الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هناك طريقة لإيقاف دواء الفافرين دون أن تسبب التعب لأمي؟

السؤال

السلام عليكم..

والدتي تأخذ علاج الفافرين منذ سنتين، بمعدل 50 مل صباحا و50 مساء، وكانت تأخذ معه زناكس، وقررت أن توقف العلاج، لأنها أحست بتحسن، ووقفت الزناكس - بفضل الله -، ولكنها ليست قادرة على إيقاف الفافرين، فقرر الدكتور أن توقف جرعة الـ 50 صباحا، وتأخذ جرعة المساء فقط، ولكنها تعبت جدا.

أرجو أن تشير علي يا دكتور بطريقة توقف هذا الدواء دون أن تتعب.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ emy ashrf حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأولاً: أشكرك على اهتمامك بأمر والدتك، وهذا - إن شاء الله تعالى - باب من أبواب البر.

ثانيًا: أنا سعيد جدًّا أن أعرف أن والدتك قد توقفت عن تناول الزاناكس، فمعظم الناس يجدون صعوبة بالغة في التوقف عن الزاناكس.

ثالثًا: الفافرين ليس دواءً إدمانيًا، والتوقف عن تناول هذا الدواء ليس بالصعب أبدًا، وحقيقة ما دامت والدتك تجد صعوبة في التوقف عن هذا الدواء، فهذا يعني أنها بالرغم من تحسنها الممتاز، إلا أنها في حاجة لجرعة وقائية، وحقيقة حتى وإن استمرت على هذا الدواء لفترة أطول فأرجو ألا تنزعجوا لذلك.

أما إن كانت مصرة على التوقف منه، وترى أن شفاءها قد اكتمل، فما ذكره لها الطبيب صحيح جدًّا، وهي أن تتوقف عن الجرعة الصباحية، وتتحمل بعض القلق البسيط، وفي خلال أسبوع سوف تجد أن الأمر قد أصبح عاديًا جدًّا.

وهنالك طريقة أخرى، وهي أن تتناول الفافرين بجرعة خمسين مليجرامًا مساءً، وتتناول خمسين مليجرامًا صباحًا يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك تجعل الجرعة خمسين مليجرامًا مساءً وخمسين مليجرامًا صباحًا مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين أيضًا، ثم بعد ذلك تتوقف بصفة كاملة من الجرعة الصباحية وتستمر على الجرعة المسائية بانتظام لمدة شهر، وبعد ذلك تجعل الجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم خمسين مليجرامًا مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء، وهذه طريقة سهلة جدًّا، ومعقولة جدًّا.

وهنالك طريقة أخرى، وهي: أن تحول الجرعة كلها وتجعلها جرعة مسائية، أي تتناول مائة مليجرام ليلاً، تستمر على هذه الجرعة لمدة أسبوعين، بعد ذلك تجعل الجرعة مائة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهر، وفي اليوم الذي لا تتناول فيه المائة مليجرام تتناول خمسين مليجرامًا ليلاً، لمدة شهر أيضًا، بعد ذلك تخفض الجرعة إلى خمسين مليجرامًا ليلاً باستمرار لمدة شهر، ثم خمسين مليجرامًا ليلاً يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم خمسين مليجرامًا مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين أيضًا، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أرجو ألا تكون العمليات الحسابية معقدة، - وإن شاء الله تعالى - فالأمر سهل وبسيط جدًّا، وأنا أؤكد لك مرة أخرى أن تخلص والدتك من الزاناكس هو المهم، أما الفافرين ليس دواءً مزعجًا أبدًا، لأنه غير إدماني، ولا يؤثر على الذاكرة، وأنا أرى أنه ما دامت والدتك تجد صعوبة في التوقف عن الفافرين، فهذا يعني أن أعراضها لم تنقطع انقطاعًا تامًا، أو أنها في حاجة إلى جرعات وقائية كما ذكرتُ لك.

بارك الله فيكِ، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً