الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندما أتكلم مع من حولي أشعر أني في خيال!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

دائمًا أشعر بحالة نفسية غريبة، وبدأت تصاحبني بكثرة مؤخرا، عندما أكون بالمدرسة مع صديقاتي وأنا أتكلم أشعر فجأة وكأن ما حولي مجرد خيال لا حقيقة له، لدرجة أني أحاول أن أقنع نفسي بأني طالبة في المدرسة، وأتكلم مع صديقاتي، وأن هذا ليس بخيال، وتستمر لدقيقة وتذهب.

تأتي علي هذه الحالة فترات متقطعة، ودائمًا تأتي لي وساوس بأنني سأموت.

أفيدوني، جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ besh حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن هذه التجربة النفسية الغريبة هي حالة من حالات القلق النفسي، وهذا يسمى المزاج القلقي، والمزاج القلقي قد يكون في صورة ما يعرف بالشعور بالتغرب عن الذات، والبعض يسميه بـ (اضطراب الأنية) والإنسان يشعر أنه ينظر إلى نفسه من بعيد، وأن الأشياء حوله متغيرة، هذا نوع من القلق النفسي، وقد يتوقف عند هذا الحد، أو قد يصحبه أنواع القلق الأخرى من مخاوف ووساوس وتوتر، ويظهر أن لديك جزئية بسيطة من قلق المخاوف، وهو هذا الخوف الوسواسي من الموت كما تفضلت.

فإذن حالتك في جُملتها هي حالة قلقية، وليس أكثر من ذلك، لا يوجد أي مؤشرات على أنك تعانين من اكتئاب نفسي أو أمراض أخرى.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: خير وسيلة للعلاج في مثل هذه الحالات هو تجاهل هذه الحالة، وأن تعرفي أنها قلق عابر، وليس أكثر من ذلك، وأن تصرفي انتباهك عنها، بأن تغيّري موضعك أو مكانك، حين تأتيك هذه الحالة، ويمكن أن تغيري وضعك أيضًا، إذا كنت (مثلاً) جالسة فقفي، وإذا كنت واقفة فاجلسي، أو تحركي، أو استلقي، (وهكذا) وأنصحك أيضًا بالتدرب على تمارين الاسترخاء، وممارستها صباحًا ومساءً لمدة ثلاثة أسابيع، ثم ممارسة مرة واحدة في اليوم - ويفضل في المساء – لمدة أسبوعين أو ثلاثة أيضًا. ولدينا في إسلام ويب استشارة – وغيرها كثير – تحت رقم (2136015) وسوف تجدين فيها -إن شاء الله- فائدة كبيرة جدًّا.

من المهم أيضًا أن تديري وقتك بصورة جيدة، لأن ملء الفراغات الزمنية يؤدي إلى ملء الفراغات النفسية والمعرفية، ومن المهم جدًّا توزيع الوقت واليوم بصورة جيدة، هذا لا يعني (مثلاً) أن تنقطعي للدراسة والمذاكرة، لا، الدراسة لها حقها من الوقت، وكذلك الراحة – مهمة جدًّا – الرياضة، الترفيه عن النفس بما هو طيب وجيد ومباح، أن تكون الصلوات في أوقاتها، أن تكون لك أنشطة أُسرية، تساعدي في أمور البيت، وتكون لك مبادرات إيجابية، هذا كله يصرف انتباهك تمامًا عن حالة القلق التي تمرين بها، وأنا أعتبرها عابرة ومؤقتة ومرتبطة بالمرحلة العمرية، وسوف تختفي -إن شاء الله تعالى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً