الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخفقان والشعور بتوقف القلب؛ هل هو من الكهرباء الزائدة؟ وهل أوقف الرياضة؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

وأصلي وأسلم على خير البرية، رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

أنا شاب من الجزائر، أبلغ من العمر 21 سنة، وزني 75, وطولي 186، في يوم (02/11/2010م) شعرت بخفقان في القلب، والمتمثل في خوارج الانقباض، أي أحسست أن قلبي توقف لمدة ثانية, فذهبت لطبيب القلب, وعمل رسم قلب, وقال: إن قلبي سليم, وبعد 3 أشهر لم أشعر بأي تحسن، فعدت إلى نفس الطبيب, فعمل رسم قلب, وقال: إن لدي كهرباء زائدة (Faisceau de His), وأعطاني دواء اسمه (avlocardyl 40 mg), تناولت هذا الدواء لمدة شهر ثم توقفت؛ لأني لا أحب تناول الأدوية، وللتأكد من صحة كلام الطبيب ذهبت إلى طبيب آخر، فقال لي نفس كلام الطبيب الأول، وأعطاني نفس الدواء, ولم أتناوله.

بعد 15 يوما ذهبت لطبيب متواجد في منطقة أخرى, وعمل رسم القلب والإيكو، وقال لي: إن قلبي سليم، ولا أعاني من الكهرباء الزائدة، فارتحت نفسيا بعد كلام الطبيب الأخير، ولم يعد يأتيني خفقان، ومرت سنة وبعد انتهائي من لعب مباراة كرة قدم، أي بعد 15 دقيقة رجع لي الخفقان السابق، وهو خوارج الانقباض، واستمر هذا الخفقان مدة طويلة -3 ساعات- فلم أقلق من هذه الحالة، وتأقلمت معها؛ لكي لا أتأثر نفسيا, ويزداد الخفقان.

للعلم: الخفقان موجود معي إلى يومنا هذا, لكن بنسبة أقل في وقت الراحة، أي ما يعادل مرة كل يوم، وعندما أمارس الرياضة يزداد عندي الخفقان, علما أني لا أعاني من أمراض، وأثناء الخفقان لا أصاب بإغماء أو تعب، بل كل شيء طبيعي، ولا يوجد في تاريخ العائلة أحد مصاب بمرض القلب، وأيضا أحس بنبضات قلبي أثناء الركوع والسجود.

سؤالي: أي الأطباء أصدق؟ وهل الكهرباء الزائدة تسبب هذا النوع من الخفقان -أي خوارج الانقباض- أم أن الكهرباء الزائدة تسبب ضربات سريعة؟ وإذا عدنا إلى كلام الطبيب الذي قال لي: إن قلبي سليم، فلماذا يأتيني الخفقان خاصة بعد ممارسة الرياضة؟ وهل أوقف الرياضة أم أواصل؛ لأنني أحس بخفقان شديد بعد ممارستها؟

وفي الأخير: بماذا تنصحني يا دكتور؟ فقد تدهورت حالتي النفسية جراء هذا النوع من الخفقان.

والحمد لله على كل شيء.

والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن تعبير الكهرباء الزائدة في مثل حالتك ليس صحيحا أو دقيقا؛ لأنك تقول: إن الخفقان كان نتيجة خوارج الانقباض، فإن تأكد أن ما يسبب لك الشعور بهذه الضربات الزائدة بتخطيط القلب، وبجهاز الهولتر (تخطيط القلب ل24 ساعة) مجرد خوارج انقباض، فهذا ليس بالكهرباء الزائدة، وإنما هي زيادة في تهيج عضلة القلب بأمور متعددة، مثل زيادة المنبهات: من قهوة، وشاي، وقلة النوم، وكثرة السهر، وبعض الأدوية التي تزيد من نشاط الأعصاب الودية التي تتحكم بعدد ضربات القلب، ومنها أيضا زيادة نشاط الغدة الدرقية، ومنها أيضا الإجهاد، والتوتر النفسي، والخوف، ومنها: عند البدينين بسبب نقص الأكسجين في الليل.

فخوارج الانقباض عبارة عن: ضربات للقلب تحدث قبل وقتها، وهي موجودة عند 40% من الناس الذين يتم عمل هولتر لهم، ويمكن أن تحدث للناس السليمين, أو للناس الذين يعانون من أمراض في القلب.

أما لماذا تأتي بعد الرياضة؟ فالرياضة إجهاد للجسم، وهذا يتطلب من الجسم أن يزيد من كمية الإدرينالين التي يضخها؛ فلهذا يحصل مع الرياضة؛ لأن الإدرينالين يزيد من عدد ضربات القلب.

أنا لا أرى أن توقف الرياضة، وإنما تقلل من المنبهات في يوم الرياضة، كالقهوة، والشاي، وإن لزم فمن الممكن أن تأخذ (Inderal 40mg) حبة قبل الرياضة بساعات, وتراقب الوضع، ما يطمئن أن الإيكو سليم؛ فإن هذه الحالات من الخفقان إن كانت بسبب إصابة في عضلة القلب, أو الصمامات فعندها تكون هذه الحالات خطرة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً