الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

منذ ثمان سنين وأنا أعاني من آلام الرقبة، فما علاجها؟

السؤال

أنا فتاة عمري (35) غير متزوجة، أعاني منذ (8) سنوات من آلام بالرقبة بشكل شبه يومي، أحياناً تكون بالجهة اليمنى وأحياناً تكون بالجهة اليسرى، واحياناً في كلا الجهتين، لكن غالباً الجهة اليسرى، وتتسبب لي بصداع، حيث لا أستطيع الالتفاف جهة اليمين من ألم رقبتي، وحتى إذا لم يوجد ألم لا أقدر أن أطيل الالتفات جهة اليمين، وأشعر بشد في عيني، بحيث لا أستطيع القراءة ولا مشاهدة التلفاز، مع العلم أني لا أستخدم نظارة طبية، وكنت أستخدمها وعمري (13) سنة، استخدمتها شهراً وتركتها.

أرجو إفادتي بسؤالي، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عاشقة الجنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمعظم آلام الرقبة يكون سببها شداً عضلياً، والسبب عموماً في آلام الرقبة تنتج عن الإجهاد المستمر للرقبة، والجلوس الخاطئ المستمر لساعات طويلة على المكتب أو الكمبيوتر أو قيادة السيارة.

وقد يكون ألم الرقبة ناتجاً عن خشونة الفقرات العنقية، وتحدث الخشونة كنتيجة طبيعية مع التقدم في السن ما بعد الخمسين، وحمل الأشياء الثقيلة، وفي بعض الأحيان يكون السبب هو انزلاقاً غضروفياً مسبباً انضغاط الجذور العصبية، وفي هذه الحالة يكون هناك ألم منتشر من الرقبة إلى الذراع، وأحياناً إلى اليد مع تنميل وخدر.

ومن ناحية أخرى فإن آلام الرقبة قد تكون نتيجة التوتر المستمر، وكذلك العادات الخاطئة كالنوم على البطن، أو النوم على وسادة لا تحافظ على الانحناء الطبيعي للرقبة في وضع جيد، أو النوم على مجموعة من الوسائد العالية، وتؤدي كل هذه الأخطاء إلى جعل الرقبة في وضع غير متزن، فتضطر عضلات الرقبة للعمل أثناء الليل لتثبيت ومنع عدم اتزان فقراته.

وفي كثير من الأحيان يزداد الألم والتيبس في الصباح؛ وذلك لأنه أثناء الليل يزيد المحتوى المائي للغضاريف نتيجة امتصاصها للسوائل من حولها، مع ضعف الجاذبية الأرضية في وضع النوم، مما قد يؤدي إلى الإحساس ببعض التيبس في الصباح، وبالإضافة إلى أن المريض يشعر بألم الرقبة وتيبس وتصلب بعضلاتها، وتزيد هذه الأعراض مع العمل الطويل في وضع الجلوس أو الوقوف، وقد يسمع المريض صوت احتكاك أو طرقعة مع حركة الرقبة، وقد يشعر أيضاً بالصداع والدوار، وأحياناً يحس المريض بألم حول العينين مع صعوبة حركة الرقبة بسبب تشنج العضلات.

لذا يجب أولاً عمل صورة بسيطة للرقبة للتأكد من عدم وجود أي تغيرات في الفقرات أو بين الفقرات، وفي حال وجود أعراض انضغاط جذور العصب فقد تحتاجين إلى إجراء صورة بالطنين المغناطيسي.

- تجنبي الاستمرار في وضع الجلوس لفترة طويلة، خصوصاً الجلوس الذي تكونين فيه مضطرة لتثبيت وضع الرقبة في اتجاه واحد، مثل القراءة أو الكتابة أو مشاهدة التلفزيون، وإذا كان ذلك ضرورياً فغيري الوضعية كل 15 دقيقة على الأقل، وقومي بعمل بعض التمرينات الخفيفة.

- حافظي على وضع رأسك مستقيماً أثناء الجلوس، ويجب أن يكون طول المكتب أو المنضدة التي تعملين عليها مناسباً بحيث تمنع انحناء رقبتك عليها، ويجب أن يكون المكتب قريباً منك.

- يمكن وضع قاعدة خشبية مائلة صغيرة على المكتب لتساعد على القراءة أو الكتابة بدون انحناء الرقبة، بحيث يكون ما تكتبينه أو تقرئينه في مستوى النظر.

- الوضع الأمثل للعمل على الكمبيوتر يكون بوضع الشاشة بحيث يكون مركزها في مستوى أنف الشخص الجالس أمامها، وتوضع لوحة المفاتيح بحيث تكون الأكتاف في وضع معتدل وغير مرفوعتين لأعلى ، ويكون الكوع مثنياً بدرجة 90 (أي قائماً) ويكون المعصم مسترخياً في وضع 30 درجة.

- تحنبي وضع سماعة الهاتف أو المحمول بين الكتف والرأس؛ لأن ذلك يؤدي إلى تحميل زائد على فقرات وأنسجة الرقبة.

- الوضع الطبيعي للرأس هو أن يكون على استقامة واحدة مع العمود الفقري، بمعنى أنه عند النظر للشخص من الجانب تكون الأذن على خط واحد مع الكتف، فكلما زاد تحرك الرقبة إلى الأمام من هذا الوضع زادت الضغوط على فقرات وعضلات الرقبة، فكل حركة للرأس للأمام بمقدار (2.5 سم) معناه زيادة الضغوط على فقرات الرقبة السفلى بمقدار وزن الرأس، وهكذا ... لذا يجب المحافظة على الرأس في وضع مستقيم دائماً.

- تجنبي تعريض الرقبة لتيارات الهواء، وحاولي تجنب التغيرات المفاجئة للجو كالانتقال من جو ساخن إلى التكييف البارد.

- يمكن استخدام وسادة تحت الذراعين بحيث يستند الذراعان عليها من الإبطين إلى الكوعين أثناء القراءة، لضمان وضع الكتاب في مستوى النظر بدون انحناء الرقبة، ولتقليل التحميل الزائد على فقرات وأنسجة الرقبة وعلى الأكتاف، حيث ستحمل الوسادة عنك وزن الذراعين والكتاب، ويمكن استخدام هذه الطريقة أثناء عمل التريكو أو الحياكة.

- تجنبي القراءة أو مشاهدة التلفاز وأنت مستلقية على السرير، حيث تكون رقبتك في أغلب الأوضاع في وضع سيء.

- في حالات الألم الزائدة يمكن وضع قربة المياه الساخنة وتحتها فوطة خفيفة على عضلات الرقبة والأكتاف لمدة 20 دقيقة، أو تعريض عضلات الرقبة والأكتاف لتيار المياه الساخنة من الدش، ولكن تجنبي التعرض للتيارات الهوائية بعد ذلك مباشرة.

- حاولي النوم مع الاحتفاظ برأسك ورقبتك في وضع مستقيم، بحيث لا تكون الوسائد عالية جداً أو منخفضة جداً، سواء كان ذلك وأنت نائمة على جانبك أو على ظهرك.

أما بالنسبة للرؤية فيجب مراجعة طبيب العيون لفحص قدرة البصر وإن كنت بحاجة لنظارات، فهذا قد يخفف بعض الألم.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً