الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدتي عندما تكون مستيقظة تتخيل أنها ما زالت نائمة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أمي عمرها (52) عاماً، وكانت متابعة معكم منذ فترة، وعندها اكتئاب، وكانت تأخذ العلاج الذي كتبتم لها، فجزاكم الله خيراً.

أمي تعاني منذ فترة تقارب العشرين سنة، كان قد حصلت مشكلة ونامت غاضبة جداً، وفي هذا اليوم نامت وتبولت على نفسها دون أن تدري، ولم يحدث الأمر مرة أخرى معها إلا منذ سنتين تقريبا، بدأ هذا الموضوع يحدث معها، ولكن بطريقة مختلفة، دائما تحلم كأنها في الحمام، ودائما تقول لنفسها في الحلم أنت مستيقظة، وأنت قاعدة في الحمام اقضي حاجتك، وبالفعل تجد نفسها فعلت على نفسها في الحقيقة!

أيضاً في الحقيقة في باقي اليوم الذي حدث فيه هذا الحلم، تدخل الحمام في الحقيقة، وظلت تقول لنفسها افعلي أنت مستيقظة، ولكنها تكون خائفة، وتخشى أن تكون تحلم مرة أخرى.

بدأ هذا الأمر يتكرر معها كثيراً، حتى بدون غضب، فما علاج هذه المشكلة؟ ولو كان هناك علاج بالأدوية نرجو أن تراعوا أن الأدوية لا تزيد في الوزن.

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر والدتك التي أسأل الله لها العافية والشفاء.

وجود الاكتئاب النفسي في حد ذاته يؤدي إلى الأحلام المفزعة، والأحلام الغير طيبة، ويجعل النوم دائمًا يكون في المراحل الغير عميقة، وهذا النوع من النوم ذو كفاءة ضعيفة جدًّا، وهنا يكون الإنسان ما بين النوم واليقظة.

لذا والدتك تأتيها هذه الأفكار أثناء النوم بأنها جالسة في الحمام، وسوف تقضي حاجتها، ومن ثم يتحول الحلم إلى واقع، وهذا نوع لا أقول التأثير الإيحائي، لكن شيء ما بين الوعي واللاوعي، وهو دليل قطعًا على اضطراب النوم.

الذي أرجوه هو: إذا كان بالإمكان أن تقوم والدتك بمقابلة الطبيب، وإجراء تخطيط للدماغ، للتأكد من مستوى كهرباء الدماغ، هذا سوف يكون جيدًا، والأمر الآخر هو أن تحسن من صحتها النومية، وذلك من خلال تجنب النوم النهاري، ويجب ألا تتناول الشاي أو القهوة أو المنبهات الأخرى، مثل الشكولاتة أو البيبسي أو الكولا ليلاً.

لابد أيضًا أن تكون وجبة طعام العشاء خفيفة ومبكرة، وأن تكون حريصة على أذكار النوم، وأن تكون في حالة استرخائية كاملة، ساعة إلى ساعتين قبل النوم، بمعنى ألا تشغل نفسها بالتفكير، أو تكون في وضع انفعالي سلبي، هذا مهم جدًّا وضروري.

أما بالنسبة للوسائل العلاجية الأخرى: بالطبع إذا استطاعت أن تمارس رياضة المشي فهذه سوف تفيدها كثيرًا، وتمتص - إن شاء الله تعالى – كل طاقات الانفعال السلبي والقلق والتوترات.

من ناحيتكم بالطبع أشعروها بمودتكم لها، وأن دورها في الحياة بالنسبة لكم مهم؛ لأن الإنسان إذا شعر بفعاليته هذا يزيل عنه الاكتئاب، ويجعله ينام نومًا هانئًا وهادئًا وسعيدًا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: مضادات الاكتئاب بصفة عامة ربما يكون لها دور في مثل هذه الحالات، وهنالك دواء يعرف باسم (ترازيدون) أعتقد أنه سوف يكون جيدًا بالنسبة لوالدتك، وجرعته هي خمسون مليجراما، (كبسولة واحدة) يتم تناولها ليلاً لمدة ستة أشهر – مثلاً – بعد ذلك يمكن أن يُقطع الدواء، وتوجد أدوية بديلة كثيرة جدًّا، إنْ قابلت والدتك الطبيب بالطبع سوف يصف لها ما يراه مناسبًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لها العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً