الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كثرة البكاء عند الطفل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابني يبلغ من العمر ثلاثة شهور، وهو منذ ولادته وهو يبكي كثيراً، ويحمر وجهه، واستمر على هذه الحالة حتى الآن، وعند عرضه على الأطباء أعطوا له أدوية للمغص، ولكنها كانت دون فائدة.

خلال هذه الأيام عرضته على طبيب أطفال، حولني إلى طبيب مخ وأعصاب، الذي طلب مني رسم مخ، وكتب له دواء، ولكني استشرت طبيباً آخر، فقال لي: إن عمر ابني صغير، ونصحني بعدم إعطائه الدواء، وقال لي: إن حالة ابني طبيعية، ماذا أفعل؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع (إسلام ويب).
طبيب المخ والأعصاب لابد أن يكون قد كتب الدواء على أسس ومعايير قوية، لا يمكن للطبيب أن يقوم بكتابة أي دواء دون أن يكون هنالك سند لذلك.

الذي أراه أن طبيب المخ والأعصاب ربما يكون قد لاحظ وجود بعض التغيرات في كهرباء الدماغ لدى الطفل، لذا أعطى هذا الدواء، ومع احترامي الشديد لرأي الطبيب الآخر، أعرف أن هنالك أطفالاً يتم إعطاؤهم الأدوية منذ ولادتهم.

إذن قضية العمر ليست مانعاً لإعطاء الدواء، إنما يعطى الدواء وتحسب جرعته حسب عمر ووزن الطفل، فالذي أراه أنه من حقك أن تستفسري من طبيب المخ والأعصاب عن السبب وراء إعطاء هذا الدواء، هل اكتشف اضطراب في كهرباء الدماغ لدى الطفل أم هنالك أمر آخر؟

ارجعي إلى هذا الطبيب أرى أنه هو الذي على صواب، ومع احترام الشديد للطبيب الآخر الذي قال لك إن الابن صغير، ويجب أن لا يعطى الدواء، هذا ليس سبباً علمياً أبداً، أما الذي كان الطبيب الآخر قد قام بقراءة رسم المخ ووجد أن الأمر لا يستحق إعطاء الطفل الدواء فهذا موضوع آخر.

أرجو -أيتها الفاضلة الكريمة- أن تستفسري مرة أخرى من الطبيب الذي قام بكتابة الدواء، وكون أن الطبيب الآخر قال لك: إن حالتك ابنك طبيعية؛ فإن هذا أمر مشجع، وأمر مفرح، لكن هذا يجب أن لا يجعلنا نتجاهل رأي الطبيب الأول.

إذا حدث اختلاف فيما بين الأطباء حول حالة الطفل، فهنا يمكنك أن تحتكمي إلى طبيب ثالث، وحقيقة الطبيب الذي أرشح لك هو طبيب الأطفال المختص في أمراض الأعصاب، وليس كل طبيب مخ وأعصاب، هنالك أطباء مختصون في أطباء الأعصاب لدى الأطفال الصغار، هذا هو الذي أنصح به.

أسأل الله تعالى له العافية والشفاء، وهذا الموضوع قد يكون موضوعاً عرضياً، سوف ينتهي، لكن أرجو أن تأخذي بالخطوات التي ذكرناها لك.

ونسأل الله تعالى له الشفاء والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً