الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضعف شخصية الزوج

السؤال

السلام عليكم
أنا متزوجة منذ ثمانية أشهر، وزوجي يحبني كثيراً، ولكن مشكلتي تكمن بأني لا أحبه، والسبب بأني لم أجد فيه الشخص الذي كنت أحلم به؛ حيث أني كنت أتمنى أن أرتبط بشخص ذي شخصية قوية، وله وزنه وثقله في المجتمع، ويكون صاحب قرار، ولكن الذي وجدته شخصاً يرجع إلى أمه في كثير من أموره.

مع العلم أني ليس لي مشاكل مع أمه، وهي أيضاً تحبني كثيراً، وكذلك هو بخيل بعض الشيء، وحالته المادية لم تكن بالمستوى الذي كنت أعيش فيه، وكنت قد تكلمت معه بشأن شخصيته ولكنه غضب مني وتخاصمنا، والآن أريد الحل فكيف أجعل شخصيته قوية؟ وما هي الخطوات لذلك؟ وكيف أعوّد نفسي على حبه؟

أرجوكم ساعدوني!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن رجوع الرجل إلى أمه أو إلى غيرها لا يدل على ضعف شخصيته، ولكن فعله لغير الصواب وتهاونه في الحق مجاراة لأمه أو لغيرها هو الذي يعتبر من علامات الضعف، والصواب ليس ملكاً لأحد، والحكمة ضالة المؤمن، ولكننا تأثرنا بثقافة المسلسلات واستمعنا إلى الفاشلين والفاشلات، بل وعممنا التجارب الفاشلة.

ومن هنا فأنا أدعوك إلى النظر في إيجابيات هذا الزوج وتضخمها وإظهارها والثناء عليه بها، وعندها سوف تجدين عنده الخير والمزيد، وقد أسعدني حبك لوالدته وحبها لك؛ لأنها بمكان الأم، وهي صاحبة فضل، ولا خير في رجل لا يبر أمه، فكوني عوناً له على برها.

وسوف تجدين آثار ذلك في حياتك وأولادك، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، وإذا كان في زوجك شيء من البخل كما ذكرت فإن فيه جوانب أخرى مشرقة فاتخذيها مدخلاً إلى نصحه وسبيلاً إلى إنصافه، فمن الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط، واعلمي أن الماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث، وكفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه.

ولا يخفى عليك أن المؤمنة تسعى لإرضاء زوجها، بل تردد بلسان الصالحات لا أذوق غمضاً حتى ترضى، والاعتذار للرجل يقيده ولا يضر المرأة؛ ولذلك فنحن ندعو أخواتنا وبناتنا إلى المبادرة بالاعتذار حتى لو كان الخطأ مشتركا، بل حتى ولو كان الخطأ منه؛ لأن في المبادرة إحراج للرجل، وهو المناسب لطبيعة ونفسية الرجل.

وليس قصدنا مما سبق السكوت على أخطاء الرجل أو ترك المشاكل دون مناقشة وحلول، ولكننا نفضل أن تبادر المرأة بالاعتذار ثم بعد يوم أو يومين تبدأ مناقشة ما حصل بأسلوب هادئ وكلمات منتقاه، كأن تقول أنا سعيدة معك؛ لأن فيك كذا وكذا من الحسنات، ولكن ذلك الموقف ضايقني، وأتمنى أن أسمع منك ما يطيب خاطري، ولولا مكانتك عندي ما فتحت معك الموضوع، ونحو هذا الكلام.

وأرجو أن تعلم المرأة أن هنالك كلمات تصادم رجولة الرجل، مثل أنت ضعيف، أنت لست رجلا، أنت لا تعطيني حقي.

ولا مانع من مناقشة أي مسألة شريطة أن تحترم مشاعر الرجل وتفهم طبيعته ونفسيته.

ولست أدري ما هي الأدلة على أنه ضعيف الشخصية؟ وما هي المشكلة التي جعلتك تكلميه بهذه الطريقة؟ وهل هو مقصر في حقك بشيء؟ وهل ترتب على مشاورته الأخرين هضم لحقك؟ وهل المشاورات تحصل في أمور خاصة بك؟

علماً بأن المشاورة مطلوب والصواب ليس حكرا على أحد وكم من أم حكيمة أو أخت عاقلة، وكم من أب رشيد أو صديق عاقل، فالعبرة إذن في الوصول إلى الصواب وبصرف النظر عن الذي تشاورهم.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، واقتربي من زوجك، واطردي عنك الوساوس وامدحيه واثني عليه، وسوف يرتفع لمستوى طموحاتك.

نسأل الله أن يصلح حالنا وحالك ومرحباً بك وبه.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً