الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم يعد لي رغبة في الزواج بسبب خطبة من كنت أريدها!

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب مقبل على الزواج، فقد وقع اختياري على فتاة قريبة لي ذات أخلاق عالية، وملتزمة؛ فأردت أن أخطبها، استخرت الله تعالى وبعد ذلك أحسست بارتياح لقدومي على هذا العمل، ولكن بعد ذلك فوجئت بأن هذه البنت قد خطبها غيري، بعدها أحسست بهم وضيق، وأن الدنيا قد أظلمت في عيني، ولم يعد عندي رغبة في الزواج، وأشعر دائماً بضيق عند الحديث عن الزواج، وأصبحت هذه البنت تشغل بالي دائماً، وهذا قد يؤثر على زواجي من واحدة أخرى!

أسأل الله أن يوفقكم لحل مشكلتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الابن الفاضل/ أبا محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله العظيم أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وأن يوفقك لطاعته وحسن عبادته، وأن يعمر قلوبنا بحبه، والتقرب إليه. وبعد:

فكل شيء بقضاء وقدر، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده سبحانه، وما كل ما يتمناه المرء يدركه، والإنسان لا يعرف أين يكون الخير: (( وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ))[البقرة:216]، والمؤمن يجد الراحة إذا رضي بقضاء الله وقدره.

ولابد أن تعلم أن النساء الصالحات كثيرات ولله الحمد، وإذا خُطبت هذه الفتاة فنسأل الله أن يوفقها ويوفقك أيضاً لما فيه الخير، وأن يعوضك خيراً، وأرجو أن تجتهد في نسيان هذه الفتاة، وعمر قلبك بالذكر والإيمان، والمؤمن لا يخطب على خطبة أخيه، وهذه الفتاة أصبحت مرتبطة برجل آخر، فلابد من إيقاف التفكير، والاجتهاد في طي هذه الصفحات.

والصواب أن تبحث عن امرأة أخرى، وتستخير وتستشير، واحرص على أن تحسم أمرك بسرعة، فخير البر عاجله، فإذا وجدت المرأة المناسبة فلا تتأخر في التقدم لطلبها رسمياً من أوليائها، حتى لا تسبق إليها.

والإنسان ينظر إلى الدنيا بأمل جديد، وروح جديدة، والمسلم يعمر قلبه بحب الله ورسوله بالدرجة الأولى، وإذا أحب أحداً بعد والديه فينبغي أن يكون الحب محكوماً بآداب وضوابط شريعتنا العظيمة.

ونقترح عليك الابتعاد عن مكان هذه الفتاة ولو إلى حين، واشغل نفسك بالخير والحق، فمن لم يشغل نفسه بالحق شغلته بالباطل.

وأكثر من اللجوء إلى الله، واشغل نفسك بتلاوة كتابه، ومجالسة الصالحين من عباده، ولا يجوز للإنسان إذا تزوج امرأة أن يفكر في غيرها؛ لأن هذا سبيل الهلاك، كيف وتلك الفتاة أجنبية وزوجة لرجل آخر؟!

والله الموفق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً