الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ما أقوم به من تربية تجاه أبنائي طريقة صحيحة؟

السؤال

أطفالي في المدرسة والروضة، وأرسلهم أيام عطلهم الأسبوعية لمراكز تحفيظ القرآن الصباحية.

أحياناً أشعر بالضيق وتأنيب الضمير لأني أشغلهم أيام عطلهم وهم أطفال، وهذا يوم راحتهم، ولكن بنفس الوقت هو طريق العلم ليسهل لهم طريق الجنة.

وأتذكر قصة والدة أحد العلماء توقظ ابنها ذا الخمسة أعوام يومياً عند صلاة الفجر ليصلي في المسجد، فأقنع نفسي بأن ما أفعله ليس خطأ.

وأحببت استشارتكم بذلك، هل أكمل هذا الطريق الذي يحوي مشقة بالنسبة لأطفالي؟

مع العلم أني لا أنسى أوقات ترفيههم وملاعبتهم، وكذلك هم استفادوا كثيرا من حفظ القرآن وبعض الآداب العامة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ r.n حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن أم الإمام أحمد رحمه الله كانت توقظه ليس لصلاة الفجر بل قبلها في السحر لينال حظه في لحظات يقول فيها العظيم سبحانه هل من داع فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له، ثم إذا جاء الفجر أخذته في الظلام إلى المسجد، فإذا صلى رجعت به ثم طلبت منه أن يؤدي أذكار الصباح ريثما تعد له شيئا من الطعام، ثم تدفع به إلى مجالس العلماء، فكانت المحصلة والنتيجة إمام أهل السنة الذي حفظ الله به عقيدة الأمة.

ووجد من السلف من أمثال سفيان والنووي الذين جلسوا في حلق العلم وهم أبناء ثلاث سنوات، وهكذا تكون الرحمة الحقيقية بأبنائنا؛ لأن في السير على هذا الطريق وقاية لهم من الخسران والنيران بحول وفضل مالك الأكوان، وقد أسعدني حرصك على ملاعبتهم وإدخال السرور عليهم بشيء من الترفيه الذي ينبغي أن يكون، كما يعطي الطعام من الملح، وكم تمنينا أن يهتم من يقومون بأشرف عمل فيعلمون أبناء الأمة القرآن أن يجددوا نشاط طلابهم بشيء من الفكاهة واللعب دفعاً للملل وتنشيطاً للأذهان.

ونحن لا نملك إلا أن نقول أكملي الطريق مسددة موفقة، وأبشري بالخير الكثير وبالنجاح لأبنائك في مدارسهم وفي حياتهم، ومن الذي أقبل على الله ولم يجد الخير والسداد.

والحمد لله للأطفال طاقات كبيرة، وإذا لم يذهبوا للقرآن فلا تظني أنهم سوف ينامون ويرتاحون، وليتنا أدركنا أن الكبار والصغار إما أن يشغلوا بالخير والعلم، وإما أن ينصرفوا للخسارة وتضييع الأوقات، ومن لم يشغل نفسه بالحق شغلته نفسه بالباطل.

نسأل الله لك وللأبناء التوفيق والسداد، وصيتنا لكم جميعاً بتقوى الله في السر والعلن.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً