السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عانيت من الوسواس القهري، وقد كان يأتيني كل مرة بأسئلة جديدة يريدني بها أن أشك في ديني، لكن الحمد لله عافاني الله منه، ولم يبق بالحدة التي كان عليها والحمد لله.
في الفترة الأخيرة قرأت حول الأحاديث النبوية الشريفة، فاطلعت على عدة أحاديث ظاهرها التعارض، أنا أؤمن أن لا تعارض بين أقوال النبي صلى الله عليه وسلم، لكن تأتيني هواجس: لماذا قال النبي عليه الصلاة والسلام كذا وقال كذا (مثلا أحاديث المتكلمين في المهد).
أحاول البحث لأتعلم، لكن دائما يأتيني بأسئلة جديدة، وأنا أقول في نفسي: حتى لو ظهر أن هناك أحاديث متعارضة فأنا أومن أننا نحن لم نفهمها جيدا وأنه يستحيل أن يكون تعارض في أقوال المصطفى صلى الله عليه وسلم.
هذه الحال مستمرة، ويأتيني بهذه الأسئلة خصوصا عندما أريد النطق بالشهادتين في الأذان مثلا – أحيانا أقوم برفع الأذان في مكان العمل – أو عندما أتوضأ وأريد أن آتي بالذكر بعد الوضوء.
أنا دائما أدافعه، لكن – وأظن هنا السؤال – أحيانا يتوقف تفكيري في وسط الهواجس، ويخيل إلي وكأني سأقتنع بذلك لكن أعود فأدفع وأدافع، أنا لا أفعل وأقسم إنني لا أشك في نبوة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، فيأتني بعد ذلك يقول لي: قد شككت وعليك الدخول في الإسلام من جديد.
مثلا جاءني هاجس يقول: " لو أن الناس لم يصدقوا النبي (صلى الله عليه وسلم) هل كنت تصدقه وتشهد أنه رسول الله؟ " قلت في نفسي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، لكن بعد ذلك أقول في نفسي: قبل أن أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ولو للحظة واحدة، ربما قلت لو أن الناس لم يصدقوا النبي (صلى الله عليه وسلم)، والعياذ بالله، حتى أنا لم أستغفر الله العظيم، ومرة أخرى أنا أدعو الله أن يخلصني من هذا الوسواس أكرر: " اللهم إن لم تنقذني لأكونن من الخاسرين " لكني أحسست في مرة أنني قلتها وأنا ضجر -والعياذ بالله- لكني استعذت بالله من الشيطان الرجيم في لحظتها، ورغم ذلك خشيت أن أكون قد خرجت عن الإسلام بفعلي ذلك، فنطقت الشهادتين بنية الدخول في الإسلام، وأنا أقول " بالنسبة لغسل المرتد: أنا آخذ برأي من يقول بالاستحباب فلن أغتسل، وبالنسبة للزواج زواجي صحيح لأني آخذ برأي ابن تيمية رحمه الله الذي يقول أن الميثاق لا زال منعقدا" ورغم ذلك لم يتركني الوسواس فقمت وبعد أن جامعت زوجتي، وأنا على الحال التي ذكرت، وبعدها - أي بعد الجماع أكرمكم الله - وقبل أن أغتسل قمت بالنطق بالشهادتين واغتسلت بنية الإسلام ورفع الجنابة، وبعدها صليت.. فهل وقعت في الكفر؟ وهل ما فعلته صواب؟