الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من قلق وغازات وتعب عام، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

الحمد لله من قبل ومن بعد، والشكر له على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أشكر كل القائمين والعاملين في هذه الشبكة المباركة، وأسأل الله العظيم أن يوفقهم في الدنيا والآخرة، سأعرض حالتي باختصار شديد، وآمل أن تكون واضحة جداً لكم، والأعراض كالتالي:

1- شعور بالاكتئاب أغلب اليوم، خصوصاً عند الإرهاق والرغبة في الراحة، قلق شديد جداً حتى من المواضيع التافهة، خجول وحساس، وأهتم كثيراً بمن حولي، الملل السريع.

2- غازات كثيرة جداً وأصوات محرجة جداً، إلى درجة أني أتجنب أحيانا حضور الاجتماعات لهذا السبب.

3- خمول وتعب وكسل أغلب اليوم، ألاحظ كثرة الأكل والنوم، كثرة التبول - أكرمكم الله -.

4- خفقان وآلام خفيفة في القلب.

تجربتي مع الأطباء:

1- الاكتئاب: ذهبت إلى دكتور متمكن ومميز في هذا المجال، وأفادني بأن لدي قلقاً واكتئاباً، ووصف لي السيروكسات 20 ملغ - حبة في اليوم مساءً- وطلب مني الرجوع له بعد شهر، لم أرجع للدكتور، وتركت العلاج بعد 24 يوما تقريباً؛ لأن العلاج زادني خمولاً، ولكن شعرت بتحسن طفيف.

2- الغازات: ذهبت إلى أحد الأطباء المختصين في الباطنية وأجرى لي عدة فحوصات، لا أذكر منها إلا تحليل البراز -أكرمكم الله-، وتحليل جرثومة المعدة، وأخبرني أن تحاليلي سليمة، وأني أعاني من القولون، وقد وصف لي علاج ديسفلاتيل للغازات، وعلاج زيموجين للهضم، وعلاجاً لا أتذكره - يحتوي على فيتامين سي-، ولم أستفد منه كثيراً.

3- عام: زرت طبيباً عاماً، وذكرت له الأعراض الواردة أعلاه، وذكر بأني أعاني من أوهام فقط! وأعطاني مجموعة من النصائح فقط.

ملاحظات:

1- علاجي السابق – سيروكسات - كان جيداً، عدا في نقطة الخمول والإمساك، والأعراض الجانبية للدواء كانت قوية نوعاً ما بشكل عام.

2- لم أستفد من علاج الديسفلاتل في الغازات، وقد جربت الفحم المنشط - نيو كاربون- (بوصفه من الصيدلي) وللأسف لم أستفد شيئاً.

3- بالنسبة لآلام الصدر والخفقان والخمول أيضاً قد تكون بسبب العادة السرية والتدخين، إلا أنني استطعت التخفيف منها بشكل كبير في الآونة الأخيرة وعازم على تركها بإذن الله.

4- زيارتي للطبيب النفسي كانت في عام 2006م، وطبيب الباطنية ربما بعدها بعامين، والطبيب العام في العام الماضي.

وتقبلوا تحياتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما ذكرته في رسالتك يدل على أنك تعاني من أعراض قلقية اكتئابية من النوع البسيط إلى المتوسط، وتوجد لديك أعراض نفسوجسدية واضحة جداً، ويعرف أن الجهاز الهضمي هو أكثر الأجهزة في الجسم التي تظهر من خلالها الأعراض النفسية في شكل أعراض جسدية، فما تعاني منه معلوم تماماً، ومفسر من الناحية النفسية والطبية.

كثرة الأكل والنوم نشاهدها أحياناً كمكون بيولوجي لبعض أنواع الاكتئاب، الشيء المعروف في الاكتئاب النفسي عامة هو ضعف الشهية للطعام، والإصابة بالأرق، ولكن حوالي (10 -15%) من مرضى الاكتئاب يشتكون من زيادة الشهية للطعام والنوم، مع وجود خمول، أي أن الإنسان لا يحس بطاقات جيدة حين يستيقظ من النوم كما هو العادة، كثرة التبول أيضا من أكبر أسبابها القلق، وكذلك الخفقان، أما الآلام الخفيفة في الصدر في منطقة القلب فهي ناتجة من التوتر العضلي، وأنا أنصحك بالآتي:

أولاً: الحرص على ممارسة الرياضة، وهذا الأمر لابد من أهميته، فالرياضة تقوي النفوس قبل الأجسام، الرياضة تزيل كل الشوائب السلبية النفسية، وكذلك الجسدية، الرياضة تقوي التركيز والفكر وتشعر الإنسان بقيمة ومعنويات عالية جداً.

ثانياً: عليك أن تصرف انتباهك من هذه الأعراض، وذلك من خلال عدم الإكثار من التردد على الأطباء، وتغيير نمط الحياة والتركيز، على التواصل الاجتماعي وتطوير نفسك مهنياً، وهذه يا أخي علاجات سلوكية مهمة وضرورية جداً.

ثالثاً: العلاج الدوائي أعتقد أنه مطلوب في حالتك، والديسفلاتيل لا يفيد لوحده؛ لأنه في الأصل دواء لعلاج الألم وتخفيف الغازات، لكن إذا لم يزال السبب وهو القلق، فلا أعتقد أن الديسفلاتيل سوف يكون مفيداً لوحده، الزيروكسات عقار فاعل جداً وذو فائدة كبيرة، لكن لم يناسب، ويسبب لك الخمول، لذا أريد أن أقترح عليك الوصفة العلاجية الدوائية الآتية:

ابدأ بتناول عقار الدوجماتيل، والذي يعرف باسم سلبرايد، وهو دواء بسيط جداً مضاد للقلق، وليس من الاكتئاب، ولكنه بداية ممتازة للتخفيف من الأعراض النفسوجسدية، تناول الدوجماتيل بجرعة كبسولة صباحا ومساء لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها كبسولة واحدة كل ثمان ساعات لمدة شهرين، ثم اجعلها كبسولة صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم كسبولة واحدة في المساء لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بعد أن تبدأ في تناول الدوجماتيل سوف تلاحظ بعض التحسن خلال أسبوعين إلى ثلاثة؛ لذا أريد في الأسبوع الثاني تبدأ بإضافة عقار بروزاك، والذي يعرف باسم فلوكستين، وهو دواء مضاد للقلق والاكتئاب، ومعروف جداً، ويعرف عنه بصفة خاصة أنه يحسن الطاقات الجسدية، ويزيل الكسل، وكذلك الشعور بالخمول، جرعة البرزواك المطلوبة هي كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر بعدها تجعلها كبسولة يوم بعد يوم لمدة شهرين ثم تتوقف عن الدواء.

أرجع مرة أخرى وأقول أن مواصلة الرياضة مهمة جداً، وفي الختام أقول لك: من الجيد أن تقوم بإجراء فحوصات طبية عامة، وذلك لمرة واحدة، وللتأكد من مستوى الدم لديك ووظائف الكلى والكبد ونسبة السكر، وأيضا اطلب من المختبر أن يفحص لك مستوى هرمونات الغدة الدرقية، وهذا لمجرد الاطمئنان، وإن وجد أي شيء غير طبيعي فهذا يمكن علاجه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً