك أصبحت المشكلة مشكلة نفسية وذهنية.

بمعنى أنك أصبحت أكثر انشغالاً بهذه الرائحة، وهذا أدى إلى تضخيم الفكرة، وإلى ما نسميه ((بالتكسيد))، أي أصبح عرضاً شاملاً يشغلك، وأصبحت تنزعجين من رائحة ملابسك، وكذلك موضوع التثاؤب، وما يخرج من صوت من الحلق، وهذه من وجهة نظري مكونات نفسية نتجت عن إفراز العرق الزائد، وهو أمر شائع وطبيعي.

في مثل هذه الحالة نحن ندعو إلى التجاهل، والتجاهل التام لهذه الأفكار، وأنا أحترم رأيك جداً، ولكن لا أعتقد أن الريحة النفاذة أو الكريهة تصدر منك، أو من ملابسك بنفس التصور الذي تتخيلين، لا أعتقد ذلك، هنالك حالات نفسية معروفة لدينا، وهي أن الإنسان يكون حساساً جداً لأي رائحة بسيطة تصدر عنه، ويحدث تضخم كبير للموضوع، وتزداد هذه الفكرة، وتكون مزعجة لصاحبها، وفي بعض الأحيان يتحول الأمر إلى هلاوس، وهذا ما نسميه بالهلاوس الشمية، أي أن يشم الإنسان رائحة قد لا تكون موجودة، أو قد تكون موجودة ولكنها بسيطة، لكن يحس بها بشدة، وأنها نفاذة جداً، وأنها مزعجة له ولغيره.

أيتها الفاضلة الكريمة، أنا أدعوك إلى التجاهل التام لهذا الموضوع، اصرفي انتباهك على أن تركزي على دراستك، وعلى القراءة وعلى التفكر، والتأمل الإيجابي، وتخلي عن هذه الفكرة، وهذا هو العلاج الصحيح، وهذا هو العلاج السليم لمثل هذه الحالات، مع تطبيق ما ذكره لك الأخ/ الدكتور محمد علام.

في بعض الحالات النفسية النادرة تكون هذه الروائح بالفعل نوعاً من الهلوسة، ونعطي بعض الأدوية، ومن أشهرها عقار يعرف باسم (دوميوزايت) لكن الأمر في حالتك لم يصل إلى هذه الدرجة أبداً، وهو نوع من الحساسية الذهنية، أو النفسية التي جعلتك تضخمين هذا الأمر، فالتجاهل وصرف الانتباه هو العلاج الأساسي، وأن تأخذي بما نصحك به الطبيب .

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك العافية والشفاء.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً