الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدعامة الذكرية.. ومضارها

السؤال

السلام عليكم.

أنا لا أعاني من أي مرض عضوي في الجهاز الذكري - والحمد لله - لكن مشكلتي أنني لا أشتهي النساء, وأعتقد أن هذا مرض نفسي؛ حيث أفضل نفس الجنس - والعياذ بالله – وأنا أحاول بشتى الطرق أن أعالج نفسي, ولم أستطع, فلم أجد أي حل أمامي سوى تركيب الدعامة الذكرية, فهل منها خطورة؟

علمًا بأنني راسلت الطبيب, وذكرت المشكلة, فقال: عادية, وهذه تعتبر مشكلة نفسية.

فأرجو من سيادتكم التكرم علي بإعطائي نبذة عن الدعامة ومضارها.
وهل أستطيع تركيبها, رغم أن جهازي التناسلي سليم, وإنما المشكلة نفسية؟

وسؤالي الآخر: أصبت بالثآليل التناسلية, فهل يوجد لها علاج؟ وقد قمت بعمل ليزر وحرقها, ولكنها ما زالت تظهر - حبة أو حبتين - فإذا تزوجت هل سأعدي زوجتي؟ وكيف أجنبها العدوى؟ وهل أشترط عند الخطبة عمل لقاح سرطان عنق الرحم حتى لا أعديها؟ وهل إذا تم أخذ اللقاح لا تنتقل العدوى للزوجة؟

أرجو منكم تفهم حالتي, والإجابة عنها بشكل واضح.

رزقكم الله الجنة, وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

لا تعاني من أي مرض في الجهاز الذكري, ولا تشتهي النساء, وتريد تركيب دعامة ذكرية, وتريد نبذة عن هذه الدعامة, وتعاني من الثآليل التناسلية, وتسأل عن العلاج والعدوى واللقاح.

أخي الكريم: كونك لا تميل إلى النساء, وتميل إلى الجنس الآخر (Homosexuality ), فهذا مرض من الأمراض الجنسية معروف, ويتم علاجه معالجة نفسية بحتة, ولكن ما علاقة عدم ميلك للنساء أو ميلك للجنس الآخر بالتفكير في تركيب دعامة ذكرية, وأنت - والحمد لله - سليم معافى في جهازك التناسلي!

الدعامة الذكرية عملية جراحية كبيرة تعويضية تجرى لمن يعانون من عدم الانتصاب التام الدائم لأسباب مختلفة مثل من فقدوا الانتصاب نتيجة: الحوادث التي تصيب الجهاز العصبي أو التناسلي للمصابين بالشلل, ومرض السكري, والضغط الذي أتلف الأجهزة العصبية, أو المتقدمين كثيرًا في العمر وفقدوا الانتصاب كليا, وأسباب أخرى.

باختصار وببساطة هي: عملية تعويضية مثل - لا سمح الله - أن تفقد طرفًا من أطراف جسمك ويتم لك تركيب طرف اصطناعي تعويضي.

وبدون الدخول في تفاصيل كثيرة ومتشعبة حول الجراحة وأنواعها ومتطلباتها:
يوجد هناك نوعان من الدعامات: الدعامة القابلة للثني، والدعامة القابلة للنفخ.

تتكون الدعامة القابلة للثني من عمود فضي رفيع، مغطى بمادة سليكونية تشبه في صلابتها الصلابة الطبيعية للعضو الذكري المنتصب, والخاصيتان المهمتان في العمود الفضي هما كونه قابل للانثناء والمد، وكونه يحتفظ بشكله وحالته إذا تم ثنيه أو فرده ويزرع داخل الذكر.

وفي حالة الرغبة في الجماع، يقوم الرجل بمد العضو بيده فيمتد وذلك بتحريكه وفي حركة واحدة.

أما الدعامة القابلة للنفخ فهي عبارة عن: اسطوانتين طويلتين مطاطيتين تزرعان داخل الذكر، توصلان بمستودع صغير، يخرج منه المحلول ليملأ الاسطوانتين عند الرغبة في الجماع، ويعود إليه في حالة الارتخاء, ويختبئ هذا المستودع الصغير في كيس الخصيتين, ولكي يحدث الانتصاب يمد الرجل يده إلى كيس الخصيتين ليضغط على المستودع، وبضغطة واحده يمتلئ العضو الذكري ويتصلب, ولكي يحدث الارتخاء يتم ضغط المستودع في اتجاه معاكس.

أما المضاعفات إجمالا:
- انحناء مقدمة العضو نتيجة قصر الجهاز.

- تراجع الدعامة إلى الخلف مع إخلاء مقدمة العضو الذكري، ويحدث ذلك نتيجة ثقب الجسم الكهفي الأصلي.

- تلف الدعامة: نتيجة إصابة مباشرة أو عيب نادر في الدعامة.

علاوة على مضاعفات التخدير والتدخل الجراحي المعروف.

هذا اختصار شديد غير مخل لموضوع الدعامة الذكرية.

ولكن سؤالي - أخي الكريم - هو: بما أن الله سبحانه وتعالى أنعم عليك بالصحة والعافية, وجهازك الذكري - كما أسلفت - سليم ومعافى, فما المبرر للتفكير في الدعامة الذكرية؟

تشتكي أيضًا من وجود ثآليل تناسلية, ولم توضح هل هذه الثآليل الجنسية على الذكر أم من الخلف في الدبر؟

في كل الأحوال:
(Genital warts) أو الثآليل التناسلية هي إصابة بنوع معين من أنواع الفيروسات يتكاثر بحيث يعطي في الأخير صورة مثل نبتة القرنبيط (الزهرة), وكل ما كان الوسط الذي ينمو فيه الفيروس رطبًا - مثل المنطقة التناسلية - فالتكاثر يكون أسرع, ويبتدئ بحبة واحدة ثم يتكاثر إلى مجموعات وأفراد.

أحيانًا يكون وصول الفيروس إلى المنطقة التناسلية عن طريق التلامس المباشر مع أي منطقة مصابة بالثآليل في الجسم, إذا لم يكن هناك تواصل جنسي مع شخص مصاب بالثآليل.

سرعة المعالجة في هذه الحالة مطلوبة؛ لكي لا ينتشر المرض إلى مناطق أخرى من الجسم, وخاصة الأعضاء التناسلية الداخلية, مثل: مجرى البول, وفتحة الدبر من الخلف.

هناك عدة طرق لعلاج الثآليل التناسلية: مثل:
- إزالة الثآليل عن طريق الكي بجهاز مخصص لهذا الغرض.

- عن طريق استعمال علاج التبريد (Cryotherapy) ويتم داخل العيادة الطبية, وهناك علاج حديث مرهم فعال هو مرهم وورتيك (Wartec cream), وله طريقة محددة للاستعمال, مشروحة بالتفصيل مع نشرة العلاج, ويتم شرحها بواسطة الطبيب المعالج عند وصفها للمريض.

الليزر له دور في علاج الثآليل التناسلية, وهو يشبه العلاج بالكي تمامًا.
العدوى بالإمكان أن تنتقل إلى أي شخص يتم التلامس مع الثآليل التناسلية في حالة وجودها, وعندما يتم علاجها بالكامل فلا تحدث العدوى, ولا يوجد حتى الآن لقاح ضد مرض السرطان, إن كان لسرطان الرحم, أو غيره من أجهزة الجسم.

أرجو لك من الله السداد والتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً