الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موظفة ولا أستطيع ترك أولادي عند مربية، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم,,,

أعاني من ضغط وقلق نفسي لأن لدي ثلاثة أطفال وأنا موظفة, وأنا الآن في إجازة الأمومة, ولكن القلق الذي أعيشه هو بسبب ما بعد الإجازة، فعند دوامي -إن شاء الله- عليّ أن أضع أطفالي عند مربية تأتيني للمنزل وتبقى عندهم لأن زوجي موظف أيضا, ولا يستطيع أخذهم لبيت المربية لأنه سيسبب له تأخيرا عن دوامه, وأنا موعد دوامي قبله, وأنا بصراحة لا أرتاح لوجود أطفالي مع أشخاص غرباء ولكنني في نفس الوقت لا أستطيع ترك العمل كونه أحد مواردنا الشهرية إضافة لراتب زوجي, ووالدتي امرأة كبيرة في السن, ومريضة, ولا تستطيع مساعدتي بشيء, وليس لدي شخص من المقربين يمكن أن أعتمد عليه في هذا الموضوع، لذا أنا دائمة القلق والحيرة والخوف ولا أعلم الحل المناسب لأطفالي! أنا بصراحة ألوم نفسي بسبب عملي لأنني أضع تربيتهم والاهتمام بهم في الدرجة الأولى قبل كل شيء حتى نفسي لكني في نفس الوقت وكما أسلفت لا يمكنني ترك العمل كونه دخلنا الشهري.

أرجو نصيحتكم .

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ام علي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبًا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب.

نحن نشكر لك استشعارك المسئولية العظيمة لتربية الأبناء, وهي مسئولية عظيمة حقًّا.

مما لا شك فيه أيتها الكريمة أن الأبناء إذا تربوا تربية حسنة وصل عائد خيرهم على الوالدين في الدنيا والآخرة، ومن ثم فإن أكبر مشروع وأهمه ينبغي للإنسان العاقل أن يعتني به في الحياة الدنيا هو الاعتناء بتربية أبنائه تربية صحيحة سليمة، وتنشئتهم تنشئة ملتزمة بتعاليم الله تعالى، وإذا نجح في هذا فقد حاز الخير كله، فإن الإنسان يبقى ذكره وحسناته ما بقي أبناؤه من بعده، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث) ومن هؤلاء (ولد صالح يدعو له).

ومن ثم فينبغي أن تسترخصي كل غالٍ أيتها الكريمة في سبيل الاعتناء بأبنائك وحسن تربيتهم وأداء هذه المسئولية العظيمة في حقهم، فإذا كان دخلكم الشهري الذي يحصله الزوج يكفيكم ولو مع تقليل في الكماليات فإن من الخير لك ولأبنائك ولزوجك أن تبقي في البيت لتقومي برعاية الأبناء والإحسان في تربيتهم، وسيخلف الله عز وجل عليكم ما ترجون، فإن هذا من جملة الإنفاق في سبيل الله، فإن أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على أهله، كما أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، فكل ما تبذلونه في سبيل إحسان التربية للأبناء وتنشئتهم التنشئة الصحيحة فإن الله عز وجل سيخلفه عليكم ويعوضكم خيرًا منه.

أما إذا كان الدخل الشهري للزوج لا يكفيكم وكنتم بحاجة إلى أن تعملي أنت وتخرجي للعمل وكان العمل ملائمًا لك فلا حرج إن شاء الله في أن تتتركي الأبناء هذه المدة - مدة العمل - لدى مربية، ونوصيك بأن تحسني اختيار المربية، فاختاري امرأة ذات دين تؤمن على تربيتهم وأن لا تغلط عليهم في عقيدتهم، وأن لا تسيء في تربيتهم الدينية، فإنهم أمانة والله عز وجل سائلكم عنهم، فأحسني اختيار المربية ولو كانت بكلفة أكثر من غيرها، فإذا أحسنت هذا الاختيار فإنك بإذن الله تعالى بعد عودتك من العمل ستكملين ما نقص وستحاولين سد الخلل الذي حصل بسبب خروجك، وهكذا إلى أن ييسر لله لكم عز وجل أموركم ويكفيكم بحلاله، ثم بعد ذلك تتفرغين لتربية أبنائك.

نسأل الله تعالى أن ييسر لك أمورك كلها.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً