الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعرفت على شاب أحادثه بسبب سوء معاملة أمي لي، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم على هذا الموقع، وجهودكم فيه، وأسأل الله أن يديم عليكم نعمة العطاء.

أنا فتاة في 17 من عمري، طالبة في الثانوية العامة، يتيمة الأب لدي أخوان وأخت صغيرة، وأمي متزوجة برجل آخر، ويعيش في منزلنا.

لدي مشكلتان، وأريد منكم المساعدة.
هذه الفترة أمي لا تعاملني كبقية إخوتي، تقسو علي بشده لا تكلمني، ولا تناظرني حتى لو لم أكن مخطئة في شيء، وهي دائما في صف أختي التي هي أصغر مني بسنة، ودوما أنا الوقحة والمغرورة وقليلة الأدب، مع العلم أني لا أرفع صوتي عليها، ودائما أقوم بمساعدتها إذا تفرغت من الدراسة، ولكنها مع ذلك لم تعد تناديني باسمي بل تناديني بـ (هذه أو تلك).

وكلما أردت الاقتراب من الأسرة يدفعوني ولا يريدونني معهم، لذا أصبحت طوال الوقت في غرفتي بعيدا عنهم، وقد تمر بي ساعات وأيام دون مأكل أو مشرب، ولا أحد يهتم.

بينما أنا في عزلتي تعرفت على شاب من أحد المواقع، وتتطورت علاقتنا، وقد أحببنا بعضنا لدرجة جنونية، لم نخرج قط، ولم نلتق ولكن طوال الوقت نتحدث في الهاتف، أشكو له همومي، وهو يخفف عني، وبعض الأحاديث الأخرى، كنت متعلقة به كثيرا أصبح هو كل شيء في حياتي، وهو يريدني زوجته بعد أن يكمل دراسته، ويحصل على وظيفة، ولكن المشكلة أن خالي قد كشفني مرة، وأنا أحدثه وقد قام بالتحدث معي، وأخذ مني الهاتف، وأخبرني أنه إن علم أني أفعل هذا الشيء مرة أخرى لا أعلم ما الذي سوف يحصل.

ولكني أعود وأحادثه بالسر، لا أعلم ما الذي أفعله؟ ساعدوني، هل الخطأ مني أو من أهلي بسبب هذا الانحراف؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ ✽ м ι м حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن خطأ الأهل لا يبرر الخطأ الذي وقعت فيه والمخرج من كل ذلك في يدك، وأنت ولله الحمد عاقلة، والدليل على ذلك هو تواصلك مع الموقع، وطلبك للمساعدة ونحن سعداء بخدمتك وبخدمة شبابنا والفتيات فهم أمل الأمة بعد توفيق الله سبحانه.

فاجتهدي في معرفة أسباب ما يحدث بينك وبين الوالدة، والتمسي لها الأعذار، اسألي نفسك لماذا والدتي تعاملني بهذه الطريقة من دون أخوتي؟ ولماذا أفشل في فهم الوالدة وفي التواصل معها؟

وأرجو أن تعلمي أنك غالية عند أسرتك وحاولي الاقتراب من والدتك واجتهدي في برها، وقابلي إساءتها بالإحسان وقطيعتها بالوصال، وسوف تربحين بذلك الدنيا والآخرة وتجنبي الدخول في مشاكل مع أختك الصغرى حتى لا تغضب عليك الوالدة.

أما بالنسبة للشاب فإن الله سبحانه ينهاك عن تلك العلاقة قبل الخال والعم، فتوبي إلى الله واعلمي أن الله سبحانه يستر على الإنسان ويستره فإذا تمادى في العصيان فضحه وهتكه وخذله واستمعي إلى قول الله { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو عذاب إليم}.

وإذا كنت تحادثينه بالسر فإن الله سبحانه يعلم السر وأخفى – وأرجو أن تعلمي أن الحديث مع الشباب يعتبر انتحارا للفتاة، وقتل لعفافها وطهرها، ولن يتزوجك هذا الشاب لأنك ببساطة يمكن أن تكلمي غيره هكذا يفهم الشباب، واعلمي أن الشيطان الذي يجمع الشباب على مثل هذه الأمور هو نفس الشيطان عدونا كما قال الله تعالى: (الذي يأتي ليغرس الشكوك والظنون )، فتوقفي فوراً واطلبي من خالك أن يستر الأمر ويخفيه، ولن يفعل ذلك إلا إذا صدقت معه ومع نفسك ومع الله قبل ذلك.

أرجو أن تكون هذه الاستشارة والإجابة عليها إعلان توقفك التام عن محادثة هذا الشاب وغيره من الشباب.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وأرجو أن نسمع عنك الخير وتواصلي مع موقعك ونسأل الله أن يحفظك.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً