الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من القلق والاكتئاب والتعب والإجهاد، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فقد سبق وأن طرحت مشكلتي، وهي القلق والاكتئاب، والتعب والإجهاد، وعدم الرغبة في عمل أي شيء، وقد استخدمت عدة أدوية، منها (سيتالوبرام) ولم ألتزم بالعلاج، وأوقفته قبل موعده، فانتكست، ثم وصف لي الدكتور محمد عبد العليم جزاه الله خيرا اللسترال، واستمريت عليه، ولكن لم أتقدم كثيرا، ثم انتقلت إلى (السيبرالكس) وبدأت بـ10مج، وما زلت مستمراً عليه.

أرجو من الدكتور محمد جزاه الله خيراً أن يصف لي المدة والجرعة المناسبة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أود أولاً أن أوضح لك أن الاكتئاب والخوف والقلق يمكن علاجهم..هذا مبدأ لا بد أن ترسخه في تفكيرك.

ثانياً: في بدايات الشباب -وهو عمر الطاقات النفسية والجسدية والتي يجب أن يستفاد منها- لا بد أن تكون لديك العزيمة والتصميم والإقدام، فهذا مهم جداً، وأسوأ شيء يحدث للإنسان مع نوبات الاكتئاب هو الفكر السلبي، وإذا سيطر الفكر السلبي على الإنسان يجعله حقيقة لا يقدم كثيراً في العلاج، مهما كان ذلك العلاج، والإنسان الذي يتذكر إيجابياته ويسعى لتغير ذاته، والإنسان الذي يكون متفائلاً ويدير وقته بصورة صحيحة، ويكون مفيدا لنفسه ولغيره لا بد أن يهزم هذا الاكتئاب.

كان عندي أحد الأخوة الأعزاء من الذين يترددون علي في العيادة، وكان يعاني من اكتئاب شديد، وكنا نتناقش حول الاكتئاب وتناول بعض الأدوية، وأخيراً وصل إلى قناعة، وقال لي: لقد صممت أن أقول لنفسي أن حمضي النووي ليس فيه أي مكان للاكتئاب! هذا كلام عظيم، وهذا الرجل بإصراره وعظيم عزمه قرر أن تكون هنالك خصومة قاطعة بينه وبين الاكتئاب، فلا مجال للاكتئاب في جيناته أو مكوناته الجسدية أو النفسية، وهذه عزيمة حقيقية.

أخي الكريم مثل هذا النوع من التفكير التفاؤلي فيه خير كثير جداً للإنسان.

الرياضة نحن نوصي الناس بممارستها؛ لأنها أثبتت أهميتها وجدارتها وفائدتها في علاج الكثير من الحالات النفسية، خاصة الاكتئاب، وإزالة الاجهاد الجسدي والنفسي، فاجعل لنفسك نصيباً في ذلك.

حرصت أن أتحدث في هذه الأمور قبل أن أذكر شيئا من الدواء؛ لأن الناس في كثير من الأحيان تعتمد على الأدوية أكثر مما يجب، نعم الأدوية تفيد، لكن إذا لم تصطحب بالآليات العلاجية الأخرى لا أعتقد أن الإنسان سوف يجني الفائدة المرجوة.

أخي الكريم: الأمر هو سلة فواكه، لا يمكن للإنسان أن يأخذ ويشتري منها جزءاً ويرفض الباقي، إنما يجب أن يشتريها الإنسان كاملة، فأرجو أن تأخذ الرزمة العلاجية الكاملة.

بالنسبة لدواء السبرالكس، بفضل الله تعالى من الأدوية الممتازة والفاعلة جداً، وأنت الآن تتناول هذا الدواء بجرعة (10) مليجرام، وهو دواء فعال جداً، وبعد أن تقضي شهرا على جرعة الـ(10) مليجرام، انتقل إلى جرعة (20) مليجرام، حيث أنها الجرعة التي تشير الآن معظم الدراسات أنها هي الأفضل والأنفع في علاج الحالات النفسية خاصة الاكتئاب المصحوب بالقلق، استمر على جرعة (20) مليجرام لمدة ثلاثة أشهر، وبعد ذلك خفضها إلى (10) مليجرام لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها (5) مليجرام لمدة أسبوعين، ثم (5) مليجرام يوما بعد يوم لمدة أيام، ثم توقف عن تناول الدواء، هذه الطريقة الأفضل.

هنالك جرعة بداية وهنالك جرعة علاجية، وبعد ذلك ينتقل الإنسان إلى الجرعة الوقائية ثم يتوقف عن الدواء تدريجياً.

أخي الكريم: الالتزام بالجرعة في وقتها ومواعيدها من أهم الطرق والعوامل التي تؤدي إلى نجاح العلاج إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً