الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ينتابني خوف دائم من الموت.. هل أنا متشائمة، وما علاجي؟

السؤال

السلام عليكم

في غمرة هذه الأيام وكثرة حصول الفتن، وكثرة الابتلاءات بدأت أشعر أن الحياة صعبة جدا جدا، وينتابني خوف من المستقبل حتى أني أصبحت أدعو في صلاتي أن يجعلني أول من يموت في أسرتي حتى لا أرى الواقع المحتوم، وزاد شعوري بهذه الأحاسيس هو حال إخوتنا في سوريا؛ فأنا مطلعة على أخبارهم وأتألم وأكتئب، وأضع نفسي في موقفهم.

بدأت أشعر أن الأيام دول وأن متاع الدنيا قليل، وعناءها أكثر.

مشكلتي الآن باختصار هي خوف من مصير محتم حتى في لحظات المناسبات والاحتفالات والأعياد أشعر أنني أنتزع الفرح من قلبي.

أفيدوني هل أنا متشائمة؟ أخشي أن أكون من القانطين.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن نوعية الهواجس والمخاوف التي تعانين منها هي ذات طابع وسواسي، وهي مبررة، لأن الفتن كثرت في هذا الزمان، ولا شك في ذلك، ما يحدث لإخواننا في سوريا محزن ومؤلم ويعجز الإنسان عن وصفه، والأيام دُول بين الناس ولا شك في ذلك، ومتاع الدنيا بالفعل قليل.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: أنت أشرت إلى أسس واقعية ومنطقية، ومن صميم عقيدة المؤمن، لكن حدث لك نوع من التضخيم الوسواسي، وهذا هو الذي نزع عنك الفرح وجعلك تعيشين في نوع من الخوف والكدر.

وأنا أقول لك مثل هذا النوع من الفكر: تصدي له من خلال رفضه، وأقنعي نفسك بأمر واحد، وأنا على ثقة أنك مقتنعة به، وهو أن الأمر كله بيد الله، والإنسان يجب أن يعيش حياته بقوة وثقة، وحتى إن كان في يد أحدنا فسيلة، وسوف تقوم الساعة فيجب علينا أن نغرسها، هكذا الحياة، وهكذا يجب أن تكون المفاهيم حولها.

والأمر الآخر: أن الحياة فيها أيضًا خير كثير وكثير جدًّا، ونعم عظيمة، هذه الإبداعات والمبتكرات التي نشاهدها يوميًا دليل على أن الله تعالى كرّم الإنسان، ويجب أن نحمد الله تعالى كثيرًا أننا عشنا في هذا الزمان الذي تميز بالمعرفة وبكثير من التغيرات الإيجابية، والأشياء السلبية التي تُوجد هي محرك لنا كمسلمين لنشارك في تعمير هذه الأرض، ونأخذ المبادرات والسبق الإيجابي.

التجارب السلبية في الحياة والأمور التي لا نراها صوابًا هي طاقات نفسية لتحفزنا من أجل أن نقوم بما هو جيد وصواب.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: أنا أشكرك على مشاعرك النبيلة وأحاسيسك الطيبة، وأقول لك لا تثقلي على نفسك، عيشي الحياة بقوة، عليك بإدارة وقتك بصورة صحيحة، اجعلي لك رفقة طيبة، بر الوالدين له وقع خاص على النفس يدفعها دائمًا نحو الطمأنينة والاستراحة، وإن شاء الله تعالى أنت من هؤلاء.

المعرفة والاطلاع والدين هي الأسلحة التي يجب أن يزود الإنسان نفسه بها.

كوني صبورة، كوني من الكاظمين الغيظ، من العافين عن الناس، خذي المبادرات الإيجابية، وزعي وقتك بصورة صحيحة.

هذا النوع من الهواجس والمخاوف ذات الطابع الوسواسي تحتاج للعلاج الدوائي، وبفضل من الله تعالى تجد الآن أدوية ممتازة جدًّا وفاعلة وسليمة.

من الأدوية التي أراها مناسبة جدًّا لحالتك وسوف تحسين - إن شاء الله تعالى – بنتائج إيجابية جدًّا بعد أن تتناوليها، حقيقة هو دواء واحد يعرف تجاريًا باسم (فافرين) ويعرف علميًا باسم (فلوفكسمين) أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً، تناوليها بعد الأكل، وبعد مُضي شهر اجعلي الجرعة مائة مليجرام ليلاً، استمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم توقفي عن تناول هذا الدواء.

أسأل الله تعالى أن ينفعك به، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرً، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً