الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاجات الاكتئاب ثنائي القطبية والآثار الجانبية لها

السؤال

أعاني من الاكتئاب ثنائي القطبية منذ عشر سنوات، وهو يأتي في صورة كراهية للحياة، وعدم الرغبة في الخروج، وضعف الشهية، وبعد أخذ العلاج (Tofranil 25,motival) بثلاثة أو أربعة أشهر تأتيني فترة النشاط التي تكون أحياناً أصعب من الاكتئاب، ففي النوبة الأخيرة بعد أخذ العلاج، وبعد ظهور علامات التحسن تم تقليل العلاج، وأضيف إليه (Prianil lithium carbonate).

المشكلة حالياً هي زيادة الشهية للطعام، وقلة عدد ساعات النوم بصورة كبيرة؛ حيث لا تزيد عن 4 ساعات في اليوم؛ مما يسبب عدم التركيز في فترة النهار، والرغبة في النوم.

هذه هي النقطة الرئيسية: الإجهاد، ولا أستطيع النوم، أرجو الإفادة، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ م . ت حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أرجو أن أطمئنك تماماً أن كربونات الليثيوم ستظل أفضل علاج للاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وهذا الدواء منذ أن اكتشف البروفيسور (كيد) في أستراليا فعاليته في عام (1952) وبالرغم من مرور كل هذه السنوات، ظل هو المفتاح الذهبي – إذا جاز التعبير – لعلاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، فأنا أوصيك بهذا الدواء.

فقط المطلوب هو أن تكون حريصاً على حساب الجرعة وتناولها بالصورة الصحيحة، وأن تقوم بفحوصات الدم المطلوبة من وقت لآخر، حسب التوجيه الطبي في هذا الخصوص.

بالنسبة لزيادة الشهية للطعام، لاشك أن الأدوية الثلاثة التي ذكرتها، وهي التفرانيل والموتيفال وحتى الليثيوم، تساهم في زيادة الشهية للطعام، الليثيوم هو الأقل، والموتيفال هو الذي يؤدي إلى شراهة أكبر نحو الطعام، خاصة السكريات والحلويات، وأنا لا أرى الموتيفال دواءً مهماً، وحتى التفرانيل يمكنك أن تستبدله بدواء مثل التربتزول مثلاً، والذي يعرف بـ (إمبرامين) والتربتزول مشابه جدّاً للتفرانيل، ولكنه يتميز بأنه يحسن النوم، فأنصحك بالتوقف عن الموتيفال، واستبدال التفرانيل بالتربتزول، وجرعة التربتزول هي خمسة وعشرون مليجراماً، تناولها ليلاً.
هنالك أمر آخر مهم، وهو أن تمارس التمارين الرياضية، فهذه ذات عائد إيجابي جدّاً على الصحة النفسية والصحة النومية، وحتى الصحة الجسدية، وأنصحك أن تتجنب النوم النهاري بقدر المستطاع، كما أنه من الضروري أن تكون حريصاً على أذكار النوم، وأن لا تتناول الشاي أو القهوة بعد الساعة السادسة مساء، هذا هو التنسيق الأفضل لتتحسن صحتك النومية والجسدية والنفسية، - وإن شاء الله تعالى - يحدث توازن كامل في المزاج، والليثيوم بعون الله تعالى جدير بأن يأتي بهذه النتائج الإيجابية.

الذي أرجوه هو أن تتأكد أن جرعة الليثيوم صحيحة، هذا مهم جدّاً، والجرعة المتوسطة هي 800 مليجرام في اليوم، ومقاس الدم يجب أن يكون ما بين أربعة من عشرة إلى واحد، هذه هي النسبة الصحيحة، وهي معروفة لدى الأطباء.

أؤكد لك أن الإنسان يمكن أن يعيش حالة عادية جدّاً على جميع الأصعدة؛ العملية والاجتماعية والأسرية والزوجية، وهذا المرض لن ينقصك أي شيء – بإذن الله - فقط احرص على علاجك، وتوكل على الله، وطبق الإرشادات التي ذكرناها لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً