الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بلهيب في وجهي وأذني ورأسي أصبح ثقيلا، فما هو السبب؟

السؤال

بدأت حالتي فجأة وبعد تعب جسدي نتيجة سفرنا للعمرة، شعرت بلهيب في وجهي، وأذناي احمرتا، ورأسي ثقل كثيرا، وكأن ضغطي ارتفع، مع أني أعاني من هبوط ضغط عند الجوع أو التعب، تناولت حبة بانادول دون فائدة، وفجأة زاد الأمر وكأن الدنيا تلف بي، ثم أكاد أختنق وكأن الأوكسجين انقطع، وذهبت إلى الطوارىء طبعا وما كاد أحدا يفهم ما بي من تخطيط من تصوير من تحاليل، وأنا أصرخ أنا أختنق حتى أعطوني إبرة فاليوم بالوريد فهدأت قليلا وليس كثيرا.

بدأت رحلتي المرضية من دوخة مستمرة، ورأس فارغ، وحاجة ملحة للسكريات، وزاد وزني في نصف شهر 5 كيلو، ورجفة فجائية بكل جسمي، مع نفضات برجلي، وفجأة خفقان القلب، وطبعا ضغطي في هذه الفترات يكون متفاوتا أقل شيء درجتين بين العالي والمنخفض، وكل شيء عندي سليم وطبيعي، فما سبب هذه الحالة الفجائية؟ وكيف أتقي منها مرة ثانية؟

أرجوكم لما أتذكر حالتي أخاف من عودتها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غادة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

لا بد وأن ما حصل معك هو نوع من الخوف والتوتر أو من الهلع نتيجة الإجهاد وما حصل بعد ذلك، ثم تبع ذلك حالة تسمى فرط التهوية hyperventilation وهو زيادة عدد مرات التنفس لسبب من الأسباب التالية:
- الخوف.
- الغضب.
- الألم.
- الاكتئاب.
- الانفعالات العاطفية والإثارة.

أما عن الأعراض فتكون بزيادة عدد مرات التنفس، حيث يُلاحظ على المريض التنفس السريع، وغالباً ما يرافق ذلك ضيق النفس، ويشكو مرضى فرط التنفس من "ضيق النفس" وبخاصة في حالات الراحة، بينما تقل الشكوى في حالات بذل الجهد، ويحصل كذلك هيجان عصبيٌ.

تدوم الحالة أحيانا لمدة نصف ساعة أو أكثر حتى يتم التعرف عليها وعلاجها، وبسبب نزول نسبة الكالسيوم في الدم فقد يحصل اختلال مسير السيال العصبي عند تغيّر حموضة الدَّم، وأول ما تظهر هذه التغيرات في نهاية الأطراف مثل أصابع الأيدي، وطرف الأنف والشفاه، حيث يشكو المرضى من فقدان الإحساس في الأصابع، أو من "تنمّل" في نهاية الأطراف، وفي الحالات الشديدة قد يحصل تشنج في أصابع اليد، وبخاصة تكزز الأيدي عند استمرار فرط التنفس، وقد يظهر ذلك كتشنج لأصابع اليد، وفي بعض الحالات يصاب المريض بدوار أو إغماء مؤقت.

يكون العلاج إما بإعطاء المهدئات أو أن يطلب من المريض أن يتنفس داخل كيس ورقي؛ لأن سبب الدوخة هي نقص نسبة ثاني أكسيد الكربون في الدم بسبب تسارع التنفس، وهذا يؤدي إلى تضيق في شرايين الدماغ؛ مما يسبب الدوخة،
وينصح المريض في هذه الحالة أن يحاول أن يضبط تنفسه إن حصلت مثل هذه الحالة بأن يتنفس ببطء وبعمق أو أن يتنفس داخل كيس لعدة دقائق بمراقبة أحد أفراد العائلة.

في بعض الحالات يحصل نوع من الهياج عند المريض، وفي هذه الحالة يتم إعطاؤه مهدئا بالوريد، ولابد وأن هذا ما حصل معك في قسم الطوارئ.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً