الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كثرة التبول عند الكبار... الأسباب والعلاج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا امرأة متزوجة منذ ستة عشرة سنة, ولدي طفلان, أعاني منذ اثنتي عشرة سنة من كثرة التبول, علما أني ذهبت إلى الطبيب وأجريت الفحوصات, وقال لي: أنت تعانين من كثرة الرمل في المثانة.

أخذت العلاج وتحسنت فترة العلاج فقط, ثم عدت إلى ما كنت عليه, حتى أنني أتبول مرتين في كل ساعة, علما أن كليتيّ سليمتان حسب الفحوصات والسونار, وليس لدي سكر, ولا أي أمراض نسائية, ومنعني الطبيب من بعض الأطعمة (الطماطم، واللحم الأحمر، والأجبان ومشتقاتها) ولكن لا أستطيع الامتناع عنها, لإني أحب الطماطم جدا, ولقد أجريت زرعا, فقالوا لي: إن لديك جرثومة تفرز الرمل, وأعطوني علاجا (50 أبرة كرومايسين) على فترات مفترقة, وحبوب المثيبرين ولكن دون جدوى.

أرجوكم أفيدوني فأنا متعبة جدا جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فيبدو أن الحالة عندك هي حالة تسمى ( التهاب المثانة الخلالي), وهي حالة من التهاب غير نوعي, وغير معروفة السبب, يحدث في جدران المثانة فيجعلها حساسة جدا, وهي تحدث في النساء أكثر من الرجال، وفي العمر بين 30-40 سنة.

هذه الحالة تشخص عادة بعد استبعاد الأسباب الأخرى المحتملة والشائعة, مثل وجود حصى أو التهاب جرثومي أو أورام لا قدر الله.

لذلك يجب عمل تصوير تلفزيوني وتصوير ظليل للجهاز البولي, كما يجب عمل تنظير للمثانة, وإن كان كل شيء طبيعيا فيجب أخذ عينة أو خزعة من جدار المثانة, وذلك لتأكيد التشخيص.

يجب أن يتم دراسة لسعة المثانة, يتم عن طريقها معرفة ما هي كمية البول التي بوسع المثانة حبسها قبل بدء الشعور بالرغبة في التبول، وبما أن سبب هذه الحالة ما يزال غير معروف, فبالتالي العلاج أيضا غير نوعي, بل هو تجريبي وعرضي.

الدواء الوحيد المرخص للاستخدام لعلاج هذه الحالة عن طريق الفم هو دواء يسمى (ELIMRON) وهو يقوم بتغليف جوف المثانة بطبقة تحميه من التخريش, فتقلل حساسية المثانة, وتتحسن الأعراض في بعض الحالات -إن شاء الله-.

في الحالات الأخرى والتي يحدث فيها ألم شديد يمكن إعطاء المسكنات القوية, أو مضادات الهيستامين, أو حتى بعض أنواع مضادات الاكتئاب, حيث وجدت بعض الفائدة لتأثيرها على المثانة في هذه الحالة.

ويفيد كثيرا تدريب المثانة وإفراغها في أوقات محددة, والعمل على إطالة مدة حبس البول كل مرة, ولو لبضع دقائق, مما سيؤدي إلى زيادة سعة المثانة تدريجيا ويخفف من حساسيتها.

بعض الأطعمة تزيد في شدة الحالة, ولذلك ينصح باجتناب بعض الأطعمة التي تلاحظين بأن الحالة تزداد بعد تناولها.

ولمعرفة الطعام الذي من الممكن أن يهيج الحالة عندك , يمكنك في كل أسبوع اختيار نوع أو نوعين من قائمة الأطعمة التي سأذكرها لك, واستبعاده أي حذفه من طعامك, ثم مراقبة الأعراض, فإن تحسنت الأعراض عندك؛ فيجب عليك تفادي هذا النوع قدر الإمكان, وإن لم تتحسن الأعراض فيمكنك إعادته إلى طعامك, ثم العمل على استبعاد نوع آخر, وهكذا إلى أن تتوصلي إلى معرفة أكثر نوع يثير الحالة عندك، قائمة الأطعمة التي تزيد من شدة الحالة:
الأجبان الجافة، المحليات الصناعية، اللحوم المدخنة، المأكولات التي تحتوي على مادة- MSG الحمضيات والعصائر الحامضة، المكسرات، القهوة والشاي، الشكولاتة، الحبوب الناشفة مثل الفول والفاصوليا.

كما قلت لك هذه عبارة عن تجربة لمعرفة تأثير بعض الأطعمة.

إن نتائج العلاج أو الحمية تختلف من شخص لآخر, فالبعض يتحسن كثيرا بالحمية, والبعض الآخر قد يحتاج إلى الأدوية, وفي بعض الحالات قد لا يحدث تحسن لا قدر الله.

ونسأل الله عز وجل أن يمن عليك بالشفاء العاجل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق ام آية

    السلام عليكم..شكراً لهذه المعلومات القيمةوانشاءاللهنستفاد منها..ودمتم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً