الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحب العمل ويمنعني منه الخجل وكراهية مخالطة الناس... فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا فتاة مسلمة ملتزمة، وانتهيت من الشهادة الثانوية، والآن أنا جالسة في البيت، منذ يومين ذهبت إلى مقر عمل أختي وأخي في معهد للتعليم، فأحببت العمل هناك، وشاورت الأهل فقالوا لي حسنا نرى.

مشكلتي أنني أحب أن أعمل، ولكن خجلي وعدم حبي لمخالطة الناس يؤلمني جدا، أشعر بأن صوتي يصبح خفيفا، ويكاد لا يسمع عندما أسلم على أشخاص أكانوا جددا أم لا، وأخاف كثيرا من الأسئلة المفاجئة فلا أستطيع أن أعطي ردا عليها مباشرة، ولكن مع ذلك الكل يقول لي سوف تعتادين أنت فقط خالطي الناس، وتعاملي معهم برزانة فأنت لديك القدرة الكافية على التلقين والتعليم لأنك هادئة، وتستمعين لغيرك.

مع العلم أني تعرضت في صغري للضرب المبرح الذي جعلني أكره الناس، وأخاف منهم، وأشعر باختناق إذا أحد منهم نقدني، وأنني على وشك البكاء.

أرجو منكم أن تجدوا لي حلا، فهذه المشكلة أخاف أن تبقى معي طوال العمر.

جزيتم خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عهودر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
رسالتك واضحة جداً، وأقول لك مشكلتك بسيطة جداً، فيجب أن لا تحملي هماً، كل الذي تعانين منه هي درجة بسيطة من القلق الذي نسميه الخوف الاجتماعي والرهاب الاجتماعي البسيط أو المبسط، الشعور بالاختناق نتاج أن التوتر النفسي القلقي يؤدي إلى انقباضات عضلية، وأكثر العضلات التي تتأثر هي عضلات الصدر.

ليس هنالك حقيقة ما يدفعك نحو البكاء فكما ذكر لك من يعرفونك جيداً أنك إنسانة مقتدرة وهذه الرهبة البسيطة التي تعانين منها سوف تنتهي تماماً، وأعتقد أن لديك درجة من الحياء وهذا مطلوب، والحياء فطرة من الإيمان.

الذي أنصح به هو أن تكوني أكثر انفتاحاً على مستوى الأسرة، ويجب أن تكون لك مساهمات إيجابية جداً في الأسرة، حذي المبادرات، ساعدي الوالدة، اهتمي بشؤون والدك، وكوني عضوا فعالاً داخل الأسرة، هذا يزيد من كفاءاتك النفسية والاجتماعية، وهذا يمكن أن يستفاد منه بأن تطلعي مع الأهل، وتزوري الأرحام، وتكون لك مشاركات إيجابية مثل الانخراط في الأنشطة الثقافية، وكوّني مجموعة لتحفيظ القرآن في البيوت، إذا لم يكن متوفرا دار لتحفيظ القرآن، فمن خلال هذه التفاعلات الإيجابية تستطيعين إن شاء الله تعالى أن تصلي إلى درجة من الطمأنينة التي تجعلك تواجهين الآخرين.

هنالك تمارين تسميها تمارين الاسترخاء تدربي عليها فهي ذات فائدة كبيرة جداً ويمكنك أن تتصفحي أحد مواقع الإنترنت التي توضح كيفية ممارسة هذه التمارين.

أخيراً أعتقد أن تناولك لدواء بسيط يخرجك من هذه المشاعر القلقية سيكون إن شاء الله أمرا جيداً، وإن كنت لا أحتم على الدواء لأن حالتك خفيفة، لكن إذا تناولت الدواء إن شاء الله يعتبر إضافة إيجابية جداً، والدواء يعرف باسم زيروكسات والجرعة المطلوبة في حالتك هي نصف حبة فقط أي 10 مليجرام يومياً لمدة شهرين، ثم اجعليها نصف حبة يوما بعد يوم، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذه الجرعة نصف حبة حقيقة لا تساوي شيئا بالنسبة لما يتناوله بعض الناس حسب ما تتطلب حالتهم؛ حيث أن بعض حالات المخاوف والوساوس تتطلب أربع حبات في اليوم أي 80 مليجراما في اليوم، لكنك لست في حاجة لهذه الجرعة، وأرجو أن تتذكري الإيجابيات الجميلة في حياتك، فالحمد لله أنت شابة مسلمة صغيرة في السن، إن شاء الله أمامك الكثير من الخير الذي سوف يأتي.

ولمزيد الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات التالية حول وسائل زيادة الثقة بالنفس سلوكيا: ( 265851 - 259418 - 269678 - 254892 ).

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وحالتك ليست مزعجة أبداً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً