الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يعاني من مشاكل تمنع الإنجاب ويخفي الأمر عني، فهل له الحق؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أنا متزوجة منذ سنتين ولم أرزق بالذرية إلى الآن ولله الحمد، زوجي يعاني من مشاكل تمنع الإنجاب وليست المشكلة هنا، المشكلة هي أنه لا يريد العلاج يقول هذا مكتوب ومقدر، وبعد فترة قال لي أنا ذهبت وتعالجت وإذا قلت له أين التحاليل أو أي مستشفى ذهبت؟ لا يرد علي إلا بأن هذا الموضوع خاص به وليس لي دخل بما يفعل.

سؤالي: هل من حق الزوج في الإسلام إخفاء تلك الأمور على زوجته وخاصة التي تتعلق بحالته الصحية في الإنجاب؟ وهل يحق لي سؤاله عن علاجه وحالته؟ وكيف أتعامل معه؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبًا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يقرأ أعينكما بالذرية الصالحة.

لا شك أيتها الكريمة أن من مقاصد الزواج الكبيرة تحصيل الولد، وهذا حق للزوجين، ولكن ليس من حق الزوجة الاطلاع على خفايا حالة الزوج الصحية، فربما كان ثم شيء يسوؤه الجهر به، فلا داعي أبدًا للتفتيش والتنقيب في هذه القضايا، ثم العلم بها أيضًا ليس هو حل للمشكلة، ولا فيه إنهاء لها، فنصيحتنا لك أيتها الكريمة أن تعدلي عن هذا الأسلوب إلى أسلوب آخر تتحقق من ورائه بإذن الله تعالى المصلحة المرجوة كمحاولة إقناع الزوج بضرورة التداوي وأهمية التداوي، وكذلك تذكيره بنعمة الولد وآثار هذه النعمة على الإنسان في دنياه وفي آخرته، وأن يبين له ويذكر بأن الولد معين على مصاعب الدنيا، وأن الإنسان إذا كبرت سنه ووهنت قوته كان أحوج إلى من يقوم برعايته والقيام بشؤونه، ولا يفعل أحد كذلك مثل الولد، كما أن الإنسان أيضًا ينقطع عمله – كما جاء في الحديث – إلا إن كان له شيء من خصال ثلاث ومنها الولد الصالح الذي يدعو له بعد موته.

وبهذا النوع من الطرح على الزوج والتكثير منه وإسماعه بعض المحاضرات المسجلة وهي كثيرة ولله الحمد في نعمة الولد، وأن الأنبياء عليهم السلام دعوا الله تعالى مع كبر سنهم وعقم نسائهم أن يرزقهم الله تعالى الولد كما فعل إبراهيم عليه السلام، وكما فعل زكريا عليه السلام، فكانوا يحرصون على تحصيل الولد.

هذا النوع من التذكير للزوج نظن أيتها الكريمة أن فيه إن شاء الله ما يحقق المقصود، ويدفع الزوج بقناعة إلى التداوي والبحث عن أسباب التخلص من هذا المانع، مع التنبيه أيتها الكريمة إلى أنه لا بد من الصبر على الزوج وأنه لا يزال الوقت بالنسبة لك في سعة وأنه لم يمض عليك زمن طويل، فلا داعي لتناول الأمر بكثير من العصبية، وخير ما ندلك عليه اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بصدق واضطرار، وسؤاله سبحانه وتعالى أن يرزقكم الذرية الطيبة، فإنه سبحانه وتعالى على كل شيء قدير، وقد قصّ علينا في كتابه ما فعله بأوليائه وأنبيائه، فإنه رزق إبراهيم الولد على كبر سنه بالدعوات التي كان يدعوه بها، وكذلك رزق نبيه زكريا عليه السلام الولد أيضًا بالدعاء، فينبغي اللجوء إلى الله جل شأنه والإكثار من دعائه، والإكثار من الاستغفار، مع الأخذ بالأسباب المادية من التداوي، وإحسان الظن بالله، فإن الله عز وجل يقول في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي).

وعليك بدعاء نبي الله زكريا: {رب لا تذرني فردًا وأنت خير الوارثين} وأيضًا دعائه: {رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء} وأيضًا دعاء نبي الله إبراهيم عليه السلام: {رب هب لي من الصالحين}.

نسأل الله تعالى أن يرزقكما الولد الصالح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً