الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أختي على علاقة بشاب، فماذا أفعل ؟

السؤال

السلام عليكم.

اكتشفت قبل فترة أن أختي تعرفت على شاب معها في الجامعة، ففكرت أن أتكلم مع أهلي ولكن خفت، فذهبت وتكلمت معها وأقسمت بأن ليس هنالك أي شيء حرام تفعله، وقالت أن الحب ليس حراما فنصحتها، وقالت لي ووعدتني بأنها ستقطع علاقتها به، وبعد سبعة أيام كانت قد نسيت بريدها الإلكتروني مفتوحا، فنظرت إلى الرسائل التي أرسلت، فوجدت أنها ما زالت على علاقتها به، فسألتها ماذا عن قسمك لي، فحلفت أن التاريخ خطأ، ولكن ما زالت تراودني شكوك وخائف أن أخبر والدي أو والدتي لأنهما لا يتصرفان بحكمة، وأحملهما شيئا من المسؤولية لأنهما أعطياها كثيراً من الثقة للأسف.

فأنا متردد أن أٌقول لهما ويفعل والدي شيئا غبيا، وتكون أختي بحق قد تابت، أو لا أقول لهما وتكون أختي قد كذبت علي، والأهم من ذلك أنا خائف من أن أكون ديوثا لا أخاف على عرضي، مع العلم أنني سلمت على امرأتين في حياتي ومنذ فترة وكنت محرجا، ولكنني والحمد لله توقفت.

الرجاء الإجابة لأنني بحالة نفسية سيئة ولا أدري ما أفعل، هل أنسى الموضوع أم ماذا أفعل؟ ملاحظة: أختي قالت لي أنه سيأتي لخطبتها في الصيف وهما ما زالا بالسنة الثانية، والحقيقة أني لا أرضى خلقه، ولكن أختي تعرفت عليه أيضا، مع العلم أنا أصغر من أختي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أيها الأخ الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نحن نشكر لك حرصك على حفظ أختك وصيانتها، وقد أحسنت في إعطائها فرصة لتتوب وسترت عليها، فإن من ستر مسلمًا ستره الله كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث، وهذا كان قرارًا صائبًا في حينه، أما ما دام وأنه قد ظهر لك ثانيًا أن الأخت لا تزال على اتصال بهذا الشاب فإنه يُخشى عليها أن يستدرجها الشيطان وتتمادى فيما هي فيه فتقع فيما لا تُحمد عاقبته، فتجر على نفسها الحسرات والندمات، وعلى أهلها الفضيحة والعار.

ولذلك هي بحاجة أن تأخذ بيدها وتعينها على نفسها ولا تتركها فريسة سهلة للشيطان ولدعاة السوء والفاحشة والرذيلة، فخذ الأمر بجد وحزم، وابد لها ذلك، وهددها بإخبار والدك إذا هي لم تقطع هذه العلاقة فورًا، وأوهمها أنها تحت المراقبة، وأنك ستكلف وستستعين بمن يراقبها ليرى ماذا تفعل وأين تذهب ونحو ذلك من الأساليب، فإذا رأيت بعد ذلك أنها فعلاً استجابت لهذا التهديد وارتدعت عنه وعن التمادي في هذا الطريق الذي هي فيه، فذاك المقصود والحمد لله، مع الستر عليها، وينبغي أن يصاحب هذا -أيها الحبيب- تذكير لها بعقاب الله تعالى وسخطه الذي لا تقوم له السموات والأرض.

فحاول أن تذكرها بالنار والجنة وأحوال الآخرة وأهوالها، فإن هذا النوع من المواعظ يفيد كثيرًا ولله الحمد في زجر النفوس عن غيِّها وهواها. وإذا رأيت أنها لا تزال مستمرة على ما هي عليه فبإمكانك أن تستعين أولاً بأمك فتخبرها بالحقيقة، فربما كانت الأم أقدر على التعامل معها منك، وبإمكانكما أن تخبرا الوالد بعد ذلك ليمنعها من الخروج إلى الدراسة، وليس بالضرورة أن تصرحا له بما حصل إن كان يُخشى منه تصرف قد يؤدي إلى ضرر، بل أخبراه بتخوفكما عليها وأنكما لاحظتما من سلوكها ما قد يثير الخوف عليها من الوقوع في حبائل أصحاب المكر ونحو ذلك من العبارات التي قد يفهم الوالد أنها لم تقع في شيء، وإنما في حاجة إلى الصيانة والحفظ، حتى يشارككما في متابعتها ومراقبتها، وتشعر هي بأنها تحت المراقبة والمتابعة، وإلا فإن إخبار الوالد في آخر الأمر ليقوم بما أوجب الله عز وجل عليه من منعها وحفظها وصيانتها أيسر وأهون من وقوعها فيما لا تُحمد عاقبته إذا تُركت على ما هي عليه الآن في هذا الطريق.

والمفسدة التي قد تُنتظر من وراء تصرف الوالد هي بلا شك دون المفسدة التي ستبقى فيما لو تُركت هذه البنت وهواها، فلا ينبغي أن تترددا بعد اتخاذ هذه الوسائل في ردعها وزجرها عن إشراك الوالد وإخباره بحقيقة الحال حتى يتولى هو مداواة الموقف ومعالجته بما ينبغي.

نسأل الله تعالى أن يصلح هذه الأخت وأن يردها رداً جميلاً، كما ينبغي لكما أن تحاولا ربطها بالفتيات الصالحات لتشكل لها رُفقة، فإن الصاحب ساحب والمرء على دين خليله، كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك، وهذه الصحبة في أحيان كثيرة تكون سببًا للحفظ والصيانة لهذا الإنسان من الوقوع في الزلات والأخطاء.

كما أنه يتعين أيضًا منعها من استعمال وسائل الاتصال منفردة، فإن ذلك من إعانة الشيطان عليها، فينبغي أن يكون استعمالها لهذه الأدوات في محضر آخرين في البيت كالوالدة أو الإخوان أو نحو ذلك، وينبغي أن تتشاور مع والدتك في كيفية معالجة هذا الجانب، وستجد فيها -إن شاء الله- الحرص وأنها تشاركك نفس الهم.

نسأل الله تعالى أن ييسر لك هذه المهمة التي أنت بصددها.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً