الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من أعراض الصرع النسيان؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي تعاني من صرع فجائي منذ حوالي 5 أشهر فقط، يأتيها على شكل نوبات من الدوار، وعدم الاتزان، تستمر ثواني وتنتهي، وتوقعها أرضا في معظم الأحيان, وهي متزوجة، ولديها بنت، عمرها عام ونصف.

منذ فترة اكتشفنا أنها على علاقة برجل من دولة أجنبية، وتحادثه على النت كأنه زوجها تماما، وذلك بسبب المشكلات المتكررة بينها وبين زوجها، فهو لا يراعيها على الإطلاق، وكلما كانت تشتكي لنا كنا نقول لها حاولي أن تعيشي، وحاولي أن تتأقلمي مع عيوبه، ولكنها بعد إصابتها بالصرع بثلاثة أشهر اكتشفنا هذه العلاقة, علما بأنها لم تقابله سوى على الشات، وبعد المواجهة معها بكل أحاديثها التي تم تسجيلها بالقدر على الحاسب، بكت وتأسفت، وقالت إنها تعلم بخطئها، وأنها لا تريد أن تتحدث في هذا الموضوع مرة أخرى.

الحمد لله أن الأمر لم يصل لزوجها، وكان يظهر عليها الضغط النفسي بشدة، ولكن بعد هذا الموضوع بيوم واحد فوجئنا بها أنها لا تذكر أي شيء عن هذا الإيميل، وتنكر تماما أنها كانت تحادث شخصا آخر غير زوجها, علما بأنها غيرت إيميلها لإيميل آخر، وتقسم أنها لا تملك منذ سنوات سوى هذا الإيميل الحديث، ولا تذكر, حتى إن والدتنا واجهتها بخطئها، وأنها اعترفت مسبقا به، وتأسفت عليه، وغير هذا كله فذاكرتها طبيعية جدا، ولا تنسى أي شيء على الإطلاق سوى ما يلي:

حدث أنها كانت منتظرة لأبي في مكان ما، وذهب إليها وظل ينادي عليها، وهي تنظر إليه دون أي رد من أي نوع، وكأنها نائمة تماما، ثم ركبت معه السيارة عندما جذبها إلى السيارة، ونامت بها, وصحت من نومها عند الوصول إلى المنزل، وهي بحالة ممتازة، ونست تماما ما حدث في هذا الموقف، ولا تذكر أنها حتى ركبت السيارة مع أبي، ولا تذكر سوى أنها وقفت تنتظره ونزلت من السيارة عند المنزل، وهي تشتكي من آلام مبرحة في كامل جسدها، وصداع نصفي شديد.

علما بأنها تتناول 1500ملج من دواء (كيبرا) للصرع على ثلاث جرعات يوميا، فهل هذه الأعراض وهذا التناسي أعراض للهيستيريا, أم أنها أعراض جانبية للدواء، أم أن أختي تتصنع كل هذا لتهرب من لومنا لها على خطئها مع هذا الرجل الغريب، وخيانتها لزوجها ولنا جميعاً؟

أرجو الإجابة, وما هو العلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دنيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نشكر لك اهتمامك بأمر أختك، ونسأل الله تعالى لها الشفاء والعافية.

هذه السيدة تتناول عقار كِبرا، وهذا يعني أن مرض الصرع قد تأكد عندها؛ لأن الكِبرا لا يُعطى إلا بعد إجراء الفحوصات الطبية المطلوبة، وهي إجراء صورة للدماغ، وكذلك تخطيط للمخ، فمن هنا نستطيع أن نقول إنها تعاني من مرض الصرع، والصرع في حوالي أربعين إلى خمسين بالمائة، خاصة إذا كان ناشئًا من الفص الصدغي، تصحبه أعراض نفسية كثيرة، منها القلق, والتوتر, والنسيان, والتوهان، والتصرفات غير السليمة، والتي قد لا يدركها صاحبها, أو يكون مدركًا لها بصورة جزئية، أو أنه يُدركها, لكنه لا يقدر شناعتها وخطأها بحجمه الحقيقي.

الفاضلة أختك لاشك أن تواصلها مع هذا الرجل الأجنبي لهو أمر مرفوض تمامًا، وإشكالية كبيرة، وليس من السهولة أن نقول: إن كل أعراضها هي أعراض ليست مسئولة عنها، هذا ليس بالسهولة أن يُقال, خاصة أن أطباء الطب النفسي الشرعي العدلي يُركزون كثيرًا فيما يخص موضوع مدى مسئولية الشخص، وإدراكه لتصرفاته وأفعاله، وهل هو مسئول عنها أم لا؟ وهنالك معايير وضوابط كثيرة جدًّا تحكم هذا الموضوع، وكل حالة يجب أن تعامل على حدة، ولا يمكن أن نعمم ونقول: إن هذا مسئول، وهذا غير مسئول - وهكذا – ما دام لديه العلة المشار إليها.

لا أريد أن أدخلك في متاهات علمية قد تكون مملة, وغير مفيدة بالنسبة لك، لكن الذي أود أن أقوله هو أولاً: أن تراجع أختك طبيب الأعصاب الذي يقوم بعلاج الصرع، وذلك للتأكد من أنه لا يوجد لديها نشاط صرعي داخلي، بالرغم من تناولها للكِبرا، فربما تحتاج لأدوية أخرى.

مثل هذه التصرفات: النسيان، حتى وإن كان فيه جزء تصنعي، إلا أنه يمكن إزالته, ويمكن التحكم فيه تمامًا بإعطاء جرعات صغيرة من الأدوية المضادة للذهان مثلاً، واستعمال مثبتات المزاج أيضًا قد يكون مفيدًا في هذه الحالات.

يجب أن لا نظلم هذه الأخت، ونقول إنها متصنعة مائة بالمائة، كما أننا يجب أن لا نجافي الحقيقة، ونقول: إنها مريضة مائة بالمائة، ربما يكون هنالك شيء من هنا, وشيء من هناك، أي أن النشاط الصرعي قد لعب دورًا في تصرفاتها، وكذلك على مستوى الوعي, والشعور لديها, فهي تتحمل جزءً من تصرفاتها الخاطئة.

أرجو أن تقدموا لها المساندة اللازمة، وأرجو أن تتجاهلوا بعض تصرفاتها التي قد يكون فيها محاولة لجذب الانتباه، وأرجو أن لا تعامل كمعاقة, وأن تتحمل مسئولياتها الزوجية والأسرية والاجتماعية تمامًا، وإسداء النصح لها مهم، وأن نضمن لها الرفقة الطيبة، وكما ذكرت لك الذهاب بها إلى الطبيب، ومراجعة الحالة يعتبر أمرًا ضروريًا في حالتها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لها الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السودان مصطفى جعفر محمد أحمد

    اعاني من مرض التشنچات منذ كان عمري خمسه سنوات وهي الان مستقره وأنا عمري الان سبعه وعشرون

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً