الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أعرف قبول اعتذاري من شخص؟

السؤال

السلام عليكم

سؤالي: هل عندما أعتذر لأحد عما بدر مني بحقه يجب أن يسامحني أم أنه يكفي أني اعترفت له واعتذرت وإن لم يسامحني؟

علماً بأني حاولت جاهداً أن يسامحني، ولكن بدون جدوى، هل علي شيء بعد الاعتذار؟ فالتوبة تمحو ما قبلها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أهلاً بك أخي الحبيب في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسعدنا تواصلك معنا ونسأل الله أن يبارك فيك وفي عمرك، وأن يجعل حياتك في طاعته.

أخي الحبيب: ثقافة الاعتذار أضحت سلوكاً غائباً عند البعض، ولا شك أننا بحاجة إلى إعادة هذا الخلق بين المسلمين، والاجتهاد في غرسه وتعميقه في كافة شؤون حياتنا العلمية والعملية، وهذا أحد وسائل النهوض بالأمة، وأحد المعينات على تحمل المسؤولية، والوقوف على ما نقدمه من خير لنستمر عليه، وما وقعنا فيه من خطأ فنبادر بالاعتذار منه.

لا ريب أن المجتمع الذي يفقد أصحابه خلق الاعتذار ينمو فيه الكبر والغرور والاعتداد بالذات، وقد وفقك الله عز وجل إلى هذا الخلق، وهذا أمر يحمد لك.

يبقى التساؤل الذي طرحته، وينبغي أن يطرح وهو: هل يلزم من اعتذر المرء منه أن يسامح؟ الأصل أن المسلم يسامح ويتخلق بأخلاق أهل العفو، وأن يعظم مجيء أخيه إليه معتذراً، وأن يقابله بوجه طلق وثغر باسم.

لكن ألا تتفق معنا أن الأخطاء تتفاوت، وأن من الأخطاء ما يكفى فيه مجرد الاعتذار، ومنه خطأ لابد فيه من رد الحق إلى أهله، فإذا شهد مسلم على مسلم ظلماً وعدواناً فضاع حقه، أو قال عنه في غيبته ما ليس فيه حتى أساء المسلمون فيه الظن، فهل يكفي الاعتذار ساعتها أم يلزمه أن يرد الحق إلى أهله وأن يبرء المظلوم؟!

كذلك بعض طبائع الناس تختلف، فهناك من الناس من لا يتقبل أن يخطئ أحد فيه، ويراها بصورة أكبر من حجمها، وربما الأمر أقل بقليل مما تصوره، لكنه نظراً لطبيعته البيئية أو الخلقية ضخم الأمر فوق ما يحتمل.

على المعتذر ساعتها أن يتفهم هذا من أخيه، وألا يتوقع منه استجابة فورية، كما عليه إن رأى أنه أخطأ، وأن صاحبه لم يتقبل العذر أن يحسن إليه، وأن يدعو له بظاهر الغيب بقدر ما تطمئن نفسه من أنه قد وفاه حقه .

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يرزقك حسن الفهم وحسن العمل.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً