الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلي يعاندني كثيرا ويرفض اللعب مع الأولاد ..فما الحل؟

السؤال

لدي ولد عمره ثلاث سنوات، لا أعرف كيف أتعامل معه فهو عنيد يعاندني كثيرا، فمثلا لو قلت له: اجلس يرفض، وأنا أعلم أنه يريد الجلوس، وأيضا في النوم والأكل وغيرها، وهو لا يحب أن يلعب مع الأطفال، وإذا ذهبنا إلى بيت جده، ورأى أولاد أعمامه يرفض اللعب معهم، ويجلس بجانبي، وإذا لم يكن هناك أي طفل فهو يلعب مع جدته، وعماته، وإذا ذهبنا إلى الحديقة يختار الألعاب التي لا يكون أحدا يلعب بها.

والأسبوع الماضي سجلته في روضة أهلية، ومن أفضل الروضات عندنا في المنطقة، ولكنه رفض الجلوس بها نهائيا، وهو معتمد علي في كل شيء، ولا عرفت كيف أتصرف معه؟

علما أنه هو الابن الأول لدي، ولدي طفلة عمرها تسعه أشهر يحبها، ولا يضربها وهو مسالم معها.

أرجو منكم المساعدة وجزيتم خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ام البراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على السؤال.

اطمئني فإن كثيرا مما وصفت في سؤالك يعتبر أمرا طبيعيا من حيث التعلق بك لحدّ كبير وهو في السنة الثالثة من عمره، والتعلق بك وتجنب الآخرين، وحتى العناد ومحاولة عدم الاستجابة لطلباتك، فكل هذا مراحل هامة من مراحل نمو الأطفال، وكل واحدة من هذه الصفات أو السلوكيات تخدم شيئا على طريق تطور الطفل ونموّه.

فالتعلق بك والاعتماد عليك يهدف إلى إكساب الطفل الاطمئنان للعالم من حوله، وهذا التعلق والاعتماد يخفّ مع الوقت، وخاصة بعد دخوله في روضة الأطفال، ومع بعض الصبر سيبدأ باستكشاف العالم من حوله بعد أن تعلم من تعلقه بك أنك مصدر اطمئنان ودعم كبير له.

وكذلك العناد ومحاولة عدم تنفيذ ما تريدينه، فهو يتعلم كيف يكون له رأيه وموقفه، وهذا لا يعني أن يُترك الطفل ليفعل ما يشاء، وإنما أن نتفهم مبررات هذا السلوك، وأنه ليس السوء وإنما اكتشاف نفسه وقدراته في هذا العالم الكبير من حوله.

والمطلوب الآن أن تصرفي انتباهك عن الطفل كلما تصرف بهذه الطريقة السلبية، لأن توجيه الانتباه إليه وهو يتصرف بالطريقة السلبية هذه يعزز لديه هذا السلوك السلبي مما يدعو لاستمراره وتكراره، بينما صرف الانتباه عنه يقلل من احتمالات ظهور واستمرار هذا السلوك.

وعليك أيضا، وفي نفس الوقت والأهمية صرف الانتباه إليه وهو يحسن السلوك الإيجابي، مما يعزز عنده هذا السلوك الإيجابي الذي نريده، وبالتالي يجعله يستمر في هذا السلوك الحسن، وحاولي إغراقه بانتباهك ورعايتك وهو في هذه الحالة من السلوك الحسن المطلوب. ونتيجة كل هذا أن هذا الطفل لا يعد في حاجة لجذب انتباهك بالعناد ورفض الاستجابة لطلباتك وكل التصرفات السلبية.

وأنا أنصح عادة الآباء والأمهات الذين يقومون على تربية الأطفال الصغار، أن يأخذوا لنفسهم قسطا من الراحة، وممارسة الهوايات، كما قال الرسول الكريم "إن لنفسك عليك حقا"، ومن ثم يقاربوا أطفالهم وهم في حالة نشاط وهدوء وراحة، أفضل بكثير من أن يكونوا في حالة من العصبية والتوتر، مما يضطرهم لضرب الطفل، ومن ثم الندم، ومن شأن هذا الضرب وهذه العصبية أن يزيد في السلوك السلبي عند الطفل، مما يدخل الجميع في دائرة معيبة بين الوالدين والطفل.

ومما يفيد جدا الآباء والأمهات دراسة كتاب أو أكثر من كتب تربية الأطفال، وهناك عدد منها مفيد، مما يعطي هؤلاء الآباء والأمهات العديد من الأدوات التربوية ومن دون الاضطرار إلى ضرب الطفل.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً