الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بالفراغ وألم الفراق بعد سفر الصديق الوحيد

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كان لدي صديق حميم، تعرفنا على بعض في المدرسة، وطالت الصداقة وتعمقت خلال فترة دراستنا بالجامعة وبعدها في ميدان العمل، كان هذا الصديق أكثر من أخ وأب وأم وصديق في نفس الوقت، تحاببنا في الله، وكنا من الشباب الملتزمين والمحافظين، وربطتنا أخوة المساجد، كان هذا الصديق بمثابة الأب والأم المتوفيين، وحيث أنني أقطن لوحدي كان يُساعدني بكل شيء، وكان كل شيء فعلاً.

سافر عندما سنحت الفرصة للعمل في الخليج، وساعدني بالحصول على عملٍ مثله بنفس الشركة، ولكن البلد المضيف أوقفت التأشيرات، وسافر هو، وبقيت أنا هنا ببلدي.

الفراق صعب، فقد مررت بأيام صعبة وأليمة، والآن تمر السنة الأولى على سفره ولم أستطع نسيان أو تناسي هذا الشخص، ولا أستطيع إلى اليوم أن أتعود على سفره، الليل والنهار سواء بالحزن على فراقه، مع أن لدي عملاً سيشغلني إلا أن وجهه لا يكاد يفارقني، مع أنني شابٌ ملتزم لدرجة جيدة والحمد لله، لكن هذا الإحساس ليس بيدي.

الرجاء إفادتي، ومساعدتي .
جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن ألم الفراق بكى منه الكثيرون، وإذا كان كل ذلك لأجل الدين والأخوة الحقة فإنك مأجور على ذلك، ومع ذلك فنحن ندعوك للبحث عن إخوة صالحين صادقين، وهم ولله الحمد موجودون في بيوت الله، وفي أماكن الخير والذكر والقرآن، فاشغل نفسك بالمفيد، وأكثر من الدعاء لنفسك ولصديقك وللمسلمين.

ولست أدري هل يبادلك المشاعر، أم استطاع أن يتأقلم مع الوضع وانشغل بعمله ووجد إخوة صالحين آخرين.

ولا يخفى على أمثالك أن هذه الدنيا هي دار ممر يجتمع فيها الناس إلى أجل ثم يفترقون، ونحن نسأل الله أن يجمعنا وإياكم في صحبة رسولنا، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.

وقد ورد أن الصحابة كان بينهم الحب والود ما يجعل أحدهم يتشوق لطلوع الفجر ليقابل أخاه، كما حصل بين عمر ومعاذ -رضي الله عنهم-، والمتحابون في الله يظلهم العظيم في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وإذا وجد المسلم في قلبه محبة في الله ولله وبالله لأخيه فعليه أن يخبره، ليقول له أحبك الله الذي أحبتني لأجله.

والأخوة في الله منزلة ورتبة عظيمة تجلب محبة العظيم للمتحابين بحلاله، فأرجو أن تكون أخوتكم قائمة على النصح والصدق والإخلاص، وأن يكون عمادها الدين وليس المصالح أو المظاهر؛ لأن الله سبحانه يقوله: ((الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ))[الزخرف:67].

ويمكنك أن تتواصل معه عن طريق النت أو التلفون، حتى تتواصل المحبة فيما بينكما وتستمر، وهكذا تكون أخباركم متواصلة مع بعض ويقل ألم الفراق.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يجمع بنيكم على الخير، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يلهكم رشدكم والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً