الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السرحان والنسيان وتشتت الفكر وكيفية علاجها

السؤال

السلام عليكم.

عندي سرحان غير عادي, وتشتت بالفكر, ونسيان غير مبرر, وتفكير سلبي مستمر, وأفكار غير عقلانية, يأتيني إحساس وأقول لماذا خُلقنا؟ وما هذه الدنيا؟ وأنظر إلى إخواني وأقول في نفسي: كيف صاروا إخواني؟ يعني أشياء مخيفة, وأحس أني في خيال, وأني خارج الواقع, تعبت كثيرا, وأثر ذلك على مستواي الدراسي, حيث إني في الجامعة من المتفوقين والمتميزين, والآن انقلب الحال, وصرت ضعيفا, وكثير الغياب عن المحاضرات, حتى الدكاترة انتبهوا وتعجبوا, -شيء غريب- يقولون أنت من المتميزين على مستوى القسم, ما الذي أصابك؟ أقول لا شيء!.

بدأت الفترة منذ 6 أشهر, وكان الأمر عاديا, ومع مرور الوقت تعبت نفسيا, جربت دواء دوجماتيل ولا فائدة, وجربت كثيرا من الأدوية النفسية والحمدلله على كل حال، لا يوجد تحسن.

أنقذوني تكفون والله تعبت نفسيا, ما هو الحل؟ أنا الآن أفكر أن أترك الجامعة لأني أخاف أن أرسب, أو أحمل مواد, يا إلهي قبل هذا كنت أفكر في الدراسات العليا, والآن أفكر بالانسحاب.

أخيرا أشكركم على جهودكم الرائعة تجاه المجتمع, وأقول لكم إلى الأمام.

وبالتوفيق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،


فنشكرك على تواصلك معنا لأن حالتك بسيطة, وحالتك يمكن أن تعالج، وإن شاء الله تعالى يتغير مسار حياتك ويُصبح إيجابيًا.

تشتت الفكر والسرحان ناتج عن القلق النفسي، والمكون الرئيسي للقلق لديك من حيث المحتوى هو الأفكار الوسواسية, ما ذكرته عن إحساسك لماذا خُلقنا؟ وحين تنظر إلى إخوانك كيف صاروا إخوانك –وهكذا– هذا نسميه بالفكر الوسواسي الملح، أفكار سخيفة تتسلط على الإنسان، يجد صعوبة كبيرة جدًّا في ردها وإبعادها، ويزيد من القلق والتوتر، والقلق والتوتر ينشأ عنه اكتئاب ثانوي، وهذا هو الذي حدث لك.

إذن أنت تعاني من قلق الوساوس الذي أدى إلى اكتئاب ثانوي، والاكتئاب الثانوي جعلك تحس بالإحباط وافتقاد الدافعية, وكذلك الفعالية.

عقار دوجماتيل لا يعالج الوساوس، الوساوس تعالج من خلال أدوية أخرى معينة مضادة للوساوس، محسنة للمزاج، ومزيلة للقلق، من هذه الأدوية عقار (بروزاك – فافرين – باروكستين – سيرترالين – أنفرانيل) هذه كلها تعتبر أدوية جيدة جدًّا وفاعلة جدًّا، والدواء لينجح لا بد أن يهتم الإنسان بجرعته, ومدة العلاج.

هنالك أيضًا علاجات أخرى تسمى بالعلاجات السلوكية، وأهم علاج سلوكي هو أن تفهم أن حالتك هي وساوس قلقية، هذا -إن شاء الله تعالى– يريحك كثيرًا، وأن تفهم أن هذا ليس مرضًا عقليًا، إنما هي حالة نفسية عابرة بإذن الله تعالى. وأن تفهم أن كل ما أصابك من سرحان, وضعف في التركيز, وشعور بالكدر والإحباط؛ هو ناتج من هذه الحالة، ومتى ما زالت الحالة سوف يزول.

من المهم جدًّا أن تحقر الأفكار الوسواسية، خاصة الأفكار عن الخلق وعن الذات الإلهية، وهذا النوع من الفكر يُحقّر ولا يناقش، ويُغلق أمامه تمامًا.

من المهم جدًّا أيضًا أن تطبق تمارين الاسترخاء، هذه التمارين مفيدة وفاعلة جدًّا، لدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم: (2136015)، فيها بعض النقاط التي توضح كيفية تطبيق هذه التمارين على نطاق مبسط.

ممارسة الرياضة، والتواصل الاجتماعي، وصلة الرحم، هذه كلها نوع من الوسائل التي تصرف الانتباه عن الوسواس، فكن حريصًا على ذلك واستعذ بالله تعالى دائمًا منها، واستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وعش حياتك بصورة طبيعية.

العلاج الدوائي مهم جدًّا لك، وإن استطعت أن تذهب إلى طبيب نفسي هذا أمر جيد، وإن لم تستطع أرى أن عقار بروزاك سوف يكون الدواء الأمثل في حالتك، والجرعة هي كبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة هي عشرون مليجرامًا، يتم تناولها بعد الأكل، وبعد أسبوعين ترفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم، وهي جرعة معقولة جدًّا، استمر عليها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك تخفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، ثم كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

إن لم تستطع الذهاب إلى الطبيب الآن, وبدأت في استعمال الدواء، إذا لم تتحسن أحوالك بعد أسبوعين إلى ثلاثة، لا بد أن تذهب إلى الطبيب, أنا متفائل جدًّا أن حالتك سوف تتحسن، وهذه الحالة يمكن احتواؤها, والتحكم فيها, والتخلص منها تمامًا.

وأنا سعيد أن أعرف تطلعاتك حول الدراسات العليا، أسأل الله تعالى أن يحقق لك ما تصبو إليه، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السودان rrr

    اتجه الي الله واذكره كثيرا وحاول ان تكون دائما مع اصدقاء مهتمين بالدراسه لتتشجع معهم ولا تدع الشيطان يتمكن منك وقل انا الأقوي لن أدعك يا وسواس تتمكن مني انا الأقوي وستجد القوه لديك انشاء الله لأن الله خلق الإنسان قوي ويستطيع قهر أي شئ وداوم علي قراءة سورة الكافرون بإستمرار في أي وقت واهتم بالرياضه لأنها مهمه جدا . واريد اضافة كلمه أول ما يبدأمعك أي أفكار سابيه لأ تتايعها وقم من مكانك واعمل أي شئ بيدك رتب غرفتك ساعد والدتك في المنزل العب مع اخوتك واتونس معهم المهم انك تشغل يدك وتفكيرك وستجد أن الأفكار الإيجابيه بدأت تجي اليك

  • مصطفى

    الشيطان يهجم على القلب اثناء التفكير فاستعذبالله واهنم بما يفيدك

  • مصر marwa

    شكرا

  • ليبيا علي من ليبيا

    بارك الله فيكم

  • السعودية مودة كردي

    جزاكم الله خير الجزاء
    لقد إستفدت كثيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً