الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلتي أن هدوئي الزائد يجعلني أتنازل عن حقي، فما هو الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة وبركاته.

أنا فتاة أبلغ من العمر (23) عاماً، يغلب علي طابع الهدوء جداً، وبالرغم من هذا فأنا اجتماعية, لكن المشكلة بأن هدوئي الزائد يجعلني أتنازل عن حقي لإرضاء من حولي، دون أن أبالي بنفسي، أو أن أحسب تبعات الأمر علي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ شهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بداية شكراً لك على السؤال، وعلى ثقتك بموقعنا.

من الجميل أنك جمعت بين الهدوء وبين كونك اجتماعية، ولكن كما يبدو من سؤالك أنك لا ترتاحين لكون هدوئك ربما زاد عن الحدّ الذي تريدينه، وبحيث تتنازلين أحياناً عن حق لك لإرضاء الآخرين، ومن دون أن تراعي نفسك وحاجاتها، وما ذكرت ليس بالأمر النادر أو القليل، وإن كان الكثيرون ممن لديهم مثل هذا، قد يصل بهم الأمر فلا يجدون الجرأة الكافية لطرح السؤال كما طرحته أنت.

لا شك أن لطبيعتك هذه علاقة وثيقة بنشأتك وطريقة تربيتك وتجاربك الحياتية، ومن الطبيعي أن تكون هذه الصفة موجودة عندك منذ مدة من الزمن، وبالتالي قد تحتاجين لبعض الزمن حتى تتغيّر.

مما يفيد أن تحاولي وبالتدريج الاستفادة والتركيز على الجانب القوي لديك، وهو كونك اجتماعية، بدل التركيز على جانب الهدوء، كونك اجتماعية، فكيف يمكنك زيادة التأكيد أكثر في هذا الجانب؟ يمكن مثلاً محاولة اللقاء بعدد أكبر من الناس في المجتمع، أو أن تتحدثي أكثر من السابق بوجود الآخرين وفتح مواضيع متعددة، وتعبري عن رأيك بشكل أوضح من السابق، ورويداً رويداً ستشعرين بأن ثقتك بنفسك أكبر مما كنت تعتقدين، وبأنك قادرة على التعبير عن رأيك وتحديد موقفك من الأمور، ومن ثم تجدين نفسك أقدر على الدفاع عن حق لك، ولا تتنازلين عن حق من هذه الحقوق، طالما أنك تعتقدين بأنك على حق في هذا.

كما يفيد أن نستحضر هنا قوله صلى الله عليه وسلم: (وإن لنفسك عليك حقّاً) ويمكن أن يُفهم من هذا الحديث الشريف أن لا يهمل الإنسان ذاته، وإنما يقدم لها الرعاية كما يقدم هذه الرعاية للآخرين، وأنا أؤكد عادة في العلاج النفسي أن يُكرم الإنسان نفسه كما يُكرم الآخرين، وهذا ليس طبعاً من باب الأنانية أو الغرور، وإنما من باب تقدير النفس وتقدير الذات، فنحن كلنا قد كرمنا الله تعالى حين قال: {ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً} وهذا ينطبق على الآخرين كما أنه ينطبق علينا.

ولابد أن هذا التحول سيأخذ بعض الوقت، ولابد فيه من مجاهدة النفس {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين}.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية aatt

    اي متلي تماام

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً