الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكنني العلاج بالأدوية للخوف والاكتئاب أم آخذ حمية من العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية أعبر لكم عن احترامي الشديد لموقعكم الممتاز، وكل العاملين فيه.

منذ 5 سنوات تقريباً أعاني من الخوف والاكتئاب, ذهبت للطبيب فأعطاني (فافرين100), و(ذناكس مرة قبل النوم), وحدث تحسن سريع، ولكن لسوء تفاهم مني قطعت العلاج بعد أسبوعين، وأخذته بطريقة عشوائية عند الحاجة، وبعدها أوقفته تماماً, فدخلت في حالة من الإرهاق وعدم التركيز الشديد.

ذهبت للطبيب مرة أخرى فأعطاني (زيروكسات25) ولم يحدث أي تحسن, استمريت عليه نحو 6 أشهر، وذهبت للطبيب مرة أخرى فأبدله معي ب(فافرين100) مرة ثانية، ولكن دون أدنى تحسن, استمريت عليه لمدة سنة تقريباً وأوقفته فجائياً بدون استشارة الطبيب.

ما زال معي الخوف والاكتئاب وما زالت حالة (الإرهاق وعدم التركيز التي دخلت فيها بعد قطع العلاج المرة الأولى).

هل يمكنني العلاج بالأدوية أم أني آخذ حمية من العلاج؟ وهل التحسن الذي حدث في أول أسبوعين كان بسبب أخذ (الذناكس) فقط؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ HAZEM حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

لقد أحسنت حقيقة حين ذهبت إلى الطبيب النفسي ما دمت تحس بأعراض الاكتئاب، لأن تأكيد التشخيص مهم، والطبيب هو الجهة الوحيدة التي يمكن أن تأكد التشخيص.

بالنسبة للخطة العلاجية، غالباً هنالك علاج دوائي، وعلاج سلوكي، وعلاج اجتماعي، ولابد للإنسان أن يلتزم بها جميعاً، ويكون له إرادة التحسن، الأدوية تتفاوت في فعاليتها بالرغم من أنها جميعاً، وبإجماع العلماء تتفاوت في فعاليتها، لكن التفاوت يأتي أن كل إنسان يستجيب لدواء معين وبطريقة معينة، وذلك لأن البناء الجيني للإنسان يؤثر في استقلاب هذه الأدوية وتمثليها أيضاً، وأنت لديك تجربة إيجابية مع الفافرين في المرة الأولى، ثم كانت تجربتك سلبية مع الزيروكسات ثم تناول الفافرين، ولم تكن التجربة ناجحة.

هذه الأدوية لا تؤدي إلى أي نوع من المناعة، ولكن عدم الانتظام عليها أيضاً قد يبطئ من فعاليتها، والتحسن الذي طرأ عليك في المرة الأولى ربما يكون (الزناكس) لعب دوراً فيه؛ لأن (الزناكس) دواء سريع الفعالية، وهو يعالج العرض ولا يعالج المرض، بمعنى أن (الزناكس) أشعرتك بالاسترخاء وتحسين النوم، لكنه لا يقتلع المرض أي الاكتئاب من أصله.

الفافرين والزيروكسات، لاشك أنها أدوية أفضل، حتى وإن كانت بطيئة، أخي الفاضل، الذي أراه هو ما دام لديك الخوف وكذلك الاكتئاب، ربما يكون عقار مودباكس والسبرالكس هما الأفضل لك بشرط الالتزام القاطع في تناول أحد هذين الدوائيين، (السبرالكس) ثمنه مكلف بعض الشيء، فيمكن أن تبدأ بالمودباكس، والذي يعرف باسم سيرتللين.

ابدأ بجرعة حبة واحدة ليلاً، أنت لا تحتاج (للزيروكسات) معه أو (الفافرين)، واستمر على جرعة حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم اجعلها حبتين يمكن تناولها جرعة واحدة بمعدل حبة صباحاً ومساءً، وهذه هي الجرعة العلاجية التي يجب أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر على الأقل، وبعد ذلك اجعلها حبة واحدة يومياً لمدة ستة أشهر أخرى، ثم اجعلها نصف حبة يومياً لمدة شهر ثم توقف عن تناول الدواء هذا.

أخي: سوف يفيدك كثيراً وعليك بالآليات العلاجية الأخرى من تفكير إيجابي وإجادة للعمل، وكذلك التواصل الاجتماعي، ولاشك أن الرياضة لها دور كبير جداً في إزالة الأعراض النفسية.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً